الرئيسية - تقارير - كيف عطل البركاني البرلمان ليخوض به معاركه الشخصية، وما علاقة سؤال الدهبلي حول تعز بهذا الأمر؟!

كيف عطل البركاني البرلمان ليخوض به معاركه الشخصية، وما علاقة سؤال الدهبلي حول تعز بهذا الأمر؟!

الساعة 09:54 مساءً (هنا عدن - خاص )

لا يدع سلطان البركاني فرصة للنيل من تعز ونضالات ابنائها الا استغلها، ويبدو أن مركب النقص في شخصيته هو المتحكم بسلوكه، ولذا يعمل ليل نهار ضد تعز مدفوعا بأحقاده الصغيرة والمتوهمة، ويحاول الانتصار لنفسه وأهوائه على حساب دماء ابناء محافظته وتضحياتهم.

لم يخض سلطان البركاني الذي قادته الصدفة لرئاسة السلطة التشريعية يوما ما أي معركة بشرف، ومنذ عرفته الساحة السياسية وهو مجرد مشاغب يفتعل المعارك الجانبية بأفق عصبوي مقيت.



لا يجيد سوى المناكفات وشغل المحارشة والوقيعة، وعلى هذا الاساس صممت ماكينته الصدئة، فمذ كان رئيس كتلة المؤتمر النيابية وهو يمارس التنمر بحق زملائه داخل الكتلة قبل غيرهم ويقمع أي صوت حر يغرد خارج سرب الخطوط المرسومة له.

ساهم سلطان البركاني إبان النظام السابق في تأزيم الأوضاع وصب الزيت على النار وكان تصريحه الشهير (ليس تصفير العداد بل قلعه) نذير شؤم على اليمن برمتها، انفجرت انتفاضة شعبية غيرت وجه اليمن ومرت البلاد بتحولات كبيرة وعميقة، وسلطان البركاني لم يتطور ولم يتغير، وحينما واتته الفرصة ليكون شخصية بحجم اليمن الذي يعيش لحظة فارقة في تاريخه ضيعها، وأثبت للجميع أنه صغير للغاية، وأنه لايرى غير قريته ومحيطها، وها هو اليوم يعمل ضد تعز بكل قوته وطاقته من منطلق قروي بحت.

لم ينس مشاغبات اقرانه في القرية والحارة التي ينتمي اليها، ولذا يتقلب مسكونا بهذه الأمور التافهة، ويحتشد لأصغر كذبة في أقصى زاوية من زوايا تعز.

واذا أحصينا اهتماماته منذ وصوله الى سدة رئاسة البرلمان سنجد ان 90 ٪ منها محصورة في تعز وهي استجابة لشائعات وافتراءات مثل قصة عائلة الوصابي واتصاله الشهير بها، وايضا تواصله بالمراة التي ادعت هدم بيتها من قبل شرطة تعز وبعد التأكد ثبت زيف وكذب ذلك.

وفي الوقت الذي يدبج البيانات ويصدر المواقف وينفش ريشه بخصوص أصغر (بعسيسه) في تعز فإنه يعمل نفسه ميتا ويبتلع لسانه ويكسر قلمه أمام الأحداث المصيرية التي تمس أمن اليمن وحاضرة ومستقبله مثل حادثة قصف الطيران الاماراتي للجيش الوطني في نقطة العلم قبل عام، والانقلاب على السلطة في عدن وفي سقطرى وغيرها من الاحداث التي تستدعي مواقف وطنية.

وعلى شاكلة القضايا المفتعلة والتشويه المتعمد الذي يمارسه سلطان البركاني ضد محافظته أوعز للنائب عبدالسلام الدهبلي لتوجيه سؤال لرئيس الوزراء حول ما وصفه بشكاوى السطو على المنازل والممتلكات الخاصة والعامة في محافظة تعز، مع أن البركاني والدهبلي يعرفون سلفا أن التجاوزات في هذا الامر لا ترقى لتتحول ظاهرة أو رأي عام، وأجزم يقينا وغيري الكثير أن البركاني والدهبلي ليسوا حريصين على الممتلكات الخاصة ولا العامة، والهدف من وراء هكذا رسالة هو فقط مزيدا من استهداف تعز وتشويه صورتها وتقويض صمود ونضال ابنائها، وهذا بالضرورة يخدم الفوضى ويصب في نهاية المطاف بمصلحة مليشيات الحوثي.

ندرك جميعا حالة الجمود التي يمر بها البرلمان، ونعرف أيضا أن هذا التعطيل ليس حالة طبيعية بل إنها مفتعلة لشيء في نفس (سلطان!)، وفيما البلد يمر بأزمات خانقة على كافة المستويات في ظل انهيار غير مسبوق للعملة الوطنية وأثرها على حياة المواطنين وحالة الحرب التي يشنها الحوثي على مارب وغيرها من الازمات التي تشكل رأي عام شاغل وحقيقي ينصرف اهتمام رئيس البرلمان لتوجيه سؤال لرئيس الحكومة حول ما يصفه بشكاوى السطو على المنازل والممتلكات الخاصة والعامة في محافظة تعز.

إنه العقوق في أقذر صوره، وما الرسالة الموجهة من رئيس البرلمان لرئيس الوزراء بخصوص سوال وزراء الدفاع والداخلية والادارة المحلية حول الموضوع الا لتحويل هذه القضية الى رأي عام المتضرر الاول منه تعز.

ويبدو أنها سوء الخاتمة ايضا، فرئيس مجلس النواب الذي يقف على حافة القبر بدلا من أن يسجل موقفا مشرفا ولو لمرة واحدة يختم بها حياته يواصل تأدية أقذر المشاهد في الأدوار المرسومة له.

لا خير في رئيس مجلس نواب يظل طيلة الليل يلعب (بطة) وبين كل هزيمة وهزيمة يمنى بها يصب جام غضبه على تعز.

بحثت كثيرا عن مواقف للنائب عبدالسلام الدهبلي ضد الحوثي فلم أجد له أي موقف، بينما لا يترك فرصة للتآمر على الشرعية والايقاع بها، ويفرد عضلاته وينفخ صدره ضد محافظته، ولو ذهبنا بعيدا وفق نظرية المؤامرة فسنقول إن قصر البركاني في صنعاء محروس من قبل الحوثة ولم يمسوه بسوء، وبالمثل فإن منزل النائب الدهبلي في ماوية محروس أيضا من قبل الحوثة، فهل لهذا الامر علاقة بسلوكهم غير المبرر وغير المفهوم؟!

وبينما يضحي النائب الشيخ ربيش العلي بروحه في سبيل الدفاع عن كرامة اليمن ويقدم درسا بليغا في الفداء، وغيره من النواب الوطنيين ضحوا بمصالحهم وصودرت أو فجرت منازلهم امثال منصور الحنق وعبدالعزيز جباري وعبدالوهاب معوضة وحسين السوادي وعبدالرزاق الهجري وياسر العواضي وعبدالملك القصوص وعلي عشال وغيرهم الكثير من الشرفاء من كافة المكونات السياسية ممن لا يتسع المجال لذكرهم، فمن الخيانة أن يظل البركاني معطلا للبرلمان ويخوض به معاركه الشخصية!