يصادف اليوم الثلاثاء، الذكرى الأولى لولادة مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي الذي خرج إلى معترك الحياة السياسية للمشاركة في إنقاذ البلاد من جحيم الفوضى والمشاريع المتطرفة التي يزرعها تحالف السعودية والإمارات في معظم محافظات البلاد للعام السادس على التوالي.
المولود الجديد الذي انطلق من محافظة "المهرة" شرقي اليمن في 20 أكتوبر من العام 2019 أعلن مؤسسوه حينها أنه مجلس إنقاذ يمني جنوبي يهدف إلى وقف الحرب في البلاد، ورفع الحصار المفروض من قبل التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وإنقاذ اليمن من حالة الانقسام والتشظي.
واختار المجلس، هيئة رئاسية تمثله تنتمي لعدة محافظات جنوبية، كان من ضمنها اللواء أحمد قحطان، عضو مجلس الشورى اليمني ومدير أمن المهرة سابقاً، والذي اختير لرئاسة المجلس.
وخلال الأشهر الاثنێ عشر الماضية واصل المجلس استكمال بناءه التنظيمي من خلال تدشين فروعه في عدد من المحافظات الجنوبية وانتخاب قيادات وأعضاء من الرجال والنساء.
وفي محافظة "المهرة" شارك المجلس بشكل فعال إلى جانب لجنة اعتصام المهرة السلمي في النضال السلمي المناهض لمشاريع السعودية الاستعمارية وساهم في تعرية أطماعها على المستوى العربي والدولي.
ورغم حالة الفوضى التي تعيشها مدينة "عدن" جراء سيطرة الإمارات وميليشياتها عليها إلا أن المجلس أعلن تدشين فرعه داخل المحافظة في الـ 18 عشر من شهر مايو الماضي.
وخلال حفل التدشين دعا" المجلس إلى خروج القوات الأجنبية من البلاد ووقف التدخل في شؤونها الداخلية وإعادة الأمن ."
وأكد المجلس أن تدشين فعاليته في العاصمة المؤقتة عدن، جاء لكسر حالة القمع والخوف ومصادرة الحرية التي تمارسها بعض الجهات.
نضال سياسي ودبلوماسي
وفي المسار السياسي والنضالي واصل المجلس إقامة تحركاته وفعالياته المناهضة للوجود السعودي والإماراتي، بالإضافة إلى التحرك الدبلوماسي مع عدد من السفارات والقنصليات الدولية.
واستطاع المشروع الوطني الذي يحمله المجلس اختراق المحافظات الجنوبية وأبناءها الذي يحلمون بوطن يحتضن الجميع لا وطناً تمزقه العصابات والمشاريع القادمة من خارج اليمن.
وكان رئيس المجلس "أحمد قحطان" قال إن هناك تحركات مستمرة ومتواصلة في سبيل إيقاف المعارك الدائرة بمحافظة "أبين" خاصة في شهر رمضان.
ودعا حينها إلى إيقاف الحرب بين القوات التابعة للحكومة الشرعية وقوات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات والالتزام بحرمة الشهر الفضيل.
وطالب الأطراف حينها بالجنوح لهدنة مراعاة للأشهر الحرم معتبراً أن اليمن بحضارته العريقة لا ينبغي أن يكون أبناؤه أداةً لإذكاء الصراع على السلطة في الوقت الذي يعاني فيه الجنوب وعدن من تفشي الأمراض والأوبئة وخصوصاً جائحة كورونا، وكذلك الانفلات الأمني وتدهور الخدمات الاساسية من صحة وماء وكهرباء.
وأبدى استعداد مجلس الإنقاذ الوطني لبذل وساطة – في حال قبول طرفي الصراع بها – للخروج بهدنة توقف الاقتتال الجاري بين الطرفين وصولاً الى وقف دائم للحرب ومن ثَمَّ الجلوس على طاولة الحوار.
دعوات المجلس للحوار
وفي منتصف شهر سبتمبر الماضي دعا المجلس كل المكونات السياسية في الشمال والجنوب إلى الجلوس على طاولة الحوار، وعدم ترك القضية اليمنية مرهونة بأيدٍ خارجية.
وشدد رئيس المجلس حينها على أهمية عودة رئيس الجمهورية "عبدربه منصور هادي" إلى أرض الوطن مشيراً أن اليمنيين يعانون بسبب قياداتهم.
حراك دولي
وخلال الفترة الماضية اجرى المجلس الكثير من التحركات على المستويات الدبلوماسية مع سفارات دول غربية وعربية وإسلامية وناقش معها أطماع تحالف السعودية والإمارات الذي حوّل محافظات اليمن الجنوبية والشرقية إلى منبع للفوضى مستعيناّ بالجماعات المتطرفة والميليشيات المسلحة.
وفي هذا السياق يقول مرجعية المجلس العليا الشيخ "علي سالم الحريزي"، إن مجلس الإنقاذ هو تكتل سياسي يمني يسعى لتخفيف معاناة أبناء الجنوب بشكل خاص، وتوعية المواطنين للالتفاف حول قيادات معينة تعمل على طرد المحتل من الجنوب ومن ثم التفكير في القضية الكبيرة وهي الدولة اليمنية المقبلة.
وكشف في تصريحات سابقة لـ"المهرية نت" عن تحركات وتواصل دبلوماسي مستمر يقوم به المجلس منذ الأيام الأولى لتأسيسه مع الأمم المتحدة وكثير من الدول، وبالذات ألمانيا والاتحاد الأوروبي وسلطنة عمان وتركيا ودول أخرى؛ على مستوى السفراء والقنصليات.
مشاركات مجتمعية
وشارك مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي في الفعاليات المجتمعية والمناسبات الوطنية عبر فروعه في المحافظات مستندا بذلك على الأهداف التي رسمها من أجل خدمة المجتمع ومشاركته في النضال من أجل الحصول على حقوقه المشروعة.
وفي المناسبات الوطنية شارك المجلس في الاحتفالات الشعبية بالمناسبات الوطنية ونظم عدداً من الفعاليات للاحتفاء بالأعياد الوطنية التي عانق الوطن فيها الحرية واقتلع الأنظمة الاستبدادية في الشمال وطرد المحتل البريطاني في الجنوب.
وفي ذكرى ثورة الـ 14 عشر من أكتوبر قال رئيس المجلس في كلمة وجهها إلى لكافة أبناء الشعب إن الذكرى المباركة تعود من جديد وكل أبناء الوطن بحاجة ماسة إلى ثورة بنفس المبادئ والقيم.
وقال: للعام السادس على التوالي يعاودنا يوم الثورة المجيدة، والوضع في مدن الجنوب يشابه ويطابق الأوضاع التي كانت سائدة إبان فترة الاحتلال البريطاني البغيض، الذي احتل الأرض، ومارس الوصاية والاحتلال وقمع الحقوق والحريات وغذى الانقسام والتشظي، وخلق النعرات والصراعات.
وأشار إلى أن حلول الذكرى السابعة والخمسين لثورة أكتوبر العظيمة تأتي اليوم لتذكرنا بما فعله المستعمرون الأوائل، وتجدد مطالبة الأجيال الحاضرة من كل أبناء جنوب اليمن المحتل بالانتصار مجدداً لمضمون مبادئها وأهدافها الوطنية الكبرى وفي طليعتها: تصفية القواعد وجلاء القوات الأجنبية من أرض وبحر وجزر الجنوب دون قيد أو شرط؛ وإعادة توحيد الجنوب؛ وذلك عبر النضال لإخراج الاحتلال السعودي الإماراتي من أرضه والعمل على إنهاء حالة الانقسام والتشظي التي يكرسها فيه، ومن خلال تعزيز هويته الوطنية الجامعة والتاريخية التي مثلتها دولته المستقلة المعلنة في 30 نوفمبر 1967.
واعتبر الانتصار لمضامين تلك الأهداف لا يعني سوى العمل الثوري بمختلف أشكال الكفاح الفاعل والمنظم لأجل إزالة الاحتلال القائم الذي تجاوزت انتهاكاته الفادحة بحق شعبنا كل ما يطاق خلال سنوات وجوده المؤلمة العجاف منذ 2015.