أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر قبل المشاركة في مؤتمر برلين حول الأزمة في ليبيا، كما أعلن التزامه بالامتثال لوقف إطلاق النار. جاء ذلك بعد تأكيد رئيس حكومة الوفاق فايز السراج المشاركة في المؤتمر المقرر عقده يوم الأحد المقبل.
ونقلت الخارجية الألمانية عن ماس قوله بعد زيارة مدينة بنغازي في شرق ليبيا إن حفتر أبدى استعداده للمساهمة في إنجاح مؤتمر برلين، وهو ملتزم بوقف إطلاق النار، ومستعد أيضا لحضور المؤتمر.
وعلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقولها إن استعداد حفتر للالتزام بوقف إطلاق النار رسالة جيدة لمؤتمر برلين، مضيفة أن أبرز ما ينبغي التركيز عليه في المؤتمر هو العودة لتثبيت الالتزام بحظر تصدير الأسلحة إلى أطراف الصراع.
وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكرواتي اليوم الخميس إنه "خلال مؤتمر ليبيا ينبغي قبل كل شيء أن نرى معاودة الالتزام بحظر الأسلحة الذي تم الاتفاق عليه في الأمم المتحدة، لكن للأسف لم يتم الالتزام به".
واعتبرت ميركل أن استمرار دخول الأسلحة وتدخل الجهات الخارجية من شأنه أن يفاقم الأزمة في ليبيا، معتبرة أن المؤتمر ليس النهاية وإنما هو مجرد بداية لعملية سياسية تقودها الأمم المتحدة.
من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من استمرار الدعم الأجنبي للأطراف المتحاربة في ليبيا.
عجز أوروبي
وكان السراج أكد أنه سيشارك في المؤتمر، وقال في اجتماعه مع القادة السياسيين والعسكريين في حكومته إنه حريص على دعوة الدول التي لها علاقة بالشأن الليبي.
وأضاف أن عدم توقيع حفتر على اتفاق وقف إطلاق النار -الذي توصلت إليه الأطراف في مفاوضات جرت في موسكو- هدفه محاولة نسف مؤتمر برلين قبل عقده، كما وصف دور تركيا وروسيا بالإيجابي في مقابل ما وصفه بالعجز الأوروبي تجاه ما يجري في ليبيا.
وتستضيف ألمانيا يوم الأحد قمة تجمع الطرفين المتنافسين في ليبيا والقوى الأجنبية الداعمة لها، في مسعى لإنهاء الحرب على طرابلس واستئناف المحادثات للتوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة.
تركيا ترسل قوات
وفي سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ترسل قوات إلى ليبيا لدعم الحكومة الشرعية، مضيفا أنها بتوقيعها مذكرة ترسيم الحدود البحرية مع هذا البلد أفشلت المخططات التي كانت تهدف إلى سجن تركيا في منطقة محدودة.
وتابع أردوغان الذي تحدث في أنقرة أنه "من أجل أن تبقى الحكومة الشرعية في ليبيا صامدة، ومن أجل تحقيق الاستقرار، نرسل جنودنا إلى هذا البلد".
وكان قد أعلن وقف إطلاق النار يوم الأحد الماضي بين قوات حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا وقوات اللواء حفتر على أساس مبادرة تركية روسية، غير أن اشتباكات متقطعة وقعت بين الجانبين لاحقا.
ضحايا مدنيون
على الصعيد الميداني، نشرت عملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق صورا تظهر ضحايا من المدنيين، وقالت على صفحتها على الفيسبوك إن قوات حفتر فتحت نيران بنادقها عليهم أثناء محاولتهم العودة أو تفقد منازلهم أو الخروج منها في الضواحي الجنوبية لطرابلس بعد إعلان وقف إطلاق النار.
وأضافت أن فرق الرصد والاستطلاع التابعة لها تمكنت من تصوير الضحايا، مؤكدة استمرار قوات حفتر في إطلاق النار على كل من يحاول التقدم لإخراج الجثث