الرئيسية - تقارير - عائلة مجلي.. نضال الأباء الذي حوله الابناء الى تجارة وأرصدة

عائلة مجلي.. نضال الأباء الذي حوله الابناء الى تجارة وأرصدة

الساعة 11:02 مساءً (هنا عدن : خاص )


الاربعاء ، ١٠ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٩:٢٠ مساءً (وطن الغد - خاص)
الاخبار | محليات

تنتمي أسرة مجلي إلى مديرية سحار بمحافظة صعدة، وخاضت صراعات قديمة مع الحوثيين، وقبل ذلك خاض الآباء صراعاً ضد الحكم الإمامي في البلاد، غير أن هذا الصراع حوله الأبناء إلى تجارة رائجة متخذين من ركام منازلهم ومزارعهم التي استولى عليها الحوثيون في مارس 2011، عنوان لتلك التجارة.



استثمار حروب صعدة
على مدار حروب صعدة الست، تاجر عثمان مجلي -الذي ورث زعامة القبيلة- بتلك الحروب وترأس مجلس التضامن القبلي والذي حظي بدعم لا محدود من النظام حينها، لكنه فشل في تحقيق هدفه في تجميع جهود القبائل لإخماد التمرد الحوثي بسبب جشع مجلي الذي استحوذ على أموال المجلس، وهو ما أثار سخط مشايخ القبائل، ما أدى إلى انتكاسات مكنت المليشيات الحوثية من السيطرة على المحافظة، في مطلع العام 2011.
بالإضافة إلى الاستحواذ على أموال المجلس والأموال التي كانت تتدفق من صنعاء، كان مجلي يكدس السلاح النوعي ويجبر قبائل المحافظة على القتال بسلاحهم الشخصي، إلى حين طرد من صنعاء واستولى الحوثيون على تركة مجلي من المال والسلاح.

ملفات فساد
في وقت قياسي أصبح عثمان مجلي أحد هوامير التجارة في البلاد، إذ يتهمه أبناء المحافظة في المتاجرة في الممنوعات منها تجارة المخدرات وتجارة السلاح وتهريبه، مستغلاً مناصبه القيادية في الدولة والمؤتمر الشعبي العام وزعامته القبلية التي ورثها.
ومنذ تولي عثمان مجلي وزيراً للزراعة سجلت تجاوزات كبيرة، وتورط عثمان بصفقات فساد، آخرها ما كشفته المصادر عن إجمالي الصفقات التي نفذها مجلي وبلغت بأكثر من مليار ريال، في الوقت الذي قام بسحب ارباح الشركة العربية للثروة الحيوانية والذي بلغت مليون وخمسمائة ألف ريال سعودي ولم تدخل حسابات الوزارة مدعيا بأنه يتاجر بها في الأسمدة. 
كما تتكشف يومًا بعد آخر فضائح الفساد المالي والإداري المتفشي في وزارة الزراعة والري، والذي يتزعمه الوزير، ومسؤولين تابعين له في.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الزراعة والري أن شحنة مخالفة من السماد يوريا تبلغ 20000 كيس سماد تقلها أكثر من عشرين قاطرة حاول مجلي ادخالها عبر منفذ الوديعة.
وأشارت المصادر إلى أن القائمين على تلك الشحنات المخالفة يجنون أرباحًا كبيرة، تصل في مثل هذه الكمية الى 10 مليون ريال سعودي، حيث تصل كلفة الكيس الواحد إلى العبر 65 ريال سعودي، بينما يباع بأكثر من 170ريالًا سعوديًا، أي أكثر من 200% من قيمة الشراء.
وكانت المملكة اوقفت تصدير السماد الى اليمن كونه يدخل في صناعة المتفجرات حيث يستخدمه الحوثيون في الاعمال العسكرية والقتالية لكن وزير الزراعة تمكن من الحصول على موافقة بإعادة التصدير الى اليمن ملتزما بضمان عدم وصوله الى الحوثيين وهو ما لم يتم، بل إن مصادر خاصة اكدت ان مجلي يتاجر بالمسألة حتى مع الحوثة وهو الضليع بعمليات التهريب من السلاح الى المخدرات وأخيرا السماد.

محور صعدة واحتكار ملف المحافظة
منذ هروب عثمان مجلي الى المملكة العربية السعودية في العام 2011 حاول الاستئثار بملف صعدة واحتكاره متجاهلاً نضالات مختلف قبائل صعدة ضد الحوثيين.
ومع بدء المعارك في جبهات الحدود عقب قيام عاصفة الحزم، دفعت المملكة العربية السعودية أموالاً طائلة لعثمان مجلي لتكوين مقاومة في جبهات صعدة.
حدث صراعاً كبيراً في جبهة الحدود بين آل مجلي وقيادات سلفية وأخرى تم تعيينها من قبل الرئيس هادي وذلك على خلفية محاولة آل مجلي احتكار ملف محور صعدة عسكرياً ومالياً، وكان حينها عثمان مجلي وزيراً للدولة.
تم تعيين عثمان مجلي في 2017 على رأس لجنة لصرف مرتبات الجيش في جبهات الحدود، وحدثت حينها ضجة إعلامية عقب تورط مجلي بسرقة مرتبات الاف الجنود والضباط، واتهم من قبل قيادات في الجيش بإثارة الفوضى والفتنة بين القيادات العسكرية في جميع المعسكرات التي قام فيها بصرف المرتبات.
كما أتهم حينها بالتعامل بشكل سيء أثناء صرف المرتبات وتسبب بحالة من الاستياء ضد “التحالف والشرعية”، ووصف بأنه لا يعتمد على معايير محددة وواضحة في صرف المرتبات، بالإضافة إلى نهبه لأكثر من 9 مليون ريال سعودي، من أصل 15 مليون تم تخصيصها كمرتبات لجبهات الحدود.
ظل عثمان مجلي وياسر مجلي، يؤسسون كتائب مسلحة في الحدود ورفضوا ادخالها في جبهات القتال، لفترة طويلة رغم الاعتمادات الشهرية الكبيرة، غير أنه تم إجباره من قبل القيادة السعودية على المشاركة في جبهات الحدود وتولي ياسر مجلي قائد محور علب برتبة عميد وهو لا يزال في ال 28 من عمره، وفشل في إدارة المعركة وخسر مؤخراً ما حققته القوات هناك طيلة الفترة الماضية.
ويعمل ياسر مجلي المدعوم من اخيه الوزير كمقاول يحرر التباب بالقطعة ويبتز القيادة السعودية، وما ان يحرر تبة ويستلم المقابل حتى تسقط لاحقا بيد الحوثي.
 ولا تزال حتى اليوم، تكتظ كشوفات المرتبات بآلاف المقاتلين التابعين لياسر مجلي، غير أنه في الواقع لا تتواجد في الارض سوى أعداد محدودة، وذلك بعد تسرب المئات من المقاتلين من صفوف المحور، احتجاجاً على إدارة آل مجلي للمعركة هناك.

تفكيك قبائل صعدة
عمل عثمان مجلي على تفكيك قبائل صعدة المناهضة لمليشيا الحوثي الانقلابية، وكان ولا يزال يحارب كل القيادات القبلية التي لها ثقل كبير في المحافظة ولها تاريخ من النضال.
يحاول عثمان مجلي هو وإخوانه الحفاظ على التمثيل الحصري لأبناء الصعدة، ما دفع الكثير من قبائل المحافظة إلى التزام منازلهم، سيما في ظل عدم وجود اي اهتمام او استقطاب لهم من الحكومة أو من التحالف وهو ما بدى واضحاً من خلال سير المعارك في جبهات المحافظة، وما شهدته من تراجع كبير، بعد أن وصلت القوات إلى مرمى حجر من قبر الهالك حسين الحوثي.
قبائل صعدة بمختلف انتماءاتها ومكوناتها لها ثقل كبير في مديريات المحافظة، وتستطيع أن تقلب الموازين في جبهات القتال كونها صاحبة الأرض وعلى علم ودراية بتضاريسها، الا انها تعرضت للتفكيك المتعمد والتهميش، واستفادت مليشيا الحوثي من هذه النقطة ولا تزال.
لعل من أهم الأسباب التي لم تجعل قبائل صعدة تلتف حول الشرعية والتحالف، هو موقف هذه القبائل من آل مجلي الذين يتاجرون بتضحيات أبناء المحافظة، ويقدمون أنفسهم الممثل الوحيد لأبناء المحافظة.
سجل مليء بالفشل والغباء حيث تحوز أسرة مجلي على مناصب حكومية رفيعة، حيث تم تعيين عثمان مجلي وزير للدولة في حكومة بن دغر، قبل أن يتم تعيينه وزيراً للزراعة في حكومة معين، فيما تم تعيين شقيقه عمر مجلي مديراً لمكتب رئيس حكومة بن دغر (درجة وزير)، وتم تعيين شقيقه الاصغر حميد مجلي ملحق تجاري بالسفارة اليمنية في الرياض بينما ياسر مجلي (28 عاماً) قائد أحد الألوية برتبة عميد.
ورغم هذه المناصب والدعم اللا محدود لآل مجلي فقد فشلوا في تقديم أي انجاز على المستوى الميداني أو السياسي، ويسعى عثمان مجلي لتسويق الوهم والبطولات الزائفة.
ويجدر التذكير بما كشفته مصادر متطابقة عن قيام خلية على رأسها (المتفل) سمسار عثمان مجلي  بتهريب السلاح واشياء أخرى إلى الحوثيين في صعدة.
وأوضحت المصادر أن الخلية يعمل فيها ايضاً شقيقه "فارس" وبعض اخوة وأبناء عثمان مجلي، مستشهدين بعدة وقائع لتهريب السلاح في الحد الجنوبي للسعودية وبيعها لمليشيا الحوثي، وأن السعودية كشفت ذلك مؤخراً وقد احتجزت ياسر واودعته السجن قبل ان تفرج عنه.
وأكدت أن خلية التهريب أوصلت للحوثيين 12 مليون طلقة وذخائر متنوعة، خلال عمليات تهريب بطرق ملتوية، وبإشراف مباشر من عثمان مجلي.