في الثاني عشر من فبراير الجاري نقل المواطن الصومالي خالد علي والده من مخيم خرز للاجئين في محافظة بلحج إلى مستشفى الجمهورية التعليمي بمديرية خور مكسر شرقي العاصمة المؤقتة عدن.
قطع اللاجئ الصومالي مسافة تتعدي 130 كيلو مترا بعد أن فشل في الحصول على حقنة مضادة لداء الكلب في المخيم الواقع بمديرية المضاربة، فاضطر لنقل والده إلى عدن، وهو حاليا يتلقى العلاج في المستشفى.
لقد كلفه هذا المرض الطارئ ثمنا يفوق قدراته بسبب عدم وجود حقن داء الكلب في المخيم.
جاء نقل خالد لوالده بعد ستة أيام من وفاة لاجئ صومالي متأثرا بذات المرض، لعدم تمكنه من الحصول على حقنة مستعجلة توقف انتشار السم.
ويقول سكان المخيم إن انتشار داء الكلب يحتاج تدخلا عاجلا لتوفير الأدوية والحقن اللازمة لإنقاذ حياة اللاجئين الذين يبلغ عددهم 30 ألفا في المخيم.
كما يهدد المرض أكثر من عشرة ألف من سكان القرى المجاورة للمخيم الذين باتوا يتخوفون ويعانون من انتشار هذا الوباء على نطاق واسع.
يقول عمار البصيلي من سكان بلدة هويرب شمالي محافظة لحج، إن الكثير من سكان المناطق المجاورة للمخيم باتوا قلقين مما تسببه هذه الكلاب المسعورة عليهم وعلى ثروتهم الحيوانية، وخطرها على صحة وحياة الناس في ظل فقرهم وعدم مقدرتهم على شراء الأدوية المكلفة فوق طاقتهم.
وأضاف للمهرية نت " تكاليف نقل المصابين إلى عدن باتت باهضة حيث تكلف سيارة الأجرة لنقل المصاب أكثر من 30 ألف ريال ناهيك عن الأدوية وتكاليف الإقامة، في الوقت الذي يعتمد أغلب السكان على الرعي أو الزراعة الموسمية كمصدر للعيش".
خلال شهر ونيف فقط سجلت 15 حالة إصابة بداء الكلب في المخيم وماجاوره، نتج عنها وفاة شخصين فيما لايزال يتلقى بعض المصابين العلاج حتى اللحظة.
وطالب ياسين صالح أحد سكان المنطقة، السلطات المحلية والصحية بأن تقوم بمهامها في سبيل توفير الأدوية والحقن للمخيم والقرى المجاورة له بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة، ناهيك عن غلاء هذه الأدوية.
ودعا في تصريح للمهرية نت " إلى القيام بحملة ضد الكلاب المسعورة التي فاقمت من معاناة الأهالي، مع العمل على توفير دائم للأدوية في المخيم في ظل الدعم الذي يتلقاه من منظمات الأمم المتحدة".
مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بالمديرية يقول إنه يعمل بكل إمكانياته في سبيل توفير الحقن في المخيم أو المراكز الصحية من خلال التواصل مع الجهات المعنية العليا أو العديد من المنظمات العاملة في المجال الطبي.
وأكد أن حالات الكلاب المسعورة ليست وليدة اللحظة وهي تكاد موجودة على مدار العام؛ لكن المناطق المجاورة للمخيم شهدت تفشيا ملحوظا في الأسابيع الماضية.. وهذا يحتاج وعيا وتعاونا مجتمعيا بالتعاون مع السلطة المحلية لمجابهة هذا الداء .
من جانبه، قال ناصر المقيري وهو ناشط إعلامي في المديرية، إن داء الكلب بات الهاجس الذي يؤرق أغلب سكان المديرية، ولاتكاد تخلو منطقة من الكلاب المسعورة.
وأضاف للمهرية نت "هذا مايتطلب توفير دائم ومستمر للأدوية في كل المرافق الصحية بالمديرية كون عض الكلاب متوقعة في أي لحظة بسبب انتشارها في هذه المناطق واعتماد أغلب السكان على الرعي وقيام الأطفال والنساء بالرعي جعل أغلب ضحايا داء الكلب من هذه الفئة".