الرئيسية - عربي ودولي - 200 ألف دولار وضعت تحت الطاولة.. مقرب من المراهق ابن سلمان جند مصرياً لمعرفة صاحب حساب “مجتهد” وآخرين!

200 ألف دولار وضعت تحت الطاولة.. مقرب من المراهق ابن سلمان جند مصرياً لمعرفة صاحب حساب “مجتهد” وآخرين!

الساعة 08:10 مساءً (هنا عدن : خاص )

كشفت صحيفة “”التايمز” البريطانية، تفاصيل ملاحقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، معارضيه وجمع المعلومات عنهم والتقصي عن أماكن تواجدهم، دافعاً في ذلك أموالاً طائلة لجواسيسه حول العالم خاصة أولئك الذي يعملون في أهم شركات العالم.

وقالت الصحيفة البريطانية إن محمد بن سلمان أدرك أهمية وسائل التواصل الاجتماعي قبل زمن طويل، على خلاف الأمراء المسنين في المملكة، الذين لم يصرفوا اهتمامهم إلى هذه المنصات.



وأوضح التقرير الصحفي، أن محمد بن سلمان التفت إلى أن أكثر من 60% من سكان المملكة أقل من 30 عاماً، في حين أنهم كانوا أقل الناس حظوة ونفوذاً في البلاد، وكثير منهم يصارع للعثور على وظيفة لنفسه، فإن ثورات الربيع العربي جاءت لتبيّن أن الشباب الساخط يمكن أن يشكل أيضاً تهديداً لحكم آل سعود.

استيعاب ولي العهد للشباب

وقال التقرير، إن ولي العهد حاول الاستفادة من هذه الشريحة العمرية، من خلال استيعابهم، ليصبحوا القاعدة التي ترتكز إليها، وتنطلق منها سلطته، وقد تواصل معهم وحاول استغلال منصات التواصل الاجتماعي لتوظيف النشطاء عليها لصالحه، وتقييد نشاط المعارضين له على هذه المنصات.

لذلك ووفقاً لرواية يتم التحقيق فيها أمام وزارة العدل الأمريكية، فقد أرسل ولي العهد السعودي أحد مساعديه، وهو مدير مكتبه الخاص بدر العساكر، في 13 يونيو/حزيران 2015، إلى ولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، للقاء مدير الشراكات الإعلامية لمنطقة الشرق الأوسط في شركة تويتر، وهو مصري أمريكي يُدعى أحمد أبوعمو.

وحسب الصحيفة، فإنه وخلال اللقاء قدّم العساكر هدية لموظف شركة تويتر: عبارة عن ساعة يد من نوع Hublot، ثمنها 20 ألف دولار، ثم جاء الغرض من الزيارة وهو العمل على إيجاد حل لمواجهة نشطاء تويتر، الذين يثيرون متاعب ولي العهد في المملكة العربية السعودية، خاصة حساب تويتر الذي يحمل اسم “مجتهد”، والذي كان ينشر معلومات خطيرة عن مسؤولين سعوديين كبار، كان جوهرها في الغالب يحمل شيئاً من الحقيقة.

البحث عن معلومات

الصحيفة، قالت إن بدر العساكر سأل موظفَ تويتر، أبوعمو، عما إذا كان بإمكانه مساعدتهم في العثور على معلومات عن الأشخاص الحقيقيين الذين أنشأوا هذه الحسابات، وأن أبوعمو امتثل لطلب بدر مستغلاً وصوله إلى الأنظمة الداخلية للعثور على تفاصيل وبيانات عن مجتهد، ثم استمرت هذه الطلبات والاختراقات لأشهر بعدها، ليدفع العساكر أكثر من 200 ألف دولار لأبوعمو، ويودعها له في حساب بأحد البنوك اللبنانية.

غير أن بدر العساكر لم يكتفِ بذلك، وأراد جاسوساً أفضل، وكان موقع تويتر قد وظَّف شاباً سعودياً اسمه علي آل زبارة، وهو شاب تلقى تعليمه في الولايات المتحدة بمنحة سعودية، وقد سعى بدر العساكر عبر وسيط أن يصل إلى هذا الشاب السعودي.

وهكذا لم يساعد آل زبارة فقط في كشف النقاب عن هوية معارض النظام المجهول، بل ونجح في تحديد موقعه أيضاً. ومع اكتساب عمليات المراقبة زخماً وتردد الأقاويل حولها، أراد آل زبارة الحصولَ على عهد بتأمينه من الحكومة السعودية وبعض التطمينات. وهو ما تشي به ملاحظة كتبها آل زبارة على تطبيق Apple Notes، وقال فيها: “أين أنا، وما تأثير ما يحدث عليّ بعد ذلك؟”.

تحقيقات أمريكية بخصوص تويتر

لكن بعد تحقيق استمر لمدة عام، زار عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي موقع شركة “تويتر”. ليستدعي محامو تويتر آل زبارة بعد ظهر اليوم التالي، ويتهموه بالوصول بطريقة غير شرعية إلى حسابات المستخدمين، ويخبروه بقرار إيقافه عن العمل.

التقرير البريطاني قال إن آل زبارة اتصل ببدر العساكر، وبعد سبع ساعات، كان هو وزوجته وابنته في رحلة إلى الرياض عبر مطار لوس أنجلوس. ومن الطائرة، أرسل استقالته عبر البريد الإلكتروني إلى رؤسائه في “تويتر”. (دفع أبوعمو التهم الموجهة إليه بأنه غير مذنب، في حين لم يرد آل زبارة على التهم الموجهة إليه).

في المقابل أنشأ رجال بن سلمان الآلاف من حسابات تويتر المزيفة، التي تظهر كما لو أنها مملوكة لشباب سعوديين عاديين. ثم استخدموها لكتابة التغريدات في مدح بن سلمان وانتقاد منافسيه. واستعانوا أيضاً بحسابات تبدو كما لو أنها مملوكة لأجانب لكتابة التغريدات دعماً له.

وكشف تقرير الصحيفة البريطانية أن بعض هذه الحسابات كان مزيفاً، وبعضها الآخر، مثل حسابات مملوكة لأمريكيين، ومنها حساب عالم أرصاد متوفى ومعلق تلفزيوني ومتزلج أولمبي، كانت حسابات حقيقية سيطر عليها السعوديون.

وكان سعود القحطاني، أحد أوثق أتباع بن سلمان، يتتبع الأشخاص الذين ينتقدون الأمير، ويهاجمهم أحياناً بما بات يُعرف بجيوش الذباب الإلكتروني وبوتات تويتر، في دورٍ كفل له لقب “السيد هاشتاغ”.

ينتهي التقرير إلى أنه وعلى ما يبدو فإن جهود بن سلمان المتعلقة بموقع تويتر قد نجحت، فقد بدا كثير من السعوديين مُعجبين بإصلاحاته.