الرئيسية - تقارير - حوار صحفي مع الوزير الجبواني يحذر الرياض من دور #بوظبي في بلاده

حوار صحفي مع الوزير الجبواني يحذر الرياض من دور #بوظبي في بلاده

الساعة 09:19 مساءً (هنا عدن - متابعات )


#عدن- #عربي21- أشرف الفلاحي
 

ـ الحكومة مطالبة بتحرير محافظة شبوة (شرق اليمن) من التواجد العسكري الإماراتي.



ــ ليس منطقيا بقاء أبوظبي في اليمن، عقب إعلان تحالفها وليس التطبيع فحسب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي

ـ التواجد السعودي في المهرة (شرق البلاد) لا ضرورة له

ـ الخيار العسكري لايزال قائما لإنهاء تمرد ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا إذا تعثر اتفاق الرياض وتنفيذ آليته

طالب وزير النقل اليمني المستقيل، صالح الجبواني، بالاستغناء عن أي دور لدولة الإمارات، مؤكدا أنه ليس منطقيا أن تبقى أبوظبي في اليمن عقب تحالفها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وحذر في الحلقة الثانية والأخيرة من مقابلته الخاصة مع "عربي21"، السعودية من الاستمرار في سياسة "غض الطرف" عن ما تفعله أبوظبي في البلاد.

ودعا وزير النقل المستقيل السعودية إلى إعادة تقييم تواجدها العسكري في محافظة المهرة (شرق البلاد)؛ نظرا لخطورة ذلك، وقد يورطها في صدام مع أبناء هذه المحافظة.

وتاليا نص المقابلة الخاصة:

ــ عاد ملف "منشأة بلحاف" أكبر شركة يمنية لتصدير الغاز المسال، التي تسيطر عليها قوات إماراتية وحولتها إلى ثكنة عسكرية إلى الواجهة، وتزايد المطالب الرسمية من السلطة البلدية في شبوة (شرق البلاد) بإخلاء المنشأة.. هل من مقاربة لهذه الوضع؟

الإمارات موجودة في بالحاف منذ سنوات، وهذا الوجود عطل هذا الميناء الغازي الأضخم بالشرق الأوسط، كما أنها تتواجد عسكريا في معسكر "العلم" شمال شرق مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، والذي يتوسط حقول النفط.

ـ لماذا تصر أبوظبي على هذا السلوك، رغم إعلانها الانسحاب من عمليات التحالف بقيادة السعودية؟

الإمارات، لا تخفي مطامعها في اليمن، ولذلك، تسعى للسيطرة على حقول النفط والغاز وموانئ التصدير المخصصة لها.  

ــ مع تزايد مطالب قيادة السلطة المحلية في محافظة شبوة، من القيادة الشرعية العليا بإلزام الإمارات إخلاء منشأة بلحاف من قواتها، في ظل انهيار العملة المحلية وتدهور اقتصاد البلاد بشكل غير مسبوق.. أين موقف الحكومة اليمنية إزاء ذلك؟

الكرة الآن، في ملعب الشرعية لتحرير شبوة من التواجد الإماراتي ليعود تصدير الغاز والنفط وبالتالي إنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار.

فواجب الحكومة التحرك سريعا لحسم هذا الملف، لكني أشك في أي قيامها بأي تحرك.

لماذا؟

أشك في ذلك، في ظل وجود شخص كـ"معين عبدالملك" على رأس هذه الحكومة.

ــ بين الفينة والأخرى، يشن الإعلام السعودي والإماراتي هجوما شديدا على ما يصفه "التيار الموالي لقطر وتركيا داخل الشرعية"، ويقوده الثلاثي "عبدالعزيز جباري، (نائب رئيس مجلس النواب) وأحمد الميسري ( وزير الداخلية) والجبواني (وزير النقل المستقيل الذي هو أنت) ما تفسيرك لذلك؟

نعم، شن الإعلام السعودي هجوما علينا، عدة مرات، ووصفنا بتيار قطر وتركيا، وعندما استفسرنا مسؤولين سعوديين ومنهم السفير آل جابر، قال :"ما ينشر في الإعلام لا يمثل الجانب الرسمي".

ـ وهل هناك فعلا، دورا قطريا أو تركيا، في شبوة، كما يُروج لذلك، في الإعلام السعودي والإماراتي، في هذه المحافظة التي تنتمي إليها؟

لا يوجد دور لقطر وتركيا في شبوة ولا في غيرها، وهذا ما أوضحناه للأشقاء السعوديين.

ـ إلى ماذا يستند إعلام الرياض وأبوظبي في اتهامات لكم بـ"التيار القطري التركي" داخل الشرعية"؟

هذه فرية إماراتية ليتنسى تنفيذ أجندتها ومآربها تحت هذه اليافطة (محاربة الدور القطري التركي).

ـ في أي سياق يمكن تصنيف ما يسوقه الإعلام التابع للدولتين الخليجيتين؟

ما يسوقه إعلام التحالف يصنف في إطار تضليل الرأي العام لتمرير الأجندة المراد تمريرها، وللأسف أن البعض يصدق ما يُطرح.

ـ قبل نحو شهر، تم استدعاءك رسميا، إلى الرياض، ما الدوافع وراء هذه الدعوة؟


وجهت لي دعوة من المملكة وأنا لبيت (قبلت) وسافرت إلى الرياض، وعند وصولي هناك، قالوا :"كنا نظن أنك لن تأتي"... قاطعتهم مازحا "من أجل أن يكون مبررا لاستهدافي".. أنتم أشقائنا ولا يوجد عندي لكم شيء حتى لا آتي إليكم.

ـ ماذا دار بينك وبين السعوديين؟


تحدثنا حول كل الأمور، ويبدو أن الدعوة يكمن خلفها عودة بعض الوحدات العسكرية للعمل في شبوة خصوصا كتيبة الشهيد قطن.

ـ مؤخرا، أعلنت الإمارات تطبيع علاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ولحقتها دولة البحرين، وكلا الدولتين، مشاركتين في التحالف الذي تقوده السعودية.. هل من المنطق بقائهما في هكذا تحالف بعد هذه الهرولة المجانية نحو تل أبيب؟

ليس من المنطق، بقاء الإمارات في التحالف بعد إشهار التحالف مع الاحتلال وليس التطبيع فحسب، بل كان يجب إنهاء دورها، عقب استهداف قوات الجيش الوطني بضربات جوية في منطقة "العلم" في أبواب مدينة عدن ( نهاية آب/ أغسطس 2019) وأدى إلى مقتل وإصابة٣٠٠ جندي وضابط ..لكن من تنادي؟!

ـ ألا تعتقد، أن إعلان أبوظبي والمنامة تطبيع علاقاتهما مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، فرصة أمام الشرعية لحشد كل أوراقها لإنهاء أي دور لهما في اليمن، نظرا لخطورته على الأمن القومي للبلاد؟

نعم، المفترض، أن يتم الاستغناء عن دور الإمارات باعتبارها قد تجاوزت دورها في "عاصفة الحزم" ـ عمليات التحالف الذي تقوده السعودية منذ آذار/ مارس 2015، وتعمل على تدمير اليمن وتفتيته.

أما البحرين فليس لها شأن بما يجري في اليمن، ولا يجوز ربطها بالإمارات، أما الموقف من تطبيعها، فيجب أن نخرج أولا من محنتنا، وعندما نعود إلى صنعاء ( العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون) وتكون الدولة والبلد بيدنا، حينها لكل حدث حديث.

ـ لماذا تغض السعودية طرفها عن عربدة الإمارات حتى بعد إعلان سحب قواتها من اليمن، بينما تنظر بعين حمراء أمام أي تحركات من السلطة الشرعية؟

أبلغنا امتعاضنا للأخوة السعوديين عن سكوتهم، عما تفعله الإمارات في بلادنا، وكررنا موقفنا أن هذه الدولة بالنسبة لنا دولة معادية، وطالبناهم أن يعيدوا تقييم دورهم ومواقفهم، لأن الشارع اليمني أصبح يغلي تجاه هذا السكوت، وهذا خطير على وجودهم بالكامل.

ـ ماذا كان رد الجانب السعودي؟

للأمانة من قابلناهم، كانوا على قدر كبير من الاحترام ويتفهمون كلما نطرحه.

ـ بناء على هذه الانطباعات لماذا لا نرى موقفا سعوديا يدلل ذلك على الأرض؟

يبدو أن للقيادة السعودية العليا رأيا آخر، وما نتمناه أن تتبلور الخطوات الأخيرة في تغيير قيادات مسؤولة عن الملف اليمني نحو "تغيير للاستراتيجية السعودية القديمة".

ــ عن أي استراتيجية تتحدث؟

إن كانت هنالك استراتيجية سعودية، فلابد، من البدء برسم استراتيجية جديدة مع قيادات الشرعية الفاعلة على الأرض وعلى خطوط الجبهات.

ـ أمام تعثر تنفيذ اتفاق الرياض، هل ما زال الخيار العسكري قائما، وما مدى قدرة الجيش على حسم المعركة في ضواحي زنجبار، عاصمة أبين، بعد وصول تعزيزات إضافية عبارة عن مدرعات حديثة لقوات الانتقالي، فضلا عن دخول الطيران المسير للمعركة؟

نعم، الخيار العسكري لايزال قائما في حال تعثر تنفيذ اتفاق الرياض وآلية تسريعه، وهذا واجب الدولة الدستوري بقمع أي تمرد على الدولة.

ـ السعودية كثفت من تحركات العسكرية في محافظة المهرة (شرقا) وسط أنباء عن اعتزامها إنشاء قواعد عسكرية على الحدود مع سلطنة عمان، ترافقت مع زيارة قائد قوات حرس الحدود اليمنية مع ضباط سعوديين إلى مديرية حوف القريبة من الحدود مع السلطنة.. فلماذا تصر المملكة على عسكرة هذه المدينة التي لم تصلها الحرب؟

ليس هنالك لزوم (ضرورة) لهذا الحشد العسكري السعودي الكبير في المهرة، والذي أدى لاستفزاز أبناء المحافظة وبدأوا تحركات واسعة إزاؤه.

نتمنى أن يعيد الأخوة السعوديين تقييم وجودهم بالمهرة وأن يتخذوا القرارات الصحيحة، كون هذا الحشد الكبير يقود إلى تورط المملكة في صدام مع أبناء هذه المحافظة، وهذا ليس من مصلحتنا جميعا.

ـ هناك من يعزو التحرك السعودي إلى مساعي "تأمين مصالحها باليمن"؟

المصالح السعودية على أعيننا ورؤوسنا، لكنها يجب أن تؤخذ بالمحبة والاتفاق كما يحصل بين أي دولتين أو الدول، أما الذهاب للمواجهة سيحول محافظة المهرة لساحة صراع إقليمي وهذا شيء خطير جدا على كل الأطراف.

ـ لماذا تقبل القيادة الشرعية أن تتحول أراضيها إلى مسرحا لصراع إقليمي بين دول الخليج؟

الحوثي هو من حول اليمن إلى ساحة صراع إقليمي بانقلابه على الدولة الشرعية وتدميرها.

وما حدث في أعقاب هذا الانقلاب من الشرعية أو غيرها هو عبارة عن نتائج للانقلاب الحوثي ذاته.

ــ تتعقد الأوضاع وتتشابك خيوط المشهد في اليمن أكثر وأكثر، وسط صمت وخذلان من قبل قيادة السلطة الشرعية، الأمر الذي دفع بالكثير من النخب السياسية اليمنية إلى البحث عن صيغة سياسية لانقاد البلد وإيقاف سحقه.. ما تعليقك على هذه الرؤية؟

أي صيغة سياسية يعمل على قيامها بعض اليمنيين أو كلهم يجب أن تكون داعمة للشرعية لا انقلاب جديد عليها، كون الشرعية اليمنية كمشروع يعني الجمهورية اليمنية وسيادتها ووحدة أراضيها فهو أمر مقدس بالنسبة لنا.

ـ ماذا عن الأشخاص؟

أما الشرعية كشخوص النخبة السياسية المسؤولة، فأقول لك أن ٧٠٪ منها، يجب أن تذهب لمكب القمامة فعلا.

ــ ماذا عن حالة من الصراع بين قيادات ومكونات الشرعية، والذي فاقم الوضع أكثر، وساهم في بروز ما يعرف بـ"الصقور" و"الحمائم"، هل من تعليق على هذه الجزئية المهمة؟

لا أتفق مع مصطلحي "الصقور والحمائم" فهذان المصطلحان فاقما من حالة العداء والبغض والارتماء لدى بعض الناقصين في قيادة الشرعية سوى الحكومة أو غيرها من مؤسسات الدولة وقد وجدوا المبرر بتصويرهم حمائم.


وكل مسؤول في الشرعية عليه واجب دستوري وقانوني ووطني، وعلينا أن نرصد نشاط كل مسؤول ومن خان وفرط في مصالح الوطن عند نهاية الحرب يجب أن يُقدم للمحاكمة.

ـ تصريحات جباري، نائب رئيس البرلمان الشهر الفائت، التي أدلى بها عبر قناة الجزيرة القطرية، أثارت جدلا واسعا، دفعت طابور من داخل الشرعية إلى مهاجمة الرجل وشيطنته واتهامه بشكل غير مسبوق.. فما مدى وجاهة وواقعية ما صرح به الرجل؟

جباري شخصية وطنية كبيرة وهو نائب رئيس مجلس النواب ومستشار الرئيس، وما صرح به في المقابلة هو "كلام حقيقي" يحظى بدعم غالبية أبناء اليمن.

ـ ماذا عن الرد الذي خرج به مصدر مسؤول عبر الوكالة الحكومية على تصريحات جباري وتحديدا أن ما قاله لا يمثل مؤسسات الدولة؟

ما قاله المصدر المسؤول فنحن نعرف أن هذا المصدر لا يمثل مجلس النواب، ولا يعدو أن يكون سلطان البركاني نفسه،( رئيس المجلس).. الذي خذل اليمنيين للأسف.

ـ هل من كلمة أخيرة ؟

كلمة أخيرة أوجهها للرئيس هادي بأني يلغي تكليفه لمعين عبدالملك لرئاسة الحكومة، والبحث عن شخصية وطنية حقيقية تساعده في قيادة هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادنا وصولا للانتصار على الحوثي حربا أو بالوصول إلى تسوية عادلة معه للدولة والشعب حسب المرجعيات.

كما أرجوا من فخامته، توجيه دعوة لعقد جلسة لمجلس النواب، وذلك لاختيار نائبا أخر، لرئاسة المجلس بدلا عن سلطان البركاني.

وأيضا، أقول لشعبنا إنما النصر صبر ساعة، وسينتصر اليمن كل اليمن في النهاية لا قلق.