قال موقع بريطاني "إن الخلافات الحوثية حول المساعدات الإنسانية تفجر نزاعاً حاداً داخل الجماعة الحوثية في اليمن" بالإضافة الى أنها كشفت عن توترات داخلية داخل قيادة الحوثيين.
وذكـر تقرير لموقع «Middl Eeast Eye»-ترجمة "يمن شباب نت"- بأن تهديد هيئة الحوثيين الاغاثية بفرض ضرائب على المساعدات الإنسانية ـوالذي تخلت عنه لاحقاـ أثار خلافـًا داخليًا داخـل حركة التمرد الحوثية في اليمن.
وفي الشهر الماضي، فرض المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، -وهي هيئة شكلها الحوثيون- رسوم على الوكالات الإنسانية العــاملة في اليمن. لكن في 14 فبراير، أعلنت الأمم المتحدة عن تخلي الحوثيين عن الفكرة. ومع ذلك أثار ذلك المقترح الحوثي جدلاً داخل أوساط الجماعة الحوثية.
وتدار هيئة الحوثيين الاغاثية من قبل أحمد حامد، وهو شخصية سياسية بارزة في الحوثي، ويشغل أيضًا منصب مدير مكتب رئيس المجلس السياسي للحوثيين، ويشرف على تلفزيون المسيرة ـ وهي وسيلة إعلامية تابعة للجماعة.
وأشار الموقع الى أنه "وعقب إصدار هيئة الحوثيين الاغاثية العليا تهديدها بفرض ضريبة الـ2% على المنظمات الانسانية، انقلب قيادي حوثي آخر ـ وهو يحيى بدر الدين الحوثي، ضد الهيئة ورئيسه".
ويحيى الحوثي، الذي يشغل منصب وزير التعليم في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، هو أيضًا شقيق الزعيم البارز للجماعة المتمردة، عبد الملك الحوثي.
وقد قلل يحيى الحوثي من أهمية الهيئة العليا الحوثية للإغاثة ورئيسها، واصفاً إياهـم بـ"الغير شرعيين"، كما اتهمهم بالتواطؤ في الإدارة الفاسدة لمساعدات الأمم المتحدة في البلد الذي مزقته الحرب.
وقال بأن رئيس مجلس الهيئة، أحمد حامد يصر على إبقائها كـ"هيئة رسمية"، على الرغم من معارضة قادة آخرين في الجماعة التي تسيطر على العاصمة صنعاء وأجزاء من شمال اليمن.
كما واصل اتهام "المجلس المزعوم" بقيادة حملة إعلامية ضد منظمات الإغاثة الدولية قال بأنها تستند أساسًا إلى الشائعات وليس الحقائق. وزعـم، في ذات الوقت، بأن الهيئة الاغاثية الحوثية، تقف وراء العديد من فضائح توزيع المساعدات.
وقال يحيى الحوثي "نحن مقتنعون بأن معظم الغذاء الفاسد كان بسبب تأخير أو منع التوزيع من قبل بعض المسؤولين اليمنيين، ولم يُدَعِم "الإخوة" في الهيئة الحوثية مزاعمهم بأن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة هو مصدر الغذاء الفاسد".
ووفقاً للتقرير.. فقد دفع بيان يحيى الحوثي، رئيس هيئة الاغاثة الحوثية إلى إلغاء القرار المتعلق بفرض الضريبة تلك، الأسبوع الماضي.
قال الموقع البريطاني بأنه لم يتضح على الفور ما إذا كانت تصريحات يحيى الحوثي تعكس انقسامًا خطيرًا في أوساط السلطات الحوثية في العاصمة اليمنية صنعاء.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن ما يقدر بنحو 80 في المائة من السكان اليمنيين - أي 24 مليون شخص - يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 14.3 مليون شخص ممن هم في حاجة ماسة.
وقد أمضى يحيى الحوثي ثماني سنوات خارج اليمن، معظمها في ألمانيا، ليعود إلى اليمن عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات في عام 2015.
وكان برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات علق توزيع مساعداته في العاصمة صنعاء في يونيو 2019، ثم استأنفها في أغسطس بعد خلافات مع الحوثيين حول قوائم المستفيدين.
واختتم تقرير «Middl Eeast Eye» بالقول بأنه "في الوقت الذي لا يزال فيه من غير الواضح ماهي التداعيات طويلـة الأجل للضريبة ـالتي تخلت عنها هيئة الاغاثة الحوثية بعد أن كانت تعتزم فرضها على العمليات الاغاثية الدولية في اليمن- لغاية الآن. إلا أنها كشفت عن توترات داخلية داخل قيادة الحوثيين، مع إبراز الحساسيات المحيطة بالمساعدات الإنسانية في وقت تقترب فيه اليمن من اتمام خمس سنوات من النزاع المسلح المدمر.