توقع خبراء غربيون أن فيروس "كورونا" قد يؤثر على أطرف الصراع المختلفة في اليمن، وذكروا أن كلا من المتمردين الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة، يمنعون من اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد19) في اليمن.
ووفقاً لتقرير موقع «VAO» الأمريكي - ترجمة "يمن شباب نت" - هناك مخاوف بشأن استخدام المتمردين الحوثيين لإغلاق المدارس لمصالحهم الخاصة، تحت مبرر مخاوف انتشار فيروس كورونا، حيث نقل الموقع عن المحللة في شؤون الخليج سينزيا بيانكو من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قولها "بأن هذه مجرد حيلة حوثية لتجنيد المزيد من المجندين مع اشتداد قتالهم في منطقة مأرب وبالقرب من الحدود السعودية".
بدورها أشارت الخبيرة البريطانية هيلين لاكنر: "بأن ما يسمى بمناطق الحجر الصحي المقامة في مناطق الحوثيين، لن تفعل أي شيء باستثناء منـع أي شخص من أي شيء". بل إنها ـ على العكس من ذلك، تمثل بيئة خصبة للأمراض".
وقالت بأنه، في عدن "منعت القوات الجنوبية من نقل إمدادات منظمة الصحة العالمية من المطار حتى تتمكن من الوصول إلى موظفي الحكومة" وأضافت "إن تلك كانت تمثل كثير من الإمدادات الحساسة وبالغة الحيوية"
وذكرت المحللة بيانكو لموقع «VAO» أنها تتوقع أن فيروس كورونا قد يؤثر أيضًا على قدرة الأطراف على جانبي الصراع على شن الحرب.
وأضافت "لذا، أعتقد أن الفيروس سينتشر بسرعة كبيرة، وفي غضون ثلاثة أشهر سنشهد أعلى مستوى من تفشي العدوى في اليمن لدرجة أنها ستؤثر بالضرورة على الجماعات السياسية والميليشيات وكل من يشارك في الحرب".
وذكرت الباحثة "لاكنر" بأنها لا تعتقد أنه يمكن فعل الكثير لحماية اليمنيين من فيروس كورونا.
وقالت: "بأن الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة منعوا إخلاء سبيل 81 سيارة إسعاف و15 عيادة صحية متنقلة كانت مخصصة لمكافحة المرض".
صعوبة مواجهة كورونا
وقالت سلطانة بيجوم مديرة الدفاع والدعم في اليمن بمجلس اللاجئين النرويجي "بأن اليمنيين سيجدون صعوبة في حماية أنفسهم من جائحة كورنا مع استمرار القتال بين القوات الحكومية المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران"
وأضافت: "نحن قلقون للغاية بشأن أي تفشي محتمل للفيروس لأنه ستكون له عواقب وخيمة على النازحين. وبعد خمس سنوات من الحرب، حدث الكثير من الأضرار والدمار لآلاف المستشفيات وشبكات المياه والصرف الصحي"ز
وتابعت: علاوة على ذلك، كانت اليمن تعاني بالفعل من أمراض أخرى مثل حمى الضنك والكوليرا. لدينا الكثير من النازحين الذين يفتقرون إلى المياه والرعاية الصحية. وحتى غسل اليدين أمر صعب للغاية عندما تعيش في مخيمات مكتظة شبيهة بالصحراء، فما بالك بمن يقبع في العزلة الذاتية.
وللعام الخامس على التوالي تشهد اليمن حرب متواصلة دون أي آفاق جدية لنهايتها على المدى القريب، وهو ما يزيد المخاوف بشأن ما يمكن أن يحدث في حالة تفشي فيروس "كورونا"، في الوقت التي تشكو فيها المنظمات الدولية من صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
وتعيش اليمن أسوا أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة، وبالتالي تحذر المنظمات الإنسانية من أن تفشي فيروس كورونا هناك سيكون مأساويا. ومنذ عام 2016، يكافح اليمنيون وباء "الكوليرا" والذي أصاب نحو 1,3 مليون شخص. من المتوقع أن ترتفع مثل هذه الحالات لسنوات قادمة بسبب "الصراع المستمر والنظام الصحي الهش"، بحسب الأمم المتحدة
دعوة "غريفيث"
وأمس الخميس دعا المبعوث الأممي الى اليمن، مارتن غريفيت، الأطراف اليمنية، إلى اجتماع عاجل؛ لبحث تطبيق ما تم الالتزام به، عبر الاتفاقيات السابقة، إلى واقع عملي. متوقعًا امتثال الأطراف لتحقيق السلام، ووقف الحرب.
وقال المبعوث الأممي، في تغريدات له على منصة التدوين الأصغر "تويتر": "أدعو الأطراف - اليمنية - إلى عقد اجتماع عاجل؛ لمناقشة سبل ترجمة ما قطعوه على أنفسهم من التزامات أمام الشعب اليمني لواقع ملموس".
وأضاف غريفيت: "أتوقع من الأطراف الامتثال لرغبة اليمنيين في السلام، عن طريق الوقف الفوري لكل الأعمال العدائية العسكرية".
وجاءت الدعوة للاجتماع بعدما أن أعلنت جميع الأطراف ترحيبها بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في مناطق النزاعات على خلفية المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد، دون أن تعلن عن أي خطوة عملية للمضي في ذلك.
والاثنين، وجّه الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش دعوة الى "وقف فوري لإطلاق النار في جميع انحاء العالم بهدف حماية من "يواجهون خطر التعرض لخسائر مدمرة بسبب فيروس كورونا".
وقالت الحكومة الشرعية أمش الاربعاء انّها ترحّب بدعوة الأمين العام "لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل".
وأكّد المتحدث باسم قوات التحالف العربي الركن تركي المالكي الخميس أن قيادة التحالف "تؤيد وتدعم قرار الحكومة اليمنية في قبول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن ومواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا".
فيما رحب رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، الذراع السياسي لميلشيات الحوثي مهدي المشاط في بيان "بدعوات وجهود الأمين العام للأمم المتحدة"، مؤكّدا "الاستعداد التام للانفتاح على كل الجهود والمبادرات"