من المفارقات العجيبة في هذا الزمان الرديء أن تجد القواد الذي كان يعمل كصبي يقوم بغسل القات وتعمير البوري (المداعة) يركب سيارة مرسيدس 600 ميباخ آخر موديل التي تستخدم في المراسم الرئاسية والملكية.
هذا حال اللص ماجد السقاف الذي لم يستفد من الفرصة التي حظي بها في تنمية قدراته وصقل مهاراته المهنية، وإنما طور مقدرته اللصوصية فمن سرقة أعواد القات حين كان يعمل صبي لدى المرحوم عارف الزوكا الى سرقة مئات الالاف من الدولارات بعد أن اصبح يعمل في الرئاسة برتبة كبير الصبيان.
وصدق المثل الذي يقول (من كان في مهرته لو يقطعوا نخرته)، فهذا السخاف يواصل اللصوصية باحترافية عالية وببجاحة منقطعة النظير إذ يوهم المسؤلين من وزراء ومحافظين وغيرهم بأنه بوابة العبور الى قلب وعقل رئيس الجمهورية وأنه قادر على تعيينهم أو تسوية أوضاعهم ويبتزهم مبالغ طائلة.
ونتذكر جميعا قصة نصبه الشهيرة على محافظ المهرة السابق راجح باكريت حين أخذ منه 200 الف دولار مقابل منحه وعد بتسوية وضعه لدى الرئيس، كما استلم مبالغ كبيرة وبالعملة الصعبة من عثمان مجلي وابتهال الكمال واحمد عطيه وصرف لهم وعود بمتابعة قرارات تعيينهم وتسوية أوضاعهم، ومن الشخصيات التي يبتزها احمد حامد لملس محافظ عدن الذي يدفع للسقاف مقابل ايهامه بالابقاء على خط تواصله بالرئيس ساخن.
ولا يترك هذا الصبي فرصة الا واستغلها وقصصه مع ابتزاز المسؤلين بدأت روائحها العفنة تفوح وهذا الامر يستدعي موقفا جادا ممن يمنحون هذا اللص الفرصة لممارسة النصب والاحتيال، فاستمرار هذا الوضع الشاذ معيب بحق الرئاسة ويستدعي تدخلا جادا لوقف هذا العبث غير اللائق.
لقد تحول السقاف الذي كان يبحث عن بقشيش لمصروف يومه الى تاجر عقارات كبيرة يلعب بالملايين ويمتلك عدد من الفلل وعشرات الشقق الفارهة في العاصمة المصرية القاهرة.
ولم يتوقف الامر عند ابتزاز المسؤلين بل تعداه لربط علاقة مشبوهة مع السفير السعودي محمد آل جابر إذ يعمل السقاف مخبرا لدى السفير يسرب له ما يجري في الدوائر الرئاسية التي يحتك بها ويرفع له تقارير دائمة.
أخيرا لا نستبعد أن يمد هذا اللص خطوط تواصل مع الحوثي وما دام همه الخروج بأكبر قدر من السحت فعرق المسيدة ينبض بشدة لدى هذا النوع من اللصوص.