الجريمة التي هزت المجتمع اليمني واشعلت شبكات التواصل ...
تقرير يناقش الأبعاد الشعبية والسياسية التي أحدثتها جريمة غدر وقتل الأغبري
تقرير يناقش الأبعاد الشعبية والسياسية التي أحدثتها جريمة غدر وقتل الأغبري
ما هي دوافع تعذيب وقتل الأغبري بكل هذه الوحشية؟
ما الذي اكتشفه الشاب عبدالله من ممارسات قاتليه غير الأخلاقية بحق الفتيات؟
كيف تعامل المجتمع مع الجريمة.. وما دور ناشطي مواقع التواصل فيها؟
الجنوبيون والشماليون.. كيف توحدوا في نظرتهم للجريمة؟
خلف أبوابٍ موصدة.. لماذا يتم التكتم على القضايا والجرائم المخلة بالشرف في اليمن؟
ما أبعاد الأصداء الدولية والعربية لهذه القضية؟
تقرير / بديع سلطان:
أثارت جريمة مقتل الشاب اليمن، عبدالله الأغبري، بعد ضربه بوحشية من قبل
5 أشخاص في صنعاء، غضباً عارماً بين أفراد المجتمع اليمني، شماله وجنوبه،
وتحديداً النشطاء اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصف متابعون الاهتمام الشعبي العفوي بجريمة قتل الشاب الأغبري، بأنه
تأكيد على الترابط المجتمعي بين أفراد الوطن الواحد، جنوباً وشمالاً،
والذين فرقتهم السياسة والحروب والمهاترات السياسية، وجمعتهم القضايا
الإنسانية والاجتماعية.
كما أن أصداء الحادثة لم تقف عند البعد المحلي، بعد أن تناقلتها وسائل
إعلام عربية ودولية، وتحركت من أجلها قنوات دبلوماسية عالمية، دفعت وزراء
خارجية بعض دول العالم للتعليق عليها، وهو ما سنأتي على تناوله لاحقاً.
وربما يعود هذا الاهتمام المحلي والعربي والدولي بحادثةٍ كهذه، كما يشير
متابعون، إلى الارتباطات والتداعيات التي كشفتها تفاصيل القضية، بفضل
تسليط الضوء الإعلامي على محتوياتها، بالإضافة إلى المعلومات التي باحت
بها الأجهزة والسلطات الأمنية المعنية.
وعبدالله قائد الأغبري، شاب عشريني ينتمي إلى منطقة الأغابرة والأعروق،
بمديرية حيفان، جنوب غرب محافظة تعز، غادر مدينته ومحافظته للعمل في
مدينة صنعاء؛ بحثاً عن لقمة العيش، كغيره من شباب تعز المنتشرين في كل
محافظات اليمن.
تفاصيل ما حدث
تعود تفاصيل القضية، إلى نهاية شهر أغسطس الماضي، عندما قُتِلَ الشاب
عبدالله الأغبري، على يد خمسة أشخاص، بينهم مالك محل الجوالات الذي كان
يعمل فيه، بعد تعذيبه لمدة 6 ساعات بشكل وحشي.
وبحسب روايات عديدة، بالإضافة إلى الفيديو المتداول لحادثة التعذيب،
والذي صورته كاميرات الغرفة التي شهدت مسرح الجريمة، دون أن يفطن
لتواجدها الجناة، فإن عملية القتل على بشاعتها ووحشيتها لم تكن أقل
وحشيةً وبشاعةً من التعذيب الذي أفضى إلى القتل، فقد كان أكثر بشاعةً،
وفقاً لتوصيف ناشطين.
حيث استخدم الجناة أسلاكٍ كهربائية، وأدواتٍ حادة، وتفننوا بضرب الشاب
عبدالله، دون هوادة، حتى نتج عن كل ذلك التعذيب موتٌ بطريقة متوحشة.
إلا أن الجناة حاولوا طمس جريمتهم، وإظهارها على أنها عملية انتحار، قام
بها الشاب عبدالله الأغبري، عبر قطع أوردة وشرايين معصميه، لكن مرةً
أخرى، لم يفطن المتوحشون أن الكاميرا الداخلية للغرفة خاصتهم، لم تغادر
صغيرة ولا كبيرة، وكانت توثق كافة التفاصيل.
وتداول ناشطون يمنيون، خلال الأيام الماضية، مقطع الفيديو الذي يوثق
الجريمة، إضافة إلى عدد من الصور، وسط صدمةٍ وسخطٍ مجتمعي من الوحشية
التي تم التعامل بها مع الضحية، الذي قتل- وفق ناشطين- بتهمة سرقة هواتف
جوالة من المحل الذي يعمل فيه، لكن آخرين أرجعوا سبب الجريمة إلى محاولات
الشاب وقف ابتزاز فتياتٍ كنّ يترددنّ على المحل لإصلاح هواتفهنّ.
المبررات الحقيقية
لم يقتنع كثير من النشطاء والمتابعين، وحتى المواطنين، بالمبررات التي
تناقلها البعض حول دوافع كل هذا التعذيب البشع، والذي أفضى إلى موتٍ
الشاب عبدالله الأغبري.
فقد كان مبرر الأشخاص المعتدين والجناة، أن عبدالله الموظف الجديد لديهم
في المحل، أقدم على سرقة جوالات من المحل، ولهذا قاموا بتعذيبه وقتله،
وإظهار الحادثة على أنها انتحار، حتى لا تُوجه أصابع الاتهام نحوهم.
غير أن دافع هؤلاء الجناة، لم يكن كذلك -بحسب مقربين من أسرة عبدالله-؛
بل كان لإسكات صوت عبدالله الرافض لممارسات أصحاب المحل غير الأخلاقية،
والتي كانت تمارس داخل المحل نفسه.
فبعض الروايات التي كشفت عنها مراسلات عبدالله مع مجموعة من أصدقائه عبر
(الواتس)، تشير إلى أن الشاب الأغبري اكتشف وجود (ذاكرة) تعود لصاحب
المحل، تحوي فيديوهات غير أخلاقية تجمعه مع فتياتٍ جميلات، استطاع
إجبارهنّ على ممارسة تصرفات رغم أنفهنّ، وذلك بعد ابتزازهنّ.
وأشار أصدقاء الشاب الأغبري إلى كشف المجني عليه قيام أصحاب المحل
باستعادة صور شخصية خاصة للفتيات من هواتفهنّ التي جاءوا بها إلى المحل
بهدف إصلاحها، ومن ثمّ يقومون بابتزاز الفتيات وتهديدهنّ بنشر صورهنّ ما
لم يستجبنّ لمطالب أصحاب المحل.
ورفض عبدالله السكوت عن ذلك، وكاد أن يكشف هذه الممارسات، غير أن أصحاب
المحل علموا بالأمر؛ فقاموا بتعذيبه قبل أن يقتلوه، وفقاً لروايات
تناقلها أصدقاء عبدالله، وأكدتها معلومات عن السلطات الأمنية التابعة
للحوثيين في صنعاء، الذي تلقوا بلاغات من فتيات مجهولات ضد أصحاب المحل.
معلومات السلطات الأمنية
وقعت الحادثة نهاية أغسطس الماضي، غير أن صداها لم يبدأ إلا قبل أيام،
بعد تسريب فيديو التعذيب والقتل والذي حصلت عليه سلطات الأمن في صنعاء.
فيديو التعذيب الذي كان بحوزة الأجهزة الأمنية بصنعاء، لم يكن هو الوحيد،
فثمة فيديوهات حصلت عليها السلطات بعد مداهمة محل الجوالات، مسرح
الجريمة، وتحريز كاميرات المراقبة المنتشرة في المحل.
وبعض محتويات تلك الفيديوهات كان يجمع بعض الجناة ممن عذبوا وقتلوا الشاب
عبدالله في وضعيات مخلة للآداب مع الفتيات المجبرات واللاتي تم
ابتزازهنّ، مما يؤكد روايات أصدقاء عبدالله التي تحدثت عن كشفه لممارسات
أصحاب المحل.
وتلك الفيديوهات هي تسجيلات الكاميرات التي وضعها الجناة لتصوير وابتزاز
الفتيات في الغرفة الخاصة، والتي كانوا يرغمون الفتيات على دخولها بعد
تهديدهنّ بنشر صور ذاكرات هواتفهنّ التي جاءوا بها لإصلاحها في المحل،
لكن الجناة لم يدركوا أن هذه الكاميرات هي من ستوقع بهم في النهاية،
وستكشف ممارساتهم، بحسب معلومات السلطات الأمنية بصنعاء.
وأحالت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين الخمسة المتهمين بتعذيب الشاب
الأغبري حتى الموت، إلى القضاء، وهم: عبدالله حسين ناصر السباعي (25
عاماً) من محافظة عمران، ومحمد عبدالواحد محمد الحميدي (24 عاماً) من
محافظة إب، ودليل شوعي محمد الجربة (21 عاماً) من محافظة عمران، ووليد
سعيد الصغير العامري (40 عاماً) من محافظة تعز، ومنيف قايد عبدالله
المغلس (25 عاماً) من محافظة تعز.
وأظهرت التقارير الطبية والجنائية الأولية، أن الشاب عبدالله الأغبري،
قُتل جراء تعرضه لضرب وتعذيب مبرح في أنحاء جسمه، ناتج عن استخدام الجناة
للأيدي والأسلاك الكهربائية.
ووقعت الجريمة الوحشية في محل السباعي لبيع الهاتف النقال بحي القيادة
وسط صنعاء، بينما نُقل الشاب الأغبري إلى أحد المستشفيات الخاصة الذي وصل
إليه في 27 أغسطس الماضي، وهو جثة هامدة.
وقال المستشفى، في بيان صحفي، اطلعت عليه (عدن الغد): "إن فرق الطوارئ
باشرت بعملية الإنعاش السريع للحالة، ليُفاجؤوا بآثار تعذيب على جميع
أنحاء جسده، وفارق الحياة مباشرة، بينما تم احتجاز الشخصين المسعفين.
تظاهرات شعبية
الحادثة نتج عنها سخط شعبي عارم، تجسد في تنفيذ تظاهرات عفوية شارك فيها
المئات من المواطنين، في صنعاء وتعز.
حيث شهدت صنعاء تظاهرة أمام وزارة العدل؛ للمطالبة بالقصاص من قتلة الشاب
عبدالله الأغبري، بعد يوم واحد من نشر نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي،
فيديو يظهر أشخاصاً يتناوبون على ضرب الشاب الأغبري حتى الموت.
وانطلقت التظاهرة من أمام مقر جمعية الأغابرة والأعروق في مدينة صنعاء،
مروراً بشارع الزبيري، وصولاً إلى أمام محلات السباعي للجوالات حيث وقعت
الجريمة، وانتهى مسارها في وزاره العدل.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بالقصاص من القتلة، وعدم التنازل عن القضية،
مرددين شعارات مطالبة بالقصاص ممن وصفوهم بـ"السفاحين"، داعين سلطة الأمر
الواقع الحوثية إلى التسريع في محاكمة الجناة بشكل عاجل.
شقيق عبدالله يتحدث
تناقلت بعض المواقع الإخبارية تصريحات وهيب الأغبري، وهو شقيق عبدالله
الأغبري، حول مجريات قضية مقتل أخيه، والإجراءات التي اتخذتها أسرته.
وبحسب ما رصدته (عدن الغد) فإن وهيب الأغبري، شقيق المجني عليه، قال: إن
القضية حاليا في النيابة، حيث باشر عضو النيابة بأخذ أقوالي، بينما انتقل
على الفور لسماع الجناة، قبل الانتقال لمسرح الجريمة الوحشية، للتحفظ على
المكان.
وأضاف الأغبري أن النائب العام تعهد بأن القضية ستنتهي خلال شهر فقط، في
حين أكد مطالبهم بالقصاص من الخمسة المتهمين بقتل شقيقه.
ولفت وهيب إلى أن أحد المشايخ توسط في القضية؛ بهدف إنهائها عبر التحكيم
القبلي، قبل أن تدخل القضية النيابة، لكن طلبه قوبل بالرفض التام من
الأسرة.
وبحسب شقيق عبدالله فقد يكون موته سبباً في فضح ممارسات هؤلاء الجناة،
وإنقاذ فتيات كثر من الاستمرار أو الوقوع في براثن وشِراك ذئابٍ بشرية لا
ترعى ذمةً ولا شرفاً.
كيف تعامل المجتمع مع القضية؟
كانت ردود فعل الشارع اليمني تجاه هذه الجريمة قوية وصادمة في نفس الوقت.
فكثير من الناشطين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في عموم البلاد،
وصفوا الجريمة "بالبشعة"، ولم يُسلّم كثيرون برواية الجناة الذين حاولوا
تبرير كل هذا الكم من التعذيب الذي أفضى إلى القتل، وأنه كان بسبب سرقة
جوالات!.
كما أن تعليقات المواطنين على الحادثة أثبتت أن الحس الإنساني والتعاطف
الشعبي ما زال حياً في نفوس اليمنيين، وأن الأزمات والحروب والكوارث
والظروف التي يعيشها اليمنيون لم تنتزع إنسانيتهم، وكان تفاعلهم وعدم
رضاهم على مثل هذه الممارسات دليل فعلي على ذلك.
ولعل ما ساعد على كشف ملابسات القضية وتفاصيلها الدقيقة التي صدمت
الجميع، الإيجابية التي تمتع بها أصدقاء الشاب عبدالله، الذين نشروا
معلومات سرية كان عبدالله يختصها لنفسه، ولا يشاركها إلا مع أقرب
المقربين.
ويبدو أن هذا التفاعل والإيجابية التي عكسها الشارع اليمني، تؤكد رفض
اليمنيين لكل ما يسيء للفطرة الإنسانية السليمة، وتمسكهم بكل ما يُعلي من
كرامة الإنسان.
توحيد اليمنيين
لم تكن هذه العبارة (واحدية الأرض والإنسان) سوى اقتباس لأحد الأوصاف
التي ذكرتها بعض الشخصيات الاجتماعية في عدن، تعليقاً على جريمة مقتل
الشاب عبدالله الأغبري.
حيث اعتبرت تلك الشخصيات، بحسب ما رصدته (عدن الغد)، التفاعل الشعبي
لليمنيين، في كلٍ من الشمال والجنوب؛ انعكاسا لواحدية القضايا المشتركة
بين المواطنين هنا أو هناك.
ووصف عدد كثير من الشخصيات الاعتبارية قضية مقتل الأغبري بأنها إحدى
القضايا التي "وحدت اليمنيين" من جديد، كغيرها من قضايا الكوارث الطبيعية
والأزمات المعيشية، بعد أن مزقتهم وفرقتهم القضايا السياسية والعسكرية
والمناطقية.
وترى تلك الشخصيات أن هذا دليل على أن ما يجمع اليمنيين ليس مجرد كيان
سياسي، شماليا كان أم جنوبيا، ولكنها مشاعر الأخوة والتقارب والجغرافيا
الواحدة، مهما كانت مسمياتها السياسية.
قضايا الاغتصاب
ستظل أبعاد قضية مقتل الشاب عبدالله الأغبري ذات تداعيات كثيرة، بحكم
أنها كشفت العديد من التفاصيل والممارسات السلبية في المجتمع اليمني،
كانت مخفية خلف أبوابٍ موصدة من السرية والتكتم.
ولعل أبرز تلك القضايا والممارسات، ما تتعرض له الفتيات اليمنيات من
ابتزازٍ واستغلال من قبل ضعاف النفوس، واستدراجهنّ للوقوع في الرذيلة
مجبرين، من خلال تهديدهنّ وابتزازهنّ.
ويبدو أن التقنية الجديدة، وامتلاك نسبة كبيرة من الفتيات للجوالات
الذكية، أغرى بعضاً من أولئك الذين رأوا في هذه الوسائل طرقا لاستدراج
النساء والفتيات معاً، عبر التمويه بمقدرتهم على إصلاح الهواتف وصيانتها،
وهم في الحقيقة يستغلون التقنية لتنفيذ جرائمهم الأخلاقية.
كما كشفت الحادثة، وجود أعمال منظمة، تدخل في إطار ما يُطلق عليه
(الجريمة المنظمة)، من خلال إنشاء واجهات تجارية، بينما هي الأصل أوكار
للرذيلة والاغتصاب والابتزاز.
وفي مجتمعٍ محافظ يُصعب على ضحايا هذه الأعمال من الفتيات البوح بما
تعرضنّ له من انتهاكات واغتصابات، فالغالبية العظمى يكتفين بالصمت، ويلذن
بالتكتم؛ هرباً من الفضيحة والعار والوصمة المجتمعية.
أعراف الصلح
ذكر شقيق الشاب عبدالله الأغبري أن بعض الوجاهات القبلية عرضوا عليه حل
قضية شقيقه عن طريق الصلح القبلي، باعتباره احد الأعراف التقليدية في
اليمن، غير أنه رفض ذلك هو وأسرته.
وفي المقابل انتقد ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي اللجوء في
حل أغلب جرائم القتل في اليمن عن طريق الصلح بين أولياء دم الضحية
والمجرمين، خاصة عندما تكون الظروف المادية لأولياء الدم صعبة.
ولفت الناشطون إلى أن القانون اليمني يشجع الصلح لحل قضايا جرائم القتل،
وكأن جريمة القتل لمجرد خلاف بين طرفين ينتهي إما بالصلح وإما بحكم
قضائي، والصلح في جرائم القتل معتمد في نظام بلادنا، بحسب الناشطين.
مؤكدين ضرورة تطبيق أقصى العقوبة بحق الجناة، خاصةً وأن الحريمة وحشية
وبشعة إلى أبعد الحدود، ولهذا دعوا إلى وجوب أن ينال مرتكبوها أقصى
العقوبات، معتبرين أن عدم حدوث ذلك منافٍ لمعايير تحقق العدالة.
أصداء دولية
لم تقف تداعيات قضية وجريمة نقتل عبدالله الأغبري عند المستوى المحلي
واليمني فقط، بل وصل صداها إلى المستوى العربي والدولي.
فقد كانت الجريمة مادةً إعلاميةً لدى كبريات القنوات الفضائية والصحف
العربية، بالإضافة إلى المواقع الإخبارية ومنصات الإعلام على الإنترنت.
ويبدو أن تناول القضية على مواقع التواصل الاجتماعي هو ما جعل لها هذا
الصدى الكبير، والتأثير الذي وصل إلى مستوى القنوات الدبلوماسية
العالمية.
حيث علّق السفير البريطاني في اليمن مايكل آرون على واقعة مقتل الشاب
عبدالله الاغبري في صنعاء، ووصف الحادثة بأنها "صادمة للغاية".. داعياً
إلى تقديم مرتكبي هذه الجريمة إلى القضاء، وتحقيق العدالة.
ووصف السفير البريطاني حالته جراء مشاهدته لتقاصيل الحادثة بقوله: "صُدمت
بفيديو قتل الشاب عبدالله الأغبري في صنعاء.. لا يمكن أن تمر هذه القضية
بصمت، ويجب تقديم مرتكبي هذه الجريمة المروعة إلى العدالة بأسرع وقتٍ
ممكن.
غير أن محللين ربطوا بين هذا الاهتمام الدولي بجريمة محلية، وبين وقوع
الجريمة في مدينة يسيطر عليها الحوثيون، في إشارةٍ إلى تحميل المليشيات
حدوث مثل هذه الجرائم الأخلاقية والدموية البشعة.
قضية رأي عام
وتبقى مثل هذه الحوادث المروعة، قضايا رأي عام، يحتم على السلطات الأمنية
البت فيها سريعاً، وترك العدالة تأخذ مجراها الطبيعي، حتى لا تتكرر مثل
هذه الجرائم.
فمتى ما كان الرادع متوفراً، حُفظت حقوق وأعراض ودماء المواطنين، أما إن
غاب الرادع؛ فمن الطبيعي أن تتحول الحياة إلى غابة، خاصةً وأن البلاد
برمتها غارقة في الأزمات والحروب، وهو ما يُغري الكثيرين باقتفاء نهجٍ
وحشي وابتزازي ودموي، نتمنى ألا يتكرر.