على إمتداد جبهات تعز تخوض قوات الجيش معارك عنيفة ومتواصلة ضد "مليشيا الحوثي"، حققت فيها إنتصارات كبيرة، وسيطرت على مواقع إسترتيجية غربي المدينة.
ومع ذلك التحرك الذي تشهده تلك الجبهات الا أنها تسجل غياباً تاماً لأي مساندة من قبل التحالف سواًء التغطيات الجوية او الدعم اللوجستي في المعركة التي أطلقها الجيش الوطني مؤخراً لإستكمال التحرير وفك الحصار المفروض على المدينة.
ما يثير الكثير من الاسئلة حول" لماذا لا يساند التحالف معركة الجيش في تعز"، وما الاسباب التي جعلت التحالف يوقف الدعم عن قوات الجيش في محور تعز التابع لوزارة الدفاع في الحكومة الشرعية التي جاء التحالف لدعمها.
وفي بداية شهر مارس (اذآر) الماضي أطلق الحيش الوطني في محافظة تعز معركة عسكرية واسعة احرز فيها تقدمات كبيرة غربي المدينة، وأعلنت السلطة المحلية والعسكرية في المحافظة النفير العام والتوجه للجبهات ورفدها بكل الإمكانات المتاحة، لدعم الإنتصارات التي تحققها قوات الجيش منذُ انطلاق المعركة.
وعود بلا تنفيذ
يرى بعض المتابعين للتطورات العسكرية في تعز أنه لا يوجد أي تواصل او تنسيق بين المحور وقيادة التحالف، وهو ما ينفيه مصدر عسكري في محور تعز بقوله للمهرية نت:" لا يوجد اي قطيعة مطلقا بين المحور وقيادة التحالف بل هناك تواصل مستمر ومتابعة بكل وسائل التواصل والمتابعة ".
وأشار المصدر إلى أنه" هناك تفهم كبير وهناك وعود كثيرة منها حل كل الاشكاليات وتوفير كل متطلبات المعركة وبالدعم والاسناد اللوجستي والتغطية الجوية المناسبة".
وأضاف "يستلموا بنك اهداف واحداثيات في كل مرة ويجري تحديثها مع كل معركة باستمرار ولكن لا نعلم لماذا لا يتم تنفيذ الالتزامات حتى الآن".
أهداف عسكرية وسياسية وإنسانية
واوضح المصدر العسكري أثناء حديثه للمهرية نت " هناك اهداف عسكرية تتركز في استنزاف جميع الاطراف وعدم السماح بالحسم السريع لأي طرف دون كلفة باهضه بشريا وماديا وعتادا".
وأضاف المصدر" عدم السماح ببناء جيش وطني قوي قادر على حماية البلاد والمصالح السيادية والاستراتيجية والمكتسبات الوطنية لليمن بعيدا عن الاملاء والوصاية ولاؤه لله والوطن.
وأشار إلى أن" هناك هدف سياسي من خلال تحجيم بعض الاطراف والقوى والاحزاب وحتى الشخصيات الفاعلة في الشرعية والمقاومة بتعز وغير المرضي عنها وتهميش دورها وعدم السماح لها بتحقيق اي نصر قد يحسب لها كونها رديف قوي وفاعل للجيش الوطني".
وأردف" ترك تعز تحت الحصار والقصف والقنص من مليشيا الحوثي المدعوم ايرانيا لتبقى في حالة معاناة انسانية ليستخدمها التحالف في إدانة المليشيات الحوثية دوليا وللتغطية على بعض اخطاء ضربات التحالف او ممارساته والتي قد تصنف ضد الانسانية فتكون هذه بتلك".
رفض تعز للمليشيات
من جانب آخر، أوضح العقيد في الجيش الوطني سنان الحميري بعض الاسباب التي تقف امام عدم دعم الجيش في تعز " العداء الشديد الذي تكنه دولة الإمارات لتعز وجيشها الوطني فهي ترى أن دعم معركة تحرير تعز سيكون لصالح حزب الاصلاح الذي يقف ضد أهدافها الاستعمارية التوسعية".
وقال العقيد سنان في حديثه للمهرية نت" تحكم الإمارات بقرار التحالف فهي من ضغطت عليه بعدم مساندة ودعم الجيش في تعز منذُ 4 سنوات بسبب رفض أبناء تعز للمليشيات الخارجة عن الشرعية وعن القانون التي تعمل لحساب طرف معين في التحالف".
وأضاف" تتعرض تعز لمؤامرة من عدة أطراف داخلية وإقليمية ودولية بسبب مواقفها الوطنية التاريخية ووقوفها إلى جانب الدولة اليمنية الشرعية".
وأشار إلى" رفض تعز للمشاريع الطائفية السلالية والمناطقية والقروية ومشاريع التوريث الأسرية وعدم قبولها وخضوعها للأجندات الإقليمية والدولية".
وبينما تعاني قوات الجيش الوطني في تعز من شحة الإمكانيات وعدم الدعم من قبل التحالف، يتلقى طارق صالح غير المعترف بالشرعية في الساحل الغربي لتعز(المخا) دعماً كبيراً وسخياً من الإمارات إحدى دول التحالف في اليمن.
وتسعى قوات الجيش بالإمكانات المتاحة لها فك الحصار عن المدينة التي تشهد حصاراً خانقاً للعام السابع على التوالي من قبل جماعة الحوثي الإنقلابية، والذي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة، ما ينذر بكارثة بيئية وصحية وإنسانية.