الرئيسية - تقارير - بائعات اللحوح في رمضان يكافحن من أجل العيش في لحج

بائعات اللحوح في رمضان يكافحن من أجل العيش في لحج

الساعة 02:01 صباحاً (هنا عدن / خاص )

"أم أروي"..خمسينية العمر من سكان مدينة الحوطة مركز محافظة لحج جنوب البلاد، تجد في رمضان موسماً رائجاً وفرصة ذهبية لبيع اللحوح والكدر في سوق المدينة من أجل تحسين معيشتها، والإنفاق على بناتها الثلاث اللواتي يساعدنها في تجهيز اللحوح من الظهيرة وحتى العصر، قبل أن تذهب به ابنتها ذات الـ11 عاماً إلى السوق لبيعه.

 



تقول أم أروى إنها تعلمت مهنة بيع اللحوح من أمها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، إذ تقتات بها الأسرة منذ ثلاثة عقود، وأصبحت تلك المهنة تقليداً أسرياً يتوارثونه.

 

وبحسب أم أروى فإن مايكسر خاطرها هو عندما يتم في نهاية اليوم إعادة كمية من اللحوح والكدر إلى منزلها بسبب وضع السوق فتقوم بمفاوضة مع بائع الحطب من خلال إعطاءه الباقي من اللحوح والكدر لأغنامه، مقابل إعطاءها الحطب.

 

أجبرت الظروف الصعبة أم أروى وهي أرملة على بيع اللحوح والكدر لعدم وجود مرتب أو مصدر آخر تعيل به بناتها الثلاث، وضاعف ارتفاع سعر الدقيق الذي وصل لحدود22 ألف ريال حجم المتاعب التي تواجهها بشكل يومي.

 

"أم علي" هي الأخرى تكافح في رمضان لإعالة أطفالها الستة بعد وفاة والدهم الذي ترك لها حملاً ثقيلا فبعد أن تقوم في الصباح الباكر بجمع الماء مع القمح والدخن مع الخمير وتركه لساعتين تبدأ في الظهيرة عملية صناعة اللحوح وتنتهي من تجهيزه في الساعة الرابعة عصراً، ثم ترسل بنتها ذات الـ12 ربيعاً للسوق من أجل بيعه.

 

تسير أم علي على هذا النمط منذ 15 عاماً وإن كان في السابق يساعدها زوجها في توفير العيش أما الآن فأصبحت تكافح من أجل أولادها وحيدة وهو ما دفعها للاستمرار في بيع اللحوح ناهيك عن فقر الأسر فولدها الوحيد مع شقيقاته الخمس دون عمل وهو ما ضاعف عليهم الأعباء.

 

تقول أم علي إن أكثر الصعوبات التي تواجهها في رمضان هذا العام هي انعدام الغاز، وارتفاع أسعار القمح والدخن وهو مايعرضها أحياناً لانتكاسة في البيع كونها اضطرت لرفع السعر مقارنة بارتفاع أسعار المواد الرئيسة، ولذا هي لاتحقق فائدة كما السابق، فهي إن قامت بصناعة اللحوح بقيمة5000 تبيع بين2000-3000 وأحياناً أكثر إذا كان السوق في أفضل حالاته.

 

تعتمد أم علي بيع اللحوح في الشهر الكريم بدرجة رئيسة، وتتوقف عن بيعه في بقية الأشهر، حيث تعتمد حينها على بيع الكدر والخمير على فترتين صباحيه ومسائية في بقية أشهر السنة.

 

جميلة الرفي، وهي تجد في رمضان فرصة سانحة لبيع هذه المادة التي تعد من الطقوس الرئيسة في الشهر الفضيل ترى أنها منذ بداية الشهر الكريم حققت ما تطمح إليها نوعاً ما، رغم  ارتفاع أسعار المواد المكونة للحوح.

 

وتقول جميلة إنها تبيع في الأسبوع بمبلغ لا بأس به، وهي تشعر بالسعادة في أن هذا الجهد ساعدها بتحسين ظروف أسرتها، متمنية أن يتم تخصيص سوق خاص للبائعات مستقبلاً، بدلا من وجودهن في السوق لمزاحمة الرجال، وسيشجع ذلك الكثير من النساء لدخول السوق.