قالت صحيفة بريطانية، بأن الأطفال الجائعون في اليمن باتوا يواجهون أسوأ مستويات سوء التغذية منذ بدء الحرب الأهلية في البلاد، حيث أدت جائحة كوفيد -19 إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعد الأسوأ العالم.
وذكرت «The Telegraph» في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت" -، بأن وصول فيروس كورونا في أوج الصراع الطاحن المستمر في اليمن منذ ست سنوات، أدى إلى إضعاف الاقتصاد بشكل أكبر، في حين جف شريان الحياة النابع من التحويلات من الخارج مع انغلاق اقتصادات الخليج.
ووفق التقرير "أثرت قيود النقل على الإمدادات الغذائية لبلد يستورد ما يصل إلى 90 في المائة من احتياجاته".
وتقول مجموعات الإغاثة إن الانتشار العالمي لفيروس كورونا المستجد أدى إلى تعميق الفوضى الاقتصادية في البلاد التي يبلغ عدد سكانها حوالي 29 مليون نسمة، مما يجعل الجوع تهديدًا أكبر من تفشي المرض نفسه.
ووفق الصحيفة، تشير دراسة حديثة أجرتها الأمم المتحدة إلى أن معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة هي الأعلى على الإطلاق في أجزاء من اليمن.
وقالت بأن "اليمن عانى من موجة كبيرة من الإصابات والوفيات جراء فيروس كوفيد ١٩ خلال شهري مايو ويونيو"، مشيرة إلى أن "تلك الأوضاع قد خمدت في الوقت الحالي، لكنها تركت خسائر اقتصادية مدمرة".
وقالت ستيفاني بوتشيتي، نائبة مدير البرامج في اليمن لدى لجنة الإنقاذ الدولية: "نشهد بالفعل أعلى معدلات سوء التغذية الحاد في اليمن منذ بداية الحرب، وهو أمر مقلق للغاية".
وأضافت بالقول" لدى اليمن بالفعل مستوى أساسي مرتفع للغاية من سوء التغذية، ثم مع الحرب استمر في التدهور على مدى السنوات الخمس الماضية، المعدلات التي نراها الآن هي الأعلى على الإطلاق".
وقالت إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 30 في المائة، بينما انخفضت التحويلات في نفس الوقت بنسبة أربعة أخماس.
وتابعت بالقول"يمكنك أن تتخيل أن هذه العائلات التي كانت بالفعل في مثل هذا الوضع المحفوف بالمخاطر والتي تكافح بالفعل من أجل البقاء، باتت تواجه اليوم وقتًا أكثر صعوبة في جلب الأموال على أساس يومي من أجل توفير الطعام لأسرها".
ووجدت تقديرات نشرتها الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن سوء التغذية الحاد ارتفع بنسبة 10 في المائة في جنوب البلاد هذا العام. وقد ارتفع أكثر أشكال الجوع تطرفاً، والذي يُسمى سوء التغذية الحاد، بنسبة 16 في المائة.
وقالت ليز غراندي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، "لقد حذرنا منذ يوليو/ تموز من أن اليمن على شفا أزمة أمن غذائي كارثية".
وحذرت من أنه "إذا لم تنته الحرب الآن، فنحن نقترب من وضع لا رجعة فيه ونخاطر بفقدان جيل كامل من أطفال اليمن الصغار"، وقالت: "إن حياة الآلاف من النساء والأطفال في خطر".
وذكرت التلغراف بأن النقص الحاد في الاختبارات أدى إلى صعوبة تتبع انتشار فيروس كورونا في اليمن، حيث أنه وفي الأسبوع الماضي، قدرت دراسة هي الأولى من نوعها باستخدام صور الأقمار الصناعية لإحصاء القبور الجديدة في منطقة عدن عدد الوفيات الزائدة بـ 2100، وذلك في الفترة بين أبريل وسبتمبر.
وقال باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: "أفضل تفسير لهذا المجموع هو المجموع الصافي للوفيات بسبب عدوى كوفيد ١٩، بالإضافة إلى الوفيات التي تعزى بشكل غير مباشر إلى الوباء".
وأضافوا أن الوفيات غير المباشرة قد تكون ناجمة عن اضطرابات في الخدمات الصحية أو بسبب إجراءات ربما تسببت في مشاكل في الوصول إلى الغذاء.