الرئيسية - تقارير - رئيس مجلس الانقاذ يفتح النار على الاحتلال الجديد بمناسبة ذكرى ١٤ اكتوبر (نص الكلمة)

رئيس مجلس الانقاذ يفتح النار على الاحتلال الجديد بمناسبة ذكرى ١٤ اكتوبر (نص الكلمة)

الساعة 08:29 مساءً (هنا عدن - خاص )

ألقى سعادة اللواء / أحمد محمد قحطان رئيس مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي كلمة بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لثورة 14 اكتوبر المجيدة .

وجاء في نصها :

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين :
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج :
أتوجه إليكم اليوم بالتهنئة والمباركة بمناسبة مرور سبعة وخمسين عاماً من عمر الثورة اليمنية الجنوبية التي انطلقت في 14أكتوبر1963 , وتولي نخبة من الأبطال من أبناء شعبنا قيادة تحرير جنوب اليمن المحتل وتوحيد كياناته المتشظية، ليتمكن الشعب بعد أربع سنوات من انتزاع استقلاله الناجز وإقامة دولته الوطنية التامة السيادة، جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، نبلغ الذكرى اليوم ونحن أشد ما نكون حاجةً إلى ثورة بنفس المبادئ والقيم.
فللعام السادس على التوالي يعاودنا يوم الثورة المجيدة، والوضع في مدن الجنوب يشابه ويطابق الأوضاع التي كانت سائدة إبان فترة الاحتلال البريطاني البغيض، الذي احتل الأرض، ومارس الوصاية والاحتلال وقمع الحقوق والحريات وغذى الانقسام والتشظي، وخلق النعرات والصراعات.

أيها الإخوة الأحرار :
إن حلول الذكرى السابعة  والخمسين لثورة أكتوبر العظيمة تأتي اليوم لتذكرنا بما فعله المستعمرون الأوائل، وتجدد مطالبة الأجيال الحاضرة من كل أبناء جنوب اليمن المحتل بالانتصار مجدداً لمضمون مبادئها وأهدافها الوطنية الكبرى وفي طليعتها: تصفية القواعد وجلاء القوات الأجنبية من أرض وبحر وجزر الجنوب دون قيد أو شرط؛ وإعادة توحيد الجنوب؛ وذلك عبر النضال لإخراج الاحتلال السعودي الإماراتي من أرضه والعمل على إنهاء حالة الانقسام والتشظي التي يكرسها فيه، ومن خلال تعزيز هويته الوطنية الجامعة والتاريخية التي مثلتها دولته المستقلة المعلنة في 30 نوفمبر 1967.
إن الانتصار لمضامين تلك الأهداف لا يعني سوى العمل الثوري بمختلف أشكال الكفاح الفاعل والمنظم لأجل إزالة الاحتلال القائم الذي تجاوزت انتهاكاته الفادحة بحق شعبنا كل ما يطاق خلال سنوات وجوده المؤلمة العجاف منذ 2015.

ياجماهير ثورة 14 أكتوبر المجيدة :
إن الاحتفال بذكرى الثورة الأكتوبرية يكتسب بدءاً من هذا العام 2020، بعداً خاصاً وأهمية إضافية بالنظر إلى التطورات الحادة التي يشهدها الإقليم ووقائعها الخطرة الجارية على أرض الجنوب تحديداً، والمتعلقة بنقل مسار التطبيع الاماراتي مع الكيان الصهيوني من دهاليز السرية وإخراجه الفاضح إلى العلن مع ما يترتب على ذلك من خيانة عاصفة بقضيتنا الجامعة الأولى، قضية فلسطين والقدس الشريف، ومن الخطر القاتل عليها بوصفها القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية كلها؛ ناهيك عما يمثله من الإهانة للمشاعر الوطنية والقومية والدينية المتأصلة لدى شعوبنا.
ولنتذكر أن أبناء حضرموت من مناضلي ثورة أكتوبر كانوا هم الذين نفذوا ضمن عملياتهم الفدائية في يوليو1966 مأثرة قتل الكولونيل البريطاني جراي الذي كان قد قام في ديسمبر1955 بقتل المناضلة الفلسطينية الشابة رجاء أبو عماشة عند وضعها العلم الفلسطيني على أحد المباني مكان علم بريطانيا أثناء انتدابها الكارثي على فلسطين.

أيها الجنوبيون الأحرار :
إنها إذ تتزامن ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة مع دنو موعد الذكرى السنوية الأولى لتأسيس مجلس الإنقاذ الوطني اليمني الجنوبي الذي جرى إشهاره في عاصمة محافظة المهرة يوم 19أكتوبر من العام الفائت، فإن دلالة ذلك التزامن تتجاوز المصادفة المحضة بالتأكيد لتفصح عن حقيقة أن المجلس يمثل جوهر التحرر الوطني الذي جسدته مبادئ ثورة أكتوبر ومحتوى أهدافها العامة، مع إدراكه العميق لحقائق الواقع الراهن، سواءً على المستوى اليمني والجنوبي أو العربي عموماً، بمختلف أوجه التشابه والتباين بين الأمس واليوم.
وبناء على ذلك الإدراك وعلى ضرورة إنقاذ البلاد واستعادة استقلالها وسيادتها الوطنية راهناً، فقد حرص المجلس منذ تأسيسه على أن يضع بوضوح في صدارة مبادئه وأهدافه الأساسية المتمثلة بوقف الحرب ورفع الحصار، وإنقاذ البلاد من الانقسام والتشظي والتردي الشامل، ورفض الوجود والتدخل العسكري الأجنبي، واقتطاع أي جزء من أراضينا وجزرنا وبحارنا وحقوقنا التاريخية وأي استحداثات يقوم بها في الأرض أو البحر أي طرف أجنبي مباشرة أو عبر أدوات محلية.
كما حرص المجلس في الوقت ذاته على أن تتضمن مبادئه وأهدافه تلك إقامة شراكة وطنية حقيقية في دولة حديثة تضمن الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والأمن لكل مواطنيها، وعلى تأكيد وقوفه على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية والاجتماعية الفاعلة وفقاً لمبادئه الأساسية وتعبيراً عن ضرورة العمل الجمعي المشترك لخدمة المصلحة الوطنية العليا للبلاد عامة والجنوب بوجه خاص.

ياأبناء شعبنا العظيم :
إن أخطر الوقائع المريبة المتصلة بالتطبيع الإماراتي الصهيوني على أرض الجنوب يرتبط ارتباطاً واضحاً بما سبق أن بينه مجلس الإنقاذ الوطني محذراً منه في مبادئه الأساسية، وهو رفض أي استحداثات يقوم بها في الأرض أو البحر أي طرف أجنبي مباشرة أو عبر أدوات محلية.
أما أبرز تلك الاستحداثات المستفزة لكل من له ذرة من شعور وطني أو غيرة دينية او اخلاقية فيتمثل فيما أقدمت عليه قوات الاحتلال الإماراتي للجنوب -بالاشتراك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين- من الشروع في إقامة مراكز عمليات استخباراتية في محافظة أرخبيل سقطرى عقب سيطرة الإمارات عليها عبر أدواتها المحلية في يونيو الماضي وبعد إعلانها اتفاق التطبيع مع تل أبيب منتصف أغسطس الفائت؛ إلى جانب عملها على الترويج للتطبيع في الجنوب، والتهيئة له عبر أدواتها المحلية، مع الكيان الإسرائيلي.
تأسيساً على مجمل ما سبق، فإن شرفاء الجنوب وأحراره كافة لا يسعهم السكوت على هذا الاحتلال الغاشم وممارساته وانتهاكاته التي تجاوزت كثيراً كل حد يمكن الحياد إزاءه أو اللامبالاة بشأنه أو الخوف من التحرك لمواجهته. فـ”الصمت عار” والخوف عار” حينما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية، لذلك فنحن مدعوون جميعاً إلى العمل المستمر والخروج المنظم الرافض للاحتلال وأعوانه، على نحو يستلهم ثورة تحرير جنوب اليمن المحتل واستقلاله قبل أكثر من نصف قرن، ويهيئ لتحويل ذكراها اليوم إلى ثورة تحرير واستقلال وطني جديد لجنوب اليمن المحتل كذلك.

المجد للجنوب في عيد ثورته الأكتوبرية المجيدة .
الرفعة والخلود لشهداء الجنوب وأبطاله .
النصر للجنوب ولليمن على الأعداء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،