أثارت التسريبات التي نشرتها قناة “الجزيرة” أمس، الأحد، عبر برنامجها “المسافة صفر” والتي كشفت فيها تفاصيل خطيرة عن مخطط كان معد لغزو قطربتآمر مصري مع السعودية والإمارات، جنون قادة الحصار الذين أطلقوا ذبابهم للتشويش على التسريبات التي أثارت جدلا واسعا.
وفي هذا السياق خرج مستشار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله، يهاجم وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية ويتطاول عليه في تغريدة صبيانية له بتويتر رصدتها (وطن).
وكان العطية كشف أمس تفاصيل جديدة بشأن مخطط دول الحصار تنفيذ غزو عسكري لبلاده ابان إعلانها الحصار على الدوحة عام 2017، مشيرا إلى أن دول الحصار خططت لغزو قطر وليس حصارها فقط، وأن التخطيط بني علي مرحلتين الأولى الحصار والتأثير على الشارع القطري والثانية هي الغزو.
من جانبها ردت الشيخة القطرية مريم آل ثانيبتغريدة نارية على مستشار ابن زايد وضعته في موقف محرج.
ودونت ما نصه ردا على هذيان الأكاديمي الإماراتي:”أدعوك لمشاهدة البرنامج مرة أخرى للتركيز على الأدلة والوثائق التي فضحت أعمالكم وخبث نواياكم”
وتابعت:”وكذلك أدعوك إلى الاستماع لتصريحات سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح”شفاه الله وعافاه”،والتي قال فيها أوقفنا التدخل العسكري! ولكن هذه المرة وانت بكامل وعيك،لتتمكن من استيعاب الحقيقة!”
فيما اعتبرت الكاتبة القطرية إلهام بدر، أن تغريدة مستشار ابن زايد تدل على حالة سعار أصابت قادة الحصار جراء عرض الجزء الأول من برنامج #المسافه_صفر.
وكتبت ساخرة في تغريدة رصدتها (وطن):”طيب خلوا شوي للجزء الثاني . سعيدة بالغضب الذي أظهرته أنظمة الدمار عن طريق أذنابها”
بينما هاجم الصحفي ورئيس تحرير جريدة “الشرق” القطرية صادق محمد العماري، تناقض عبدالخالق عبدالله بقوله:”أبوظبي تقدم لنا أكبر متناقض في تاريخها القصير جداً، البروفيسور لاينكر الغزو ولكن توقيت الحديث عنه غير مناسب.”
وأوضح خالد العطية وزير الدفاع القطري في تصريحاته أن كل المعلومات الاستخباراتية تثبت بأنه كان هناك تخطيط للغزو، والنية المبيتة لدول الحصار هي الغزو وليس الحصار ومعرفة نتائج الحصار وهي أمور واضحة بالنسبة لنا، وكل المعلومات الاستخباراتية والأدلة المتوفرة لدينا تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه كان هناك تخطيط للغزو”.
وتابع خالد العطية: “إذا لم نكشف الأدلة الاستخباراتية لاعتبارات لدينا، فهناك أدلة وثقها رؤساء دول، وثقها سمو أمير الكويت في لقائه مع الرئيس الأمريكي، ووثقها الرئيس الأمريكي في لقائه مع رئيس رومانيا، ووثقها وزير خارجية سابق لألمانيا وكلهم أكدوا أنه كانت هناك نية للغزو العسكري لدولة قطر”.
وفي وقت سابق، كشفت مجلة فورين بوليسي الاميركية أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رفض اقتراحا من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز خلال اتصال هاتفي بينهما في ٦ يونيو ٢٠١٧ بغزو دولة قطر.
وقالت “فورين بوليسي” في تقريرٍ لها بعنوان (كيف برزت إسرائيل كصانع سلام غير محتمل في الشرق الأوسط)، إنّ الولايات المتحدة طلبت بسرعة وساطة كويتية لحل الازمة الخليجية بعد الاتصال الذي اقترح فيه ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز غزو قطر مع ترمب.
وكانت قناة فوكس نيوز الأمريكية، نقلت عن مصادر في أوائل تموز/يوليو أن الإمارات عرقلت اتفاقا خليجيا بوساطة أمريكية لإنهاء حصار قطر، بعد سلسلة من المباحثات رفيعة المستوى بين كبار القادة من السعودية وقطر والإمارات والولايات المتحدة.
وذكرت القناة أن الإمارات، وفي اللحظة الأخيرة غيرت مسارها وطلبت من السعودية الامتناع عن دعم الاتفاق المقترح الذي تدعمه الولايات المتحدة.
وفي 5 يونيو/ حزيران 2020، دخلت الأزمة الخليجية عامها الرابع، حيث قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها “إجراءات عقابية”؛ واتهمتها بدعم للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.