عبر يمنيون عن خيبة أملهم تجاه التحالف العربي المزعوم الذي من المفترض أنه يدعم الشرعية، وذلك بعدما تمكنت المليشيات المدعومة إماراتيا من السيطرة على مقر السلطة المحلية بسقطرى عقب انسحاب القوات الحكومية.
محافظ سقطرى اليمنية رمزي محروس انتقد، السبت، عدم تصدي التحالف بقيادة السعودية، لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي أثناء محاولتها السيطرة على حديبو عاصمة الأرخبيل، واصفا الأمر بـ”الخذلان”.
جاء ذلك في بيان نشره محروس، على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”، في أول تعليق له عقب سيطرة قوات الانتقالي المدعومة إماراتيا على مدينة حديبو.
وقال محروس إن المحافظة “تعرضت لخذلان وصمت مريب ممن كانت تنتظر مؤازرتهم” (في إشارة إلى التحالف العربي بقيادة السعودية التي تتواجد قواتها بالمنطقة).
وأوضح أن “مليشيات الانتقالي هاجمت على مدى الأسابيع الماضية معسكرات ومؤسسات الدولة وأسقطتها ثم اجتاحت السبت مدينة حديبو”.
وأضاف: “كل شبر من سقطرى يرفض الوصاية والعبث”.
يشار إلى أنه في وقت سابق السبت، سيطرت قوات “الانتقالي” على آخر معسكر للقوات الحكومية، (معسكر القوات الخاصة) بحديبو عقب انسحاب القوات الحكومية.
ووصفت الحكومة لاحقا سيطرة الانتقالي على مدينة حديبو بـ”التمرد والانقلاب الواضح على السلطة الشرعية”، متوعدة بعدم القبول به أو التهاون معه.
خيانة إماراتية
من جانبه قال مصدر أمني رفيع في الجزيرة اليمنية سقطرى في تصريحات لوقع “عربي بوست” إن سيطرة قوات الانتقالي كانت تحصيل حاصل لعمل اماراتي منظم بدأ منذ ثلاث سنوات، وأوضح المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن قوات المجلس الانتقالي شنت هجوماً قبل نحو شهر على مواقع القوات الحكومية، لكنها فشلت بعد أن تمركزت الأخيرة في مواقعها الاستراتيجية.
وأضاف: “لم يستطيعوا أن يعبروا رغم إمكانياتهم الضخمة، إذ ضمت قوات الانتقالي رتلاً من الأطقم والعربات والدبابات والمصفحات، ونحن لا نملك إلا مصفحة واحدة والأسلحة الشخصية”، وأشار إلى أن القوات السعودية تدخلت، ووقع الطرفان اتفاقاً بعدم التصعيد، وعلى إثر ذلك سلمت القوات الحكومية مواقعها للقوات السعودية ثم انسحبت.
ووفق المصدر فإن قيادة القوات السعودية وعدت بأنها لن تسمح بأي عبور لقوات الانتقالي المدعومة إماراتياً، “وقالوا لنا بالحرف الواحد إنهم لن يسمحوا بمرور أي قوة أو عربة عسكرية، والأمر سيقتصر على الأفراد الذين يتحركون بأسلحتهم الشخصية”.
وأضاف المصدر أن المحافظ رمزي محروس وقيادات السلطة المحلية لجأوا إلى مكان آمن حتى اللحظة، بعد أن أعلنت كل القوات في الجزيرة ولاءها للإمارات.
وأكمل: “بإعلان الانتقالي الإدارة الذاتية فإن الجزيرة باتت في يد الإمارات، ونحن نقر بالهزيمة ونبارك للإماراتيين هذه المحافظة المسالمة، ونهب ثرواتها وتخريب معالمها الأثرية وأشجارها النادرة”.
وجدير بالذكر أنه في 13 مايو 2018، أعلن التحالف العربي وصول قوات سعودية إلى محافظة أرخبيل سقطرى، لغرض تدريب ومساندة القوات اليمنية، في خطوة جاءت في أعقاب الأزمة الحادة التي نشبت حينها بين الحكومة اليمنية والإمارات.
وفي 30 من أبريل الماضي، والأول من مايو الماضي، تمكنت القوات الحكومية من إفشال محاولتين لقوات تتبع الانتقالي وكتائب عسكرية متمردة موالية لها، لاقتحام “حديبو”.
وتصاعدت حدة الصراع في سقطرى (تقع في إطار ما يعرف بالمحافظات الجنوبية)، عقب إعلان الانتقالي الجنوبي في 26 أبريل الماضي، حالة الطوارئ العامة، وتدشين ما سماها “الإدارة الذاتية للجنوب”.
وسقطرى؛ كبرى جزر أرخبيل يحمل الاسم ذاته، مكون من 6 جزر، ويحتل موقعا استراتيجيا في المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الإفريقي، قرب خليج عدن.