تخطى عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد 90 ألفا في العالم، وشهدت مناطق عديدة ارتفاعات كبيرة في أعداد الإصابات، وسط مؤشرات إيجابية في ألمانيا وولاية نيويورك الأميركية، في حين كشف باحثون أميركيون للمرة الأولى مصدر أولى الإصابات المسجلة في مدينة نيويورك، بؤرة الوباء الأكبر في أميركا.
كورونا بأميركا.. أعداد ومؤشرات ودراسات
وأظهر تعداد لجامعة جونز هوبكنز أن الحصيلة الإجمالية لوفيات فيروس كورونا في الولايات المتحدة تخطت 15 ألفا اليوم الخميس.
وأظهر التعداد ارتفاع الوفيات إلى 15 ألفا و774 حالة، في حين بلغت الإصابات 432 ألفا و596 حالة، وسط جهود تبذلها البلاد لمكافحة تفشي الوباء.
وقال مسؤولون طبيون وحكوميون في الولايات المتحدة اليوم إن على الأميركيين الاستمرار في تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي مع بدء ظهور مؤشرات على تباطؤ انتشار الفيروس.
وعلى الرغم من تسجيل نيويورك ارتفاعا جديدا في عدد الوفيات فإن عدد من يحتاجون إلى دخول المستشفيات سجل انخفاضا.
وفي إشارة إلى أن منحنى انتشار المرض بدأ في الثبات في نيويورك، بؤرة التفشي في الولايات المتحدة، قال حاكم المدينة آندرو كومو اليوم الخميس إن هناك تراجعا حادا في عدد من يدخلون المستشفيات بسبب الإصابة بالفيروس، إذ بلغ 200 في الساعات 24 الماضية فقط.
وأضاف كومو في إفادة صحفية يومية أن عدد الوفيات تزايد إلى 799 يوم 8 أبريل/نيسان الجاري مقارنة بوفاة 779 قبله بيوم، وهو أعلى عدد لثالث يوم على التوالي.
وأشاد العديد من المسؤولين بنجاح جهود الاحتواء كما تعكسها توقعات الوفيات التي خفضت إلى 60 ألفا من أكثر من 100 ألف. لكن كبير خبراء الأمراض المعدية بالولايات المتحدة أنتوني فاوتشي قال إنه من الضروري أن يستمر الناس في البقاء في منازلهم.
من جهة أخرى، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأن فيروس كورونا بدأ في الانتشار بمنطقة نيويورك بحلول منتصف فبراير/شباط الماضي، أي أسابيع قبل تأكيد أول حالة إصابة.
ونقلت الصحيفة -بناء على دراسة جديدة- أن مسافرين جلبوا الفيروس بشكل رئيسي من أوروبا وليس من آسيا.
وقال عالم الوراثة بكلية طب "إيكان" الأميركية هارم فان باكيل الذي شارك في كتابة الدراسة، إنه من الواضح أن غالبية الإصابات أتت من أوروبا.
وتوصلت دراسة أجراها فريق آخر في جامعة نيويورك إلى استنتاجات مماثلة بناء على تحليل جينوم من الفيروس مأخوذ من سكان نيويورك بدءا من منتصف مارس/آذار الماضي.
وذكرت الدراسة أنه كان بالإمكان اكتشاف انتشار الفيروس لو تم وضع برامج فحص قوية حينها.
أوروبا.. مطالب بالتحرك وبارقة أمل بألمانيا
وفي القارة العجوز التي تحولت إلى أكبر معاقل الفيروس، تتصاعد المطالب بدور أكبر للاتحاد الأوروبي في دعم قدرات الدول التي تشهد أكبر أعداد للوفيات والإصابات، على مواجهة تداعيات انتشار الوباء.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن على أوروبا أن تواجه فيروس كورونا بشكل موحد، مضيفة أن بلادها ستقوم بدورها لتأمين وحدة أوروبا.
ولفتت ميركل إلى أن معدل الإصابة بالفيروس داخل ألمانيا بدأ يستقر، والأرقام الأخيرة تعطي بارقة أمل.
وأشارت إلى أنها ستعقد اجتماعا مع رؤساء وزراء الولايات يوم الأربعاء المقبل لبحث الوضع الحالي لوباء كورونا والخطوات المقبلة ومدى إمكانية رفعها، لكنها في المقابل نبهت إلى أنّ الوضع هش ولا يوجد سبب لتخفيض مستوى التحذير من تفشي جائحة كورونا.
وفي إسبانيا، سجلت وزارة الصحة الإسبانية 683 وفاة بسبب الفيروس، و5756 إصابة جديدة.
وسجلت إيطاليا 610 حالات وفاة بسبب كورونا الخميس، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 18 ألفًا و279، كما بلغ عدد الإصابات 96 ألفا و877 حالة.
وأودى فيروس كورونا بحياة نحو 100 طبيب في هذا البلد الذي ما زال يتصدر بلدان العالم في عدد وفيات الفيروس.
وفي فرنسا وصل عدد الوفيات إلى 12 ألفا و210، بينها 8044 وفاة سجّلت في المستشفيات الفرنسية و4166 وفاة في دور رعاية المسنين، وفق ما أعلنه مدير الصحة العامة جيروم سالومون.
وفي بريطانيا أعلن عن خروج رئيس الوزراء بوريس جونسون من العناية المركزة. وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء "نُقل رئيس الوزراء هذا المساء من العناية المركزة إلى جناحه (بالمستشفى) حيث سيحظى بمتابعة دقيقة في هذه المرحلة المبكرة من تعافيه".
وقال وزير الخارجية دومينيك راب اليوم الخميس إن بريطانيا لم تصل بعد إلى ذروة وباء فيروس كورونا، وإنه من السابق لأوانه رفع إجراءات الإغلاق.
تركيا.. قفزة في الإصابات ومراقبة بالهواتف
وفي تركيا قال وزير الصحة فخر الدين قوجة إن عدد الإصابات المؤكدة في بلاده بفيروس كورونا زادت على مدى الساعات 24 الماضية بتسجيل 4056 إصابة جديدة، ليرتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 42 ألفا و282، بينما توفيت 96 حالة بما يرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 908، في حين وصل عدد حالات التعافي إلى 2142 حالة، بعد شفاء 296 في الساعات 24 الماضية.
وقال إن عدد الفحوص التي أجريت خلال هذا الوقت بلغ 28.578 فحصا، وهو أعلى رقم في بلاده حتى الآن.
وفي السياق نفسه، أعلنت الحكومة التركية الخميس أن السلطات ستراقب تحركات الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس وأقاربهم بفضل تطبيق على هواتفهم النقالة، وهو خطوة ترمي إلى وقف تفشي الوباء في البلاد.
وقالت الرئاسة التركية في فيديو يعرض هذا الإجراء إنه إذا غادر شخص مصاب أو شخص احتك به منزلهما فسيتلقى رسالة نصية قصيرة ثم اتصالا هاتفيا آليا يطلب منه العودة إليه.
وإذا لم ينصع للأمر أو كرر المحاولة فسيتم إبلاغ الشرطة التي ستفرض عليه عقوبات كغرامة مثلا.
العالم العربي
أما في المنطقة العربية، فقد أعلنت الجزائر ارتفاع إجمالي وفيات فيروس كورونا إلى 235، بعد تسجيل 30 حالة وفاة جديدة. كما أعلنت عن 94 إصابة جديدة بالفيروس ترفع الإجمالي إلى 1666، في حين بلغ عدد المتعافين من الفيروس 374 شخصا.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيل 272 إصابة جديدة ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 2800، والوفيات إلى 41.
وفي سلطنة عُمان، أعلنت وزارة الصحة تسجيل ثالث وفاة بفيروس كورونا، و38 إصابة جديدة رفعت العدد الإجمالي إلى 457 إصابة وحالات الشفاء إلى 109.
وفي الكويت، ارتفع إجمالي الإصابات إلى 910 بعد تسجيل 55 إصابة جديدة بفيروس كورونا.
أما في قطر، فأُعلن عن تسجيل 166 إصابة جديدة ليرتفع عدد الإصابات بالفيروس إلى 2376 وحالات الشفاء إلى 206.
كما أعلنت وزارة الصحة الإماراتية تسجيل 300 إصابة جديدة، ليتجاوز العدد الإجمالي 2659، في حين وصل عدد المتعافين إلى نحو 240.
وفي المغرب، تم اليوم تسجيل 71 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليصل إجمالي الإصابات إلى 1346، بينما سجلت ثلاث وفيات رفعت العدد إلى 96.
وفي تونس أعلنت وزراة الصحة تسجيل وفاة و15 إصابة بفيروس كورونا، بما يرفع الإجمالي إلى 643 إصابة من ضمنها 25 وفاة.
وفي لبنان، قالت وزارة الصحة إنه تمّ تسجيل 7 إصابات جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العدد الإجمالي إلى 582.
كما أعلنت وزارة الصحة العراقية تسجيل 30 إصابة جديدة بالفيروس، ليصل الإجمالي إلى 1232، بالإضافة إلى 69 حالة وفاة، و496 حالة تعافت من المرض.
كورونا في أفريقيا
قال مسؤولون في منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس إن بعض الدول الأفريقية قد تشهد ذروة الإصابات بفيروس كورونا خلال الأسابيع المقبلة، وحثوا على زيادة إجراء فحوصات الكشف عن الفيروس على وجه السرعة في المنطقة.
وقال مدير برنامج منظمة الصحة للاستجابة لحالات الطوارئ في أفريقيا ميشيل ياو خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف، إنه "من خلال الأيام الأربعة الماضية يمكننا أن نرى أن الأرقام تضاعفت بالفعل".
وأردف قائلا "إذا استمر هذا الاتجاه، ونتعلم أيضا مما حدث في الصين وأوروبا، فقد تواجه بعض الدول ذروة هائلة في وقت قريب جدا".
جلسة طارئة لمجلس الأمن
وبينما يهيمن وباء كورونا على العالم، ينتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مغلقة عبر الفيديو مساء اليوم لبحث تفشي فيروس كورونا وسبل مكافحته، والدعوة إلى وقف عالمي لإطلاق النار لتمكين الجهود الدولية من التصدي للجائحة.
وسيقدم الأمين العام للأمم المتحدة إحاطة بشأن سياسات المنظمة في التعامل مع تفشي كورونا واحتواء تداعياته.
وكشفت مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة عن خلافات بين القوى الكبرى في مجلس الأمن، ويكمن أحد أسباب الخلاف في إصرار الولايات المتحدة على تضمين أي بيان أو قرار يصدر عن المجلس فقرة تشير إلى أن أصل الوباء صيني، وهو ما ترفضه بكين بشدة