ألغت السعودية بشكل مفاجئ زيارة لمسؤول إسرائيلي، الأسبوع الماضي، وذلك على خلفية كشف إسرائيل عن اللقاء السري بين رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، وولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، بحضور وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في مدينة نيوم، قبل أقل من أسبوعين. وكشف نتنياهو هذا اللقاء في اليوم التالي.
ولفت المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان، اليوم الجمعة، إلى أن مصادر سياسية إسرائيلية رجحت أن المسؤول الذي تم إلغاء زيارته للسعودية هو رئيس الموساد، يوسي كوهين، الذي يعتبر محور مركزي في العلاقات بين الجانبين، “الأمر الذي يجعل إلغاء الدعوة حدثا هاما جدا”.
وتابع فيشمان أن إلغاء زيارة المسؤول الإسرائيلي جاء بعد تباهي نتنياهو بلقائه مع بن سلمان في الأراضي السعودية، وقبل أيام قليلة من اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت.
ونقل فيشمان عن المصادر الإسرائيلية تقديرها أن إلغاء الدعوة للمسؤول الإسرائيلي نابع من عدم رضى سعودي من الأداء الإسرائيلي.
وأضاف فيشمان أنه ثمة شك إذا كان السعوديين قد علموا بشيء حول الاغتيال الذي جرى التخطيط له. والأرجح، بحسبه، هو أن السعوديين غضبوا من عدم حفاظ نتنياهو والمقربين منه على سرية اللقاء في نيوم. “والنشر عن اللقاء لم يكن بموافقتهم، وأرغم وزير الخارجية السعودية إلى إعلان نفي شامل لعقده”.
ولفت فيشمان إلى أن هذه ليس المرة الأولى التي يكشف فيها نتنياهو عن لقاءات وأحداث سرية. “وفي السنوات الأخيرة، يحطم نتنياهو تدريجيا سياسة التعتيم، التي خدمت إسرائيل سنوات طويلة جدا في علاقاتها الخارجية السرية وفي إدارة الشؤون الأمنية الأكثر حساسية”.
وأضاف فيشمان أن “الأمر بات يرتد: يتوصلون إلى إنجاز تكون قوته بسريته، ثم يحولونه إلى أداة سياسية هدفها تعظيم رئيس الحكومة. وربما التسريب عن زيارة نتنياهو إلى مدينة نيوم في السعودية لن تزهق حياة بشر، لكن لتلميحاته بأنه كان منشغلا جدا في الأيام التي اغتيل أبو البرنامج النووي الإيراني قد يكون ثمنا، وبإزهاق حياة بشر أيضا”.