سلط كتاب أمريكي جديد الضوء على العلاقة التي تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي عهد السعودية محمد بن سلمان، والمحاولات المستميتة لترامب لإنقاذ الأمير المراهق في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وأكد كتاب “الغضب” الذي ألفه الصحفي الأمريكي بوب وودورد، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يفاخر بـ “إنقاذه” ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول.
وجاء في مقتطفات من الكتاب المقرر نشره في 15 سبتمبر نقلها موقع “بيزنس إينسايدر”، أن ترامب قال لوودورد بعد أن سأله عن مقتل خاشقجي في إحدى المقابلات، ومضى الصحفي بطرح الأسئلة حول دور الأمير محمد بن سلمان المزعوم في الجريمة.
ونسب الكتاب لترامب قوله: “أنقذته تمكنت من إقناع الكونغرس بأن يتركه وشأنه، وتمكنت من إيقافهم”، وأضاف ترامب أنه “يعرف كل شيء عن هذا الوضع” وقال إنه لا يثق بأن محمد بن سلمان قام بهذه الجريمة “لأنه لم يقل أبدا إنه قام بها”.
وجدد وودورد سؤاله لترامب: “أعرف، ولكن هل تصدق ذلك بالفعل؟”، فقال ترامب: “هو يقول بشدة إنه لم يقم بذلك، يا بوب إنهم صرفوا 400 مليار دولار خلال فترة قصيرة”، في إشارة إلى الصفقات بين واشنطن والرياض، حيث كان ترامب قد وصف الكتاب بأنه “كاذب”، وحاولت إدارته منع نشره.
وفي كتابه يقول وودوارد إنه لما سأل رئيس الولايات المتحدة عن هذه الجريمة، حاول الأخير التملص من الإجابة قائلا “نعم، لكن إيران تقتل 36 شخصا يوميا، لذلك، مشيراً أنه عندما ضغط أكثر على محاوره قال له ترامب إن ولي العهد السعودي ينفي أي علاقة له بالجريمة.
ووفقاً للمقتطفات، فقد قال ترامب إن الأمير السعودي “سيقول دائما إنه لم يفعل ذلك. هو يقول ذلك للجميع، وبصراحة أنا سعيد بأنه قال ذلك”، مضيفاً: “هو لم يقل أبدا إنه فعل ذلك”.
وعندها سأل وودوارد المليارديرَ الجمهوري “هل تعتقد أنه فعلها؟” فأجابه ترامب “كلا، هو يقول إنه لم يفعلها”.
لكن الصحفي تابع ضغطه على الرئيس قائلا “أعلم، لكن هل تصدق ذلك حقا؟” فأجابه ترامب “هو يقول بحزم شديد إنه لم يفعلها” قبل أن يعود ويشرح لمحدثه كيف أن السعودية أنفقت مليارات الدولارات على شراء منتجات أميركية، وكيف أن من الأهمية بمكان للولايات المتحدة أن تحافظ على حليف مثلها.
والاثنين الماضي، أصدرت محكمة في الرياض أحكاما نهائية في قضية مقتل خاشقجي قضت بسجن 8 مدانين لفترات تتراوح بين 7 و20 سنة.