كتب الفنان /عصام خليدي
حروب الخدمات التي تمارس في مدينة عدن والعقوبات التي تنفذ أجندتها على أهاليها وساكنيها منذ سنوات تعد جرائم إبادة جماعية تحرمها كل القوانين والدساتير والشرائع والأديان السماوية والكونية ..
ماذا تبقى للشعب المنكوب المكلوم إلا الموت على مدار الساعة نعم أنه عنوان المرحلة الراهنة ( المميت ) الذي يتفق عليه كل الفرقاء القابضين على سدة السلطة ومقاليد الحكم وهو مايبين بوضوح وبشكل جلي (ويفضح) الواقع السياسي الراهن الذي يطبق على أرض الواقع ويحمل بين ثناياه سياسة (سيناريو) التعذيب والتركيع والخنوع والإذلال الذي يتجسد في أبشع صوره في إنقطاع الكهرباء لساعات طويلة متلاحقة لاتستطيع أجساد الأبرياء من الأطفال الرضع وكبار السن تحمل مشقتها بسبب لهيب إرتفاع درجة الحرارة والرطوبة في صيف عدن القائض التي تصطلي وتنكوي بنيرانه المميتة الشيوخ والأمهات وأصحاب الأمراض المزمنة المصابين بإرتفاع ضغط الدم والسكر والفشل الكلوي وكذلك عقوبات إنعدام المياه وتوقف صرف المرتبات وغياب الأمن والأمان والسكينة والبسط العشوائي وإرتفاع وغلاء الأسعار وجرائم القتل والإغتصابات والنهب والسرقة وإنتشار وتفشي الأمراض والأوبئة الفتاكة ولعل من أبرزها حمى الضنك / المكرفس/ الملاريا/ الجلطات الدماغية/ التيفوئيد/ وجائحة فيروس كورونا ومسلسل الإغتيالات الذي لاينتهي وصعوبة ومشقة الوصول الى إبسط وسائل العيش الأدمي التي تمارس وتنفذ بشكل يومي محكم القبضة ومدروس ضد مدينة عدن وأهاليها البسطاء التي دمرت الأمطار والسيول الجارفة بيوتهم الهالكة العتيقة ومذخراتهم ومالديهم وبحوزتهم لعثرات وتقلبات الزمن بعد رحلة عناء مشوار العمر من أجل مقارعة سبل الحياة البائسة بل وأغرقت كثافة وغزارة الأمطار والسيول طوق النجاة من طوفان الطغات وجبروتهم ووحشيتهم وقسوتهم مع سبق الإصرار والترصد في التفنن لأجل إيقاف عجلة دوران ديمومة (الحلم) في إستمرارية البقاء والعيش بعزة وكرامة ؟!
وصلت الأمور الى هذا المنحنى الدراماتيكي الكارثي الفضيع بسبب جهلكم وأقتتالكم وسعيكم وراء الفيد والغنيمة التي أغرقتم البلد بسببها في مستنقع شهواتكم وقذاراتكم ومصالحكم الذاتية .. !
أعلموا أن مدينة عدن ( المنكوبة ) وأهاليها يحملونكم جميعاً المسئولية وتبعاتها الجسيمة بمختلف توجهاتكم وأطماعكم وأيدلوجياتكم وشعاراتكم الزائفة فارغة المحتوى والمضمون الجميع يتحمل المسئولية الشرعية / والمجلس الإنتقالي/ والتحالف ..
منذ فجر الإستقلال في عام 67م والدورات الدموية والحروب والإقتتال ونزيف الدماء تشهد أحداثها مدينة عدن وللأسف تحولت شوارعها وحواريها الى ساحة وميدان للمعارك التي لم تتوقف من أجل الوصول الى كرسي ( صولجان الحكم) وحتى كتابة هذه السطور ..
مدينة عدن تدفع الثمن باهضاً عبر كل المراحل والمنعطفات السياسية وأبنائها الحقيقيين المتعلمين والمثقفين والمفكرين وأصحاب الشهادات والمؤهلات العلمية والكفاءات هم ( الضحايا ) .. ؟!
كم يؤلمني هذا الواقع الأرعن المجحف المستبد الظالم واللاإنساني ..؟!
لماذا يحدث كل ذلك في عدن الحاضنة للجميع ومن كل أبناء الوطن بل ومن خارجه .. أذهبوا الى خارج عدن وتقاتلوا وأستعرضوا عضلاتكم أيها الباحثين عن الزعامات الشيطانية والعهر السياسي ولتذهبوا جميعاً الى الجحيم ..؟!
كفى خطابات رنانة وتنظير ودجل وكذب أيها القتلة المجرمين أشعر بمرارة العلقم تخنق أنفاسي من شدة وطأة معاناة أهلي وأخوتي وسكان عدن المستضعفين تحجرت الدموع في المآقي والحناجر من غصة القلب أثناء متابعتي منظر جثة الطفلين ومشهد الرجل الشايب الذي جرفه السيل ولولا شجاعة شباب عدن الذين أنقذوه في أخر لحظة لكان في عداد الموتى ..
صور القهر والظلم والآلم الموجع الطافح وضياع مستقبل أبنائنا في غياهب القادم المخيف المجهول تمزق أكبادناً كمداً لما حدث من مصائب وكوارث ..؟!
لن ترحمكم عدالة السماء ولن يغفر لكم التاريخ أيها العابثون الفاسدون المتغطرسون صناع الحروب ( أعداء الحياة) ..
ستندمون حينما لاينفع الندم
وأن غداً لناظره قريب ..؟!!