تقرير / ندوى الافندي
خاص
افتتح محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، أمس الأربعاء، المرحلة الاولى من مشروع ميناء قنا النفطي والتجاري بالشريط الساحلي بمديرية رضوم، مدشناً عملية تفريغ اول الشحنات النفطية الواصلة الى الميناء والتي تقدر ب 17 ألف طن.
يبعد الميناء الجديد عن عاصمة المحافظة "عتق" بنحو 140 كم ويقع على سواحل البحر العربي بمديرية رضوم ويمتاز بعمق طبيعي يقدر ب 18متر وتنفذه شركة (QZY) وشركة الإخوة للهندسة والإنشاءات، حسبما جاء في أحاديث المعنيين.
وعند افتتاحه أكد المحافظ بن عديو ان الميناء سيشكل إضافة مهمة في مشروع نهضة المحافظة، وتم تشغيله برعاية ومتابعة فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي وبمساعدة السعودية في وقت قياسي قصير.
وبرغم أن المكان كان يعتبرا ميناءاً تاريخياً إلا أنه بقي معطلاً لفترات طويلة تعاقبت فيها أنظمة حكم مختلفة وبقيت شبوة محرومة منه ومن فوائده.
المحافظ أوضح ايضاً بأن بداية تشغيل الميناء ستكون لتوفير المشتقات النفطية التي ستضع حداً للمعاناة الكبيرة التي يواجهها المواطن في توفير المشتقات النفطية وستليها مراحل متعددة حتى يتم تشغيله للاستيراد والتصدير لكافة أنواع البضائع واستقبال كل أنواع السفن خدمة للوطن والمواطن بشكل عام في أغلب محافظات البلاد.
وأكد أن شركة النفط اليمنية فرع محافظة شبوة ستتولى توريد المشتقات النفطية عبر منشآت تابعة لها بالمحافظة، منوهاً بان السعة التخزينية بمرحلتها الأولى للخزان العائم تقدر بنحو 60 ألف طن متري وسيتم إنشاء خزانات إضافية خلال الأيام القليلة القادمة.
وجاء تشغيل الميناء في وقت تواجه فيه اليمن تبعات كارثية نتيجة سيطرة دولة الامارات العربية المتحدة على نحو 5 موانئ يمنية وتعطيل تشغيلها.
ويعتبر ميناء عدن من أهم الموانئ العالمية، فيما كانت الإمارات تخشى على ميناء دبي من انتعاش ميناء عدن فسعت عبر طرق مختلفة منذ العام 2003 لتعطيله وبعد استئجار الميناء من النظام السابق عام 2006 تم تعطيله وتحويله الى مخازن لميناء دبي، وتم استئجار الميناء في تلاعب بعملية المناقصة وتسلمته شركة موانئ دبي في تشرين/أكتوبر عام 2008 لمدة 25 عاماً قابل للتجديد 10 سنوات أخرى، بصفقة فساد كبرى يومها أشعلت وسائل الإعلام.
وفي أثناء ادارة الامارات للميناء انخفض استقبال الحاويات من 500 ألف سنويا إلى 300 ألف فقط، كما قامت بتكسير رصيف الميناء بحجة الإصلاح حتى عطلته وحولت مسار السفن إلى جيبوتي وتفريغ السفن العملاقة إلى سفن متوسطة والإبحار بها نحو ميناء علي في الإمارات، ولم تقم بإصلاح الرصيف حتى اليوم مما أدى إلى تعطل الميناء، قبل أن تقرر حكومة باسندوة في أغسطس 2012 تحت ضغط جماهيري، الغاء اتفاقية تأجير الميناء مما أكسبها عداوة دولة الإمارات.
لم يتوقف العداء الاماراتي لليمن عندها، بل توسعت شهية الامارات وأطماعها في الموانئ والجزر اليمنية عقب مشاركتها ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية الذي دخلته بأجندة مغايرة لما أعلن عنه.
ولأن الامارات تعلم جيداً الأهمية الاقتصادية لموانئ اليمن، فقد وضعت يدها منذ الأيام الأولى للحرب التي بدأتها أواخر مارس 2015، على غالبية الموانئ اليمنية، خاصةً ميناء عدن المطلّ على باب المندب على ساحل البحر الأحمر والقريب من قناة السويس، بمبررات سمجة لم تنطلي على اليمنيين.
وطوال سنوات، كانت موانئ اليمن ترفد خزينة الدولة بإيرادات تقدَّر بالمليارات، إضافة إلى حقول النفط والغاز بالمدن الجنوبية، كشبوة، وعدن، والمخا، والتي سعت الإمارات إلى إحكام السيطرة عليها من خلال مليشياتها الانفصالية ممولة من أبو ظبي، يقودها ماركسيون سابقون ومتطرفون محسوبون على تنظيم القاعدة.
وقد سبق للإمارات أن بنت قاعدة عسكرية لها في جزيرة بريم (ميون) الإستراتيجية عند مدخل البحر الأحمر، وهي تسيطر حالياً على موانئ عدن والمكلا ونشطون والمخا، بالإضافة إلى عدد من الموانئ أو المرافىء الصغيرة على البحر الأحمر وخليج عدن وقد قامت بتعطيلها جميعاً لصالح ميناء جبل علي في دبي، الأمر الذي حرم الشرعية الكثير من الموارد وسمح للعالم بابتزاز الحكومة الشرعية والضغط لوقف تحرير ميناء الحديدة الذي تمر عبره حالياً كل الحركة التجارية والشحنات الإنسانية، بمبرر أن الحرب في مدينة الحديدة سيؤدي إلى تعطيل الميناء وهو ما سيقود لاحقاً إلى مجاعة بين السكان في اليمن.
وفيما يعمل ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون بكامل طاقته لا تمتلك الشرعية اليمنية حق ادارة ميناء واحد من الموانيء الممتدة على طول الساحل اليمني المحرر وهو أمر يعود للنهم الاماراتي في السيطرة على الموانيء اليمنية واعطائها خدمة لأجندتها الخبيثة.
وفيما حظيت خطوة محافظ شبوة بافتتاح ميناء قنا بترحيب شعبي ورسمي كبير فقد اثارت هذه الفعالية ادوات الامارات الذين شنوا حملة شعواء تستهدف المحافظ والشرعية.
وتأتي تصرفات الامارات المستفزة في اليمن وموانئه وسواحله وجزرة الهامة، لإدراكها بأن وجود دولة قوية في اليمن وتشغيل موانئ البلد، وبالأخص ميناء عدن، سيجلب عظيم الضرر لموانئ دبي وعلى وجه الخصوص ميناء جبل علي، الميناء الأكبر والأنشط في الشرق الأوسط حالياً، لذلك تمارس هذا الدور المريب.
ويأتي افتتاح محافظ شبوة للمرحلة الاولى من مشروع ميناء قنا النفطي والتجاري بالشريط الساحلي بمديرية رضوم، ليبعث الأمل من جديد ويحفز قيادة وحكومة الشرعية، وبدعم الحليف الأكبر المملكة العربية السعودية في تحرير الموانئ اليمنية من سيطرة "المحتل الصغير" لتتمكن الحكومة من الوقوف على قدميها وتوجيه الموارد لصالح الشعب اليمني.