معين ينتزع صلاحيات الرئيس!
يعيد علماء النفس معظم السلوك غير السوي للأشخاص لتاريخ مرضي غير مرئي. فيقولون تعرض الشخص لصدمات في مراحل حياته المتقدمة تركت ندوبا في النفس. تُرجمت مع الزمن في سلوك شاذ تجاه ما يتهيأ للمريض انه يستعيد عافيته او يكمل شخصيته. ويسمونها عقدة النقص او آثار التنمر..
في علم السياسة لا تقتصر هذه العقد على سنوات الطفولة وان كان لذلك تأثير ينسحب على الشخص مع التقدم في السن. لكن الكيد والتسلط والذي يصل حد الإهانة وكسر النفس يترك ثارا لا يندمل بسهولة.
خلال مراحل تشكيل الحكومة اليمنية التي اعلنت في الايام القليلة الماضية تعرض رئيس الحكومة المكلف لضغوط شديدة من كل القوى المتنافسة على احتوائه او اقصائه. بل القوي التي أرادت ان يكون رأس الحربة في نضالها لتعطيل مفاعليل سلطات الرئيس هادي المطلقة التي لم تكن لأي رئيس قبله قط.
رئيس الجمهورية وطاقمه وقادة ألوية الحماية الرئاسية في الطرية والشيخ سالم. كل هؤلاء اضحوا أعداء او خصوم سياسيين في عين رئيس الوزراء او منافسين في أحسن الظروف. تلقى رئيس الوزراء إهانات واحراجات متتالية على مدار عام ونيف. وهو يجدف في هذه اللجج المظلمة ليصل لساحل معاشيق وهو في كامل قوته فيما سند الرهوة ورفاقة في-ابين- بالكاد يستطيعون النهوض (للانسحاب ) رافعين لمعين ومن خلفه الراية البيضاء.
طول المدة اتاح لكل القوى المناوئة للرئيس ان تجعل من معين (ندا) وشريكا في القرار وليس رئيس حكومة بدرجة سكرتير الرئيس كما أراد هادي. فمنذ أن شبك رئيس البرلمان حباله بابوظبي. كان يعقد طرفها الاخر بأرجل هادي. وينسج حول رئيس الوزراء قوى متصارعة فيما بينها لكنه يجمعها العداء لهادي وقومه -ابين- من عشرين مستشار حول هادي تسرب طيلة الشهور الماضية معظمهم.
سيعاني اليمن واليمنيين كما ستكون معاناة الرياض مضاعفة في قادم الأيام جراء هذه العقد بين فخامة الرئيس ودولة الرئيس. وستكون مبادرة السفير القادمة (توزيع السلطات) بين هادي ومعين وتحديد أحجام واوزان كلاهما. سيتنازل الرئيس للسفير عن لقب (الرئيس التوافقي) الذي احتكره منذ ابرام المبادرة الخليجية ولم يحسن إدارتها. ويتوج معين بطاقية باسندوة وبحاح معا.