تتصاعد المطالبات المحلية بمحافظة أرخبيل سقطرى بعودة الدولة والسلطة المحلية وتفعيل مؤسسات الدولة، فيما تزداد في المقابل الأعمال العدائية لدولة الإمارات التي لم تنته بالسيطرة الكاملة على الجزيرة لتمتد إلى ميناء الأرخبيل وسحب البساط من قوات الواجب السعودي التي تضع يدها عليه لتحكم أبوظبي قبضتها الحديدية على الجزيرة براً وبحراً وجواً بتخاذل وتواطوء واضح.
الدعوات الشعبية والقبلية والجماهيرية لأبناء الجزيرة المطالبة بإنهاء سنة الجوع والحصار وسنة الهيمنة الإماراتية وميلشيا المجلس الانتقالي التابع لها على الجزيرة، قوبلت بالقمع وافتعال الأزمات في شهر رمضان بل ومحصارة الجزيرة وحرمانها من مقومات الحياة فيها، بالإضافة إلى قرارات وتدخلات مباشرة في الجزيرة كان آخرها إقالة مدير خفر السواحل بشرطة أرخبيل سقطرى وتعيين سعيد محمد علي الموالي لدولة الإمارات في المنصب في تجاوز للحكومة الشرعية وأبناء الجزيرة.
ففي تناقض شديد ومفارقات عجيبة، باستمرار وصول السفن الإماراتية إلى ميناء جزيرة سقطرى، وبين ما تشهده المحافظة من انعدام المشتقات النفطية والخدمات العامة ما لا يدع مجال للشك بأن السفن البحرية التي باتت تصل إلى الميناء بشكل متواصل ليست تجارية أو إنسانية وانما خاصة بالأغراض العسكرية والحربية.
فأبناء الجزيرة يؤكدون أنهم أصبحوا في حصار وانعدام لمقومات الحياة على مدى عام كامل منذ سقوط المحافظة بأيدي مليشيات المجلس الانتقالي الموالي لدولة الإمارات.
وعلى الرغم من وصول سفن إماراتية للجزيرة لم يعد يعلم السقطريون ما الداعي لكل هذا التحشيد العسكري والأمني وإدخال السلاح للمحافظة في ظل أزمات تضرب الجزيرة التي تشهد أزمات خانقة في الكهرباء والوقود والدقيق والغاز المنزلي، بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك.
ووسط هذا وذاك يصل بشكل مفاجئ ناطق التحالف بمعية وفد عسكري، وتوجه لحل الإشكالية الناتجة عن الانقلاب على مؤسسات الدولة في أرخبيل سقطرى، وسط توتر تشهده المحافظة وتمادي القوات الإماراتية بالسيطرة الكاملة على ميناء الجزيرة آخر منافذ الجزيرة البحرية.
وعود مطاطية
يقول صالح السقطرى، لـ"المهرية نت" إن وعود دولة الإمارات على مدى عام كامل بتحويل محافظة أرخبيل سقطرى إلى جنة، وإنشاء ومشاريع حيوية تنتهي اليوم، بإغراق الجزيرة بالفوضى والتلاعب بأقوات المواطنين وانتهاء الوعود المطاطية.
وأفاد: لم نعد نسمع لا بتنمية وانما أصبحنا نسمع بالأزمات والمشاكل وغياب الرواتب والانفلات الأمني وضيق أفق وعيش في المجهول ولو صادف المواطن السقطرى اي مشكلة فإنه لا يستطيع حلها مطلقاً ولا يجد من عينه عليها.
واختتم حديثه: كل شيء صار واضح أمام أبناء الجزيرة لينتهي المشهد بالسيطرة على ميناء الجزيرة والتحكم به، لما من شأنه تضيّق الخناق على المنفذ البحري الوحيد للأرخبيل.
استحداثات
قامت مليشيا المجلس الانتقالي يوم الخميس 15 أبريل/نيسان، باستحداث إنشاءات جديدة في محيط ميناء سقطرى من شأنها أن تضيّق الخناق على المنفذ البحري الوحيد للأرخبيل، بالإضافة إلى قيام دولة الإمارات عبر مؤسسة "خليفة" بشراء أراضٍ واسعة في محيط الميناء لأهداف مشبوهة عبر المدعو علي عيسى بن عفرار، مع صول السفينة الإماراتية الداعمة لمليشيا الانتقالي ، بهدف السيطرة الكاملة على ميناء سقطرى، في ظل غياب كامل للحكومة اليمنية والسلطة المحلية الشرعية.
وتسعى الإمارات إلى إحكام قبضتها على منفذ الميناء بعد تغييرها لمدير عام الميناء واستبداله بواحد من أدواتها عبر وزير النقل عبد السلام حميد المحسوب على المجلس الانتقالي.
عقاب جماعي
وتنتهج أبوظبي سياسة العقاب على أبناء جزيرة سقطرى، لرفضهم الخضوع لحكم مليشياتها، فلجأت إلى قطع المشقات النفطية عن الجزيرة وقطع الكهرباء وافتعال الأزمات في شهر رمضان المبارك.
وقال سكان محليون لـ"المهرية نت" حتى العاشر من رمضان وما زالت شركة ديكسم باور الإماراتية المتعهدة بتوفير الكهرباء في سقطرى مستمرة في عقاب جماعي على أهالي الجزيرة كما في منطقة "مصاقبهين" وحرمانهم من الكهرباء، كما تشهد مناطق كثيرة إهمال الشركة في إصلاح خطوط الكهرباء .
مضيفين: أن شركة ديكسم باور بهذا العمل اللامهني ترسل رسالة إلى الشعب السقطري أن من لم يسلم بساسية الإمارات سيكون مصيرهم مثل مصير الحارات والمناطق المنقطع عنها التيار الكهربائي، منوهين بأنه أسلوب محل استنكار كبير .
على صعيد متصل أغلقت كافة المحطات النفطية الخاصة بتزويد المواطنين بالوقود في أرخبيل محافظة سقطرى أبوابها، لتبدأ رحلة البحث عن الوقود.
وقال سكان محليون لـ"المهرية نت" إن جميع المحطات الخاصة بتعبئة وبيع المشتقات النفطية بأرخبيل سقطرى أغلقت، فيما تشهد المحافظة أزمة في المشتقات النفطية منذ مطلع شهر رمضان.
وأشاروا إلى نفاد الوقود من المحطة الرئيسية لشركة النفط مع استمرار إغلاق المحطات النفطية التابعة للإمارات بشكل مفاجئ؛ الأمر الذي شكل ازدحاما على المحطات التابعة لشركة النفط.
وأوضحوا أن المحافظة ستشهد في شهر رمضان توقفاً للحركة بشكل نهائي بسبب الفراغ الإداري في سقطرى، الذي سببته مليشيات الانتقالي منذ انقلابها على السلطة المحلية في يونيو الماضي.
وطالبوا بضرورة عودة مؤسسات الدولة للشرعية في سقطرى قبل تفاقم الأوضاع، وانتشار الجريمة وتوسع رقعة المعاناة، مناشدين المشائخ والشخصيات الاجتماعية والشباب لرص الصفوف لمواجهة الحصار الذي تفرضه ميلشيا الانتقالي على المحافظة.
أنقذوا سقطرى
"انقذوا سقطرى من حكم الميلشيات".. يهتف أبناء سقطرى، الذي يعانون الأمرين على مدى عام من قبضة أدوات الامارات على الجزيرة.
يقول المواطن سعيد السقطري لـ"المهرية نت": عانى الشعب السقطرى في عهد المليشيات من أزمات متكررة في جميع مجالات الحياة دون استثناء، حتى على مستوى إغلاق المحطات النفطية الخاصة بتزويد المواطنين بالوقود في أرخبيل محافظة سقطرى تم إغلاقها لتشهد المحافظة شلل حتى في الحركة.
وأضاف: يجب على جميع السقطريين اليوم أن يهتفوا بصوت واحد "انقذوا سقطرى من حكم الميلشيات" لقد عانينا كثيراً من قبل سياسة الفيد والظلم واستغلال المحافظة لنصل إلى اغلاق كامل للجزيرة و استفراد أبوظبي بها.
زيارة مفاجأة
وفي ظل اضطرابات تشهدها محافظة أرخبيل سقطرى، وأزمات متصاعدة في الخدمات الأساسية والمعيشية في ظل سيطرة مليشيا الانتقالي على المحافظة، وصول وفد سعودي أجنبي، إلى محافظة أرخبيل سقطرى، يقوده الناطق العسكري، باسم التحالف السعودي الإماراتي، تركي المالكي الذي التقى بوكيل المحافظة ورئيسيّ جهاز الأمن القومي والسياسي في سقطرى.
وصرح وزير الثروة السمكية السابق "فهد كفاين"، حول الزيارة قائلاً: إن هناك رغبة مشتركة للإسراع بعودة الوضع إلى طبيعته في أرخبيل سقطرى وعودة الدولة والسلطة المحلية وتفعيل مؤسسات الدولة، وأن الوصول المفاجئ لناطق التحالف بمعية وفد عسكري، وتوجه لحل الإشكالية الناتجة عن الانقلاب على مؤسسات الدولة في أرخبيل سقطرى.
وأفاد أن هناك رسائل من الجانب السعودي بالسعي لحل الإشكالية في أرخبيل سقطرى، بعد تصاعد المطالبات المحلية بالإيفاء بالالتزام بما تعهدت به السعودية في هذا الصدد.
وأكد " ننتظر إجراءات عملية تعقب التشاور حول آلية التنفيذ لعودة السلطة المحلية إلى العمل وتفعيل مؤسسات الدولة وبصورة عاجلة وبما يضمن توقف الانحدار الذي تعيشه الأوضاع الخدمية والأمنية في أرخبيل سقطرى.
وأشار إلى أن هناك رغبة مشتركة للإسراع بعودة الوضع إلى طبيعته في أرخبيل سقطرى وعودة الدولة والسلطة المحلية وتفعيل مؤسسات الدولة ، وذلك بعد أن تفاقمت الأزمة هناك وأدت الى انهيار امني ومعيشي وخدماتي في الأرخبيل.