الرئيسية - تقارير - القيادي المؤتمري الشجاع .. اتفاق الرياض بين النجاح والإخفاق ..وهل تستطيع المملكة إصلاح ما أفسدته الامارات

القيادي المؤتمري الشجاع .. اتفاق الرياض بين النجاح والإخفاق ..وهل تستطيع المملكة إصلاح ما أفسدته الامارات

الساعة 08:32 مساءً (هنا عدن : خاص )

اتفاق الرياض بين النجاح والإخفاق 

عادل الشجاع 



ترعى المملكة العربية السعودية المصالحة بين الشرعية والانتقالي ، لكن هل تستطيع المملكة إصلاح ما أفسدته الإمارات ؟ حتى الآن أخفقت كل جولات المفاوضات بين الطرفين . ولعل رؤية المملكة الأخيرة تكون هي الأقرب إلى الحل ، بالرغم من بعض المثالب المتمثلة باحتفاظ الانتقالي بالسلاح وعدم اندماجه في الشرعية . في هذه الحالة سيكون الاتفاق فيما لو تم أشبه بصفقة سياسية وليس اتفاقا سياسيا ، يقوم على شراكة وتطوير مؤسسة الشرعية لتصبح مؤهلة لإعادة بناء وتحقيق المشروع الوطني اليمني ومرتكزاته .

يبدي المراقبون تخوفهم من عدم نجاح الاتفاق بسبب عدم إشراك القوى السياسية الأخرى وممثلي المجتمع المدني والمرأة والشباب ، إضافة إلى تأثير العامل الإماراتي المعطل لأي اتفاق مع الشرعية ، فالخلاف الإماراتي مع الشرعية كان له تأثير في تعميق الانقسام ، إضافة إلى تعزيز قوة الانتقالي .

قد لا تستطيع المملكة تحقيق أي اختراق باتجاه إنهاء الانقسام مالم تحاول التغلب على مسببات الانقسام ومعالجتها . تكمن المشكلة الرئيسية في الانقسام بتبعية الانتقالي المطلق للإمارات وعدائه للشرعية . بدون اعتراف الانتقالي بالشرعية ، فإنه لن يكون شريكا حقيقيا في تحقيق البرنامج السياسي وأهدافه الوطنية .

بالإضافة إلى ماسبق ، هناك أسباب داخلية تعيق هذا الاتفاق ، فالشرعية تعمل تحت راية الجمهورية اليمنية والانتقالي يرفع شعار الانفصال . هذا النهج أدى إلى إعاقة مجابهة المشروع الانقلابي الحوثي . لا يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل يتجاوزه إلى أن الانتقالي يحتكر القضية الجنوبية ، مما يجعله يبحث شكلا من أشكال السلطة وليس بناء مشروع وطني وبرنامج سياسي تجمع عليه كل مكونات الحقل السياسي اليمني .

وفوق هذا وذاك هناك غياب للإطار اليمني الجامع لكل مكونات الحقل السياسي ، مما يجعله ضعيفا أمام الأسباب الخارجية المتمثلة بالصراع الإقليمي التي عمقت الانقسام جغرافيا وسياسيا ، كما أن التجاذبات الخارجية ساعدت الأطراف على الاستقواء بمواقف دعم الأطراف الخارجية لتعزيز مواقفها .

يبد أن المملكة العربية السعودية قد فطنت إلى بعض المعوقات فذهبت إلى إقتراح تشكيل حكومة جديدة برئيس وزراء جديد . وهذا هو مفتاح إنهاء الأزمة ، فيما لو انطلقت الحكومة الجديدة من شراكة تحقق جبهة عريضة في مواجهة الحوثي . ومما لا شك فيه أن السقوط في المحاصصة والاحتفاظ بالسلاح خارج الدولة سيجعل عوامل التمرد قائمة .

بالتأكيد المملكة كوسيط يهمه النجاح في الوساطة تدرك أن تشكيل حكومة منقوصة الشراكة ودون دمج السلاح ودون برنامج سياسي ، سيجعل الفشل قائما . وهذا يتطلب التعامل مع خيار إعادة تشكيل الحكومة بصفته ممرا إجباريا للخروج من المأزق الشامل الذي تعانيه مجمل الأزمة اليمنية وتعمق المشروع الإيراني الإماراتي على الأرض اليمنية .

على الوسيط أن يعمل في حسابه إعادة بناء الحقل السياسي اليمني وتوحيد شروط المواجهة مع مخططات التجزئة والتفتيت . استمرار الخلاف خارج شروط الدولة يعد مدخلا لتصفية الحقوق اليمنية وتكريس واقع العزل المفروض على اليمن واليمنيين . وهنا يجب استعادة قرار الانتقالي من الإمارات وقرار الجنوبيين من الانتقالي بوصفه يمثل جزءا من الجنوبيين وليس كل الجنوبيين . وفي الوقت نفسه إشراك بقية القوى السياسية في الشرعية لتوسيع جبهة المواجهة مع الحوثي واستعادة الدولة .