الرئيسية - تقارير - "اللاجئون اليمنيون المنسيون".. قيود قاسية وكراهية وفقر مُدقع وعالم يجهل معاناتهم (ترجمة خاصة)

"اللاجئون اليمنيون المنسيون".. قيود قاسية وكراهية وفقر مُدقع وعالم يجهل معاناتهم (ترجمة خاصة)

الساعة 08:47 مساءً (هنا عدن - متابعات ترجمة ابوبكر عبدالله )

فر عشرات اليمنيين من بلادهم بسبب الحرب، ومع ذلك تظل معاناتهم غير مرئية، حيث يُقابلون في كثير من الأحيان بالفقر وكراهية الأجانب في الدول التي يرغبون في الاستقرار فيها. 
 

وسلطت مجلة «Inside Arabia» الضوء على معاناة اللاجئين اليمنيين في دول العالم تقرير لها - ترجمة "يمن شباب نت" - وقالت "لا تحظى اليمن بالفعل باهتمام دولي يذكر بسبب أزمتها الإنسانية، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "الأسوأ في العالم".



 

وتابعت "ومع ذلك، فإن العالم يجهل أيضًا معاناة اليمنيين الذين فروا من الحرب، وذلك بسبب غياب تسليط الضوء عليهم، حيث أن كثير منهم مهجورون ويعيشون ظروف صعبة يواجهون أحياناً العداء في البلدان التي يأملون في الاستقرار فيها". 
 

فر أكثر من 190 ألف يمني من البلاد في بداية الصراع في مارس 2015، بعد أن أعلن التحالف بقيادة السعودية والإمارات الحرب ضد المتمردين الحوثيين ودمر الكثير من البنية التحتية للبلاد بضربات جوية مدمرة متعددة، وانخفض عدد اللاجئين تدريجيًا منذ بداية عام 2018، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. 
 

في أوقات مختلفة، فرضت كل من الإمارات والسعودية حصارًا معوقًا على البلاد، وفرضت قيودًا صارمة على الحدود الشمالية لليمن، وأغلقت المنافذ البحرية، وأوقفت العمليات من مطار صنعاء، وقد ترك هذا حوالي 3 ملايين يمني مصنفين على أنهم نازحون داخليًا.
 


الفقر المدقع

وقد لجأ بعض الذين تمكنوا من الفرار إلى منطقة القرن الأفريقي، بسبب قربها الجغرافي من اليمن على الجانب الآخر من البحر الأحمر، وغالبًا ما يسافرون عبر سفن صيد صغيرة، حيث استقر الكثيرون في الصومال وجيبوتي والسودان والدول المجاورة. 
 

ذهب حوالي 38 ألف يمني إلى جيبوتي في عام 2015. وبينما استقر البعض في العاصمة، يعيش آخرون في ظروف أسوأ.  فعلى سبيل المثال، ذكرت الأمم المتحدة العام الماضي أن حوالي 2200 يمني يعيشون في مخيم مرزاكي. 
 

وأخبر متحدث باسم المفوضية مجلة «Inside Arabia» بأن اليمنيين في مدينة مرزاقي يعتمدون على المساعدات الخارجية ويتلقون "مساعدات إنسانية لتغطية احتياجاتهم الأساسية بما في ذلك الدعم بالمأوى والمياه والصرف الصحي والغذاء العيني والنقد والمال لشراء المستلزمات المنزلية". 

ومع ذلك، غالبًا ما تكون المخيمات غير آمنة وغير مجهزة جيدًا. إذ يشهد على ذلك هجمات متكررة من قبل الحيوانات البرية بما في ذلك الثعابين والعقارب وحتى قرود البابون - التي داهمت المخيمات وأخذت الإمدادات الغذائية الصغيرة المخصصة للناس.  يأتي ذلك في الوقت الذي يتحمل فيه اللاجئون درجات حرارة شديدة الحرارة، مع شكاوى من أنهم لا يتلقون الدعم الكافي.


على الرغم من أن الحكومة المصرية عضو في التحالف الذي تقوده السعودية، فقد استقبلت نصيبها العادل من اللاجئين اليمنيين، حيث تستضيف حاليًا أكثر من 10 الاف يمني، وكما هو الحال مع السودان، يمكن لليمنيين الاندماج بسهولة أكبر في المجتمع المصري بسبب مشاركتهم تحدث اللغة العربية. 
 

وقال أحمد بدوي، رئيس المؤسسة المصرية لدعم اللاجئين - وهي منظمة غير حكومية تقدم الدعم القانوني: "تسمح الحكومة المصرية لليمنيين بالوصول إلى أراضيها بإجراءات بسيطة مثل التقارير الطبية، وتسمح لكبار السن ورفاقهم بدخول مصر بطريقة بسيطة".  
 

وتحدث لمجلة «Inside Arabia» "يُسمح للاجئين اليمنيين بالبقاء وتجديد إقامتهم كل ستة أشهر، لذلك يسهل على أولئك الذين لديهم الوسائل لمغادرة اليمن الاستقرار هنا". 
 

وقال بدوي، "لكن الامر مكلفا بسبب النفقات الشخصية وإيجار السكن، مما يضاعف من معاناة اللاجئين في مصر بشكل عام"، وقال "كثيرون يعانون من ظروف معيشية نتيجة لذلك". 
 

على الرغم من ذلك، لا يزال هناك موارد دولية محدودة للاجئين اليمنيين في مصر، كما هو الحال في أماكن أخرى. 
 

وقال بدوي: "لا تقدم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدعم الكافي لعدد كبير من اللاجئين، وقد يكون السبب في بعض الأحيان هو عدم تسجيل اليمنيين أنفسهم كلاجئين أو اتباع إجراءات المفوضية". ووفقا لما ذكره احمد "هذا يعني أن الكثيرين منعوا من تلقي المساعدات الأساسية". 
 

وقال المتحدث باسم المفوضية: "مع وجود العديد من الفقراء في السودان بالفعل، بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، يواجه اليمنيون أزمة اقتصادية متفاقمة، تفاقمت بسبب التأثير الكبير لوباء فيروس كورونا على الاقتصاد". حيث يوجد حاليا أكثر من 1200 لاجئ يمني في السودان. 
 

في ماليزيا، حيث يقيم حوالي 20 ألف يمني، لا يستطيع اللاجئون إرسال أطفالهم إلى المدارس التي تديرها الدولة، ولا يمكنهم العمل بشكل قانوني.  وبسبب شح الدخل، يكافح الكثيرون من أجل توفير الحياة الأساسية. 
 


السعي لبناء حياة جديدة

على الرغم من أن اليمنيين يتحملون ظروفًا قاسية في مخيم مارزاكي في جيبوتي، إلا أن بعضهم يتمتع بظروف مواتية أكثر قليلاً واستقروا في العاصمة حيث يمكنهم الازدهار وبناء حياة جديدة.


"يتمتع اللاجئون اليمنيون في جيبوتي بسمعة طيبة بأنهم مجتهدون ومبدعون، على وجه الخصوص، في مدينة أوبوك، يلعبون دورًا كبيرًا في البيئة الاجتماعية والاقتصادية: فهم صيادون، يقودون توك توك، وهم حرفيون، وأكثر من ذلك بكثير" بحسب ما قاله المتحدث باسم المفوضية.
 

ومن المعروف أنهم رواد أعمال ولديهم حس تجاري قوي، "حيث افتتح اللاجئون اليمنيون في جيبوتي أعمالهم التجارية الخاصة، بدأ من المطاعم وحتى البقالات الصغيرة".
 

 

 

وبالمثل، في كوالالمبور (عاصمة ماليزيا) حيث لا يُسمح قانونًا لليمنيين بالعمل، أنشأ البعض مطاعم مختلفة في المدينة، مما أضاف ديناميكية ثقافية جديدة.  تعمل هذه أيضًا كمراكز حيث يمكن لليمنيين مناقشة المشاكل وطلب المشورة من الآخرين فيما يتعلق بالمسائل القانونية أو المجتمعية، وعلى الرغم من وجود مداهمات تنفذها قوات مكافحة الهجرة، حيث يتعرض اليمنيون لخطر نقلهم إلى مراكز الاعتقال. 
 

كما استقر اليمنيون في الأردن وتركيا، سعياً لخلق حياة جديدة لهم، حيث ترحب الأخيرة باللاجئين بشكل خاص مقارنة بالدول الأخرى.  ويوجد عدد كبير من الطلاب في تركيا، حيث فر الكثير منهم من مدينتي إب وتعز. 

 

كراهية وقيود قاسية

في ظروف أخرى، لم تكن البلدان المضيفة بهذا الترحيب الذي لاقاه اليمنيون في تركيا.
 

بل إن بعض اليمنيين حاولوا الوصول إلى كوريا الجنوبية من ماليزيا، حيث وصل حوالي 500 يمني إلى جزيرة جيجو بكوريا الجنوبية في عام 2018، وطلبوا اللجوء في البلاد، ومع ذلك مُنعوا من مغادرة الجزيرة، ردت أجزاء من المجتمع على اليمنيين بخطابات معادية للأجانب، على غرار أجزاء من ردود أفعال أوروبا العدائية تجاه اللاجئين. 

 

وصدرت دعوات عدة لرفض اليمنيين وإعادتهم قسراً إلى اليمن، رغم الحرب والأزمة الإنسانية هناك. 
 

كما خلقت إسبانيا صعوبات لليمنيين الذين يطلبون اللجوء في أماكن أخرى. في بداية عام 2020، أعلنت إسبانيا أن اللاجئين العابرين يجب أن يحصلوا على تأشيرة عبور، مما يعني أن اليمنيين لا يمكنهم المرور عبر البلاد دون الحصول على أذونات إضافية. قبل ذلك، كان بإمكان اليمنيين التخطيط للسفر إلى دولة ثالثة أثناء التوقف في إسبانيا. 
 

تتجه بعض الأنظار أيضًا إلى الولايات المتحدة، التي دعمت الجهود العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية.  منذ بداية الحرب، لم تقبل الولايات المتحدة أكثر من 50 لاجئًا يمنيًا، وكان حظر السفر المقيد الذي فرضه دونالد ترامب على العديد من البلدان، بما في ذلك اليمن، عاملاً دافعًا لهذه السياسة.

ومنذ أن أصبح ترامب رئيساً في يناير 2017، استقر اثنان فقط من اللاجئين اليمنيين في الولايات المتحدة في عام 2018 وأعيد توطين آخر في السنة المالية 2019، وفقًا لإحصاءات وزارة الخارجية، وكانت هناك انتقادات تطالب الولايات المتحدة بأن تقوم بالمزيد لمساعدة اللاجئين اليمنيين.

 

يعد قانون حظر السفر الذي فرضته الولايات المتحدة أحد أقسى القرارات التي تؤثر على اليمنيين الباحثين عن ملاذ آمن. حيث قالت عائشة جمعان، رئيسة مؤسسة الإغاثة وإعادة الإعمار اليمنية، لمجلة «Inside Arabia»، "لقد دعمت الولايات المتحدة تحت قيادة أوباما وترامب الحرب التي تقودها السعودية والحصار المفروض على اليمن". مضيفة بالقول بأنه "لسوء الحظ، طالما لم يتم ملاحظة حقيقة أن هناك عدد كبير من اللاجئين اليمنيين، فستظل معاناة اليمنيين غير مرئية". 

يجب أن تضغط الولايات المتحدة على رفع الحصار عن اليمن حتى تبدأ سبل عيش الناس في التعافي، كما يجب أن تمنح اليمنيين "وضعية اللاجئ "حتى يكونوا مؤهلين للحصول على الخدمات التي يحصل عليها اللاجئون".