قال ناشطون سوريون إن قوات من المعارضة السورية المسلحة هاجمت قرية في شرقي سورية، ما أدى لمقتل عشرات الشيعة من سكان القرية
وقال الناشطون إن معظم القتلى مقاتلون موالون للحكومة السورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ستين شخصا على الأقل قتلوا في قرية حطلة الثلاثاء.
وأضاف المرصد، ومقره بريطانيا، أنه يبدو أن الهجوم على حطلة جاء ردا على هجوم سابق نفذه عدد من سكان القرية على موقع للمعارضة.
وكان المرصد قد قال في وقت سابق إن مقاتلين شيعة موالين للحكومة السورية هاجموا الاثنين الماضي موقع المعارضين في القرية ذات الأغلبية الشيعية، الواقعة شرق مدينة دير الزور.
وقال المرصد إنه في اليوم التالي (الثلاثاء) "هاجم المتمردون ( المعارضة المسلحة) القرية وسيطروا عليها، ما أدى لقتل 60 ساكنا شيعيا، معظمهم مقاتلون".
وأضاف أن 10 على الأقل من المعارضين المسلحين قتلوا في المعركة الثلاثاء وأجبر سكان حطة من الشيعة على الفرار إلى قرية جفرا القريبة.
يذكر ان الصراع في سوريا الذي دخل عامه الثالث آخذ بالتحول إلى صراع طائفي، حيث يواجه المتمردون وأغلبهم من المسلمين السنة حكومة الرئيس بشار الأسد التي يهيمن عليها العلويون.
وكانت الحكومة السورية قد استعانت الأسبوع الماضي بمقاتلي حزب الله اللبناني الشيعي لدحر المعارضين في مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية.
ويقول المرصد، وهو أحد أبرز المنظمات التي توثق للاحداث الجارية في سوريا، إن التقارير التي يصدرها غير منحازة إلى جهة بعينها رغم أن المعلومات التي يبثها لا يمكن تأكيدها من مصادر مستقلة.
وحثت فرنسا الأربعاء المجتمع الدولي على إيقاف تقدم القوات السورية الحكومية المدعومة من جانب إيران وحزب الله اللبناني صوب مدينة حلب الشمالية.
يذكر ان القوات السورية تركز أنظارها صوب حلب بعد أن حققت انتصارا استراتيجيا باستعادة سيطرتها على بلدة القصير على الحدود مع لبنان من أيدي المسلحين المعارضين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريحات أدلى بها للقناة التلفزيونية الفرنسية الثانية "علينا إيقاف هذا التقدم قبل أن يصل الجيش السوري إلى حلب، فحلب هي الهدف القادم لحزب الله والإيرانيين. علينا إعادة التوازن للموقف، إذ تمكن الجيش السوري وحزب الله والإيرانيون في الأسابيع الأخيرة من تحقيق تقدم كبير."
إلا أن فابيوس لم يتطرق إلى الكيفية التي يمكن بها وقف تقدم القوات السورية نحو حلب.
وكانت الخارجية الفرنسية قد حذرت أمس الثلاثاء من أن الحرب في سوريا - التي فتكت منذ اندلاعها منذ أكثر من سنتين بحوالي 94 الف شخص - وصلت إلى "نقطة تحول."
وكان فيليب لايو الناطق بإسم الوزارة قد قال "ماذا عسانا أن نفعل في هذه الظروف لدعم وتعزيز المعارضة المسلحة؟ هذا ما ناقشناه مع شركائنا الأمريكيين والسعوديين والأتراك وغيرهم، إذ لا يمكن لنا أن نترك المعارضة بهذا الوضع."
وكان الإتحاد الأوروبي، مدفوعا من قبل لندن وباريس، قد قرر الشهر الماضي عدم تجديد الحظر الذي يفرضه على تصدير السلاح إلى سوريا، مما يسمح للدول الأعضاء تصدير السلاح إلى المعارضة بعد الأول من أعسطس / آب المقبل.
وقال فابيوس إن فرنسا لم تقرر بعد ماذا ستفعل بعد هذا الموعد، ولكنه أضاف "إستخدم بشار الأسلحة الكيميائية بطريقة فظيعة، لذا يجب علينا إيقافه لأنه ما لم يعاد التوازن إلى الموقف على الأرض فلن نتمكن من عقد مؤتمر السلام في جنيف لأن المعارضة سترفض المشاركة فيه."
من جانب آخر، قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبدالله يان إن بلاده تلقت دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي للسلام في سوريا المزمع إقامته في جنيف.
وقال عبدالله يان لتلفزيون بريس تي في الإيراني "تسلمنا دعوة شفهية للمشاركة في مؤتمر جنيف الثاني، فإيران لاعب مهم في عملية البحث عن حل للأزمة في سوريا."
ولم يذكر الجهة التي وجهت الدعوة، إلا أنه قال إن طهران سترد بعد أن تتسلم دعوة خطية.
وحمل المسؤول الإيراني الغرب مسؤولية تفاقم العنف في سوريا قائلا إن الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي ترسل الأسلحة إلى سوريا "رغم الوجود الفعال لجماعات إرهابية هناك."