من المتوقع أن يبلغ عجز الميزانية السعودية 79 مليار دولار في نهاية العام (2020) اي اكثر بـ29 مليار دولار عما توقعته المملكة في بداية العام الحالي، في حين أقر الملك سلمان ميزانية 2021 متوقعا (للسنة السابعة على التوالي) عجزا بقيمة 37.6 مليار دولار، وذلك في ظل الفشل في تنويع مصادر الدخل غير النفطية.
ووفق الارقام فإن احتياطيات السعودية من القطع الاجنبي بدأت تنفد، إذ يُتوقَّع أن تتراجع من 92 مليار دولار في 2020، إلى 74,6 ملياراً في العام المقبل، وفي حين تئن المملكة تحت وطأة عجز هائل، فإن ولي العهد محمد بن سلمان يحاول الاختباء من مواجهة الحقيقة وراء ارقام مضخمة متجاهلا فشل "رؤية 2030" وعزلته التي يعيشها في ظل بطشه وصورة المملكة المشوهة نتيجة ملفاتها الحقوقية السوداء، عملية قتل خاشقجي وحربها على اليمن.
فشل محمد بن سلمان في جذب المستثمرين الذين رأوا أن الاستثمار في اقتصاد السعودية المتهالك مخاطرة كبرى، حيث أظهرت تجربة الطرح العام لـ"أرامكو" في البورصة صدق التخوفات، وبالتالي رغم مزاعم بن سلمان حول رفع الايرادات في السنة الجديدة بنسبة 10 بالمئة مقارنة بالسنة الحالية، فإن خفض العجز من 79 مليارا الى 37.6 يحتاج الى معجزة قد لا تأتي.
كما فشل بن سلمان بجذب اي استثمارات في "قمة العشرين" التي بدأت مقاطعتها قبل اشهر من بدئها لتنتهي الى قمة افتراضية خجولة لم تنجز شيئا للسعودية، كما انه مع اتفاق (اوبك+) وانخفاض اسعار النفط الخام فمن المستبعد ان تتمكن المملكة من ضبط موازنتها، وفي حين تزعم السعودية ان نسبة انكماش اقتصادها لاتتعدى 3.7% يقول صندق النقد الدولي انها تفوق 5.4.
وبينما قال الملك السعودي ان المملكة خفضت الانفاق ميزانية 2021 الا ان الانفاق العسكري حافظ على حصة الاسد من الميزانية (46,7 مليار دولار من إجمالي نفقات بلغت قيمتها 264 ملياراً) اي حوالي 18% من الميزانية، وهذا مايبقي السعودية البقرة الحلوب لامريكا لكنها للاسف بقرة عاقرة بالنسبة للشعب السعودي.
