الرئيسية - تقارير - ألرئيس علي ناصر محمد يكتب عن .. الذكرى الـ 31 لإعلان الوحدة اليمنية

ألرئيس علي ناصر محمد يكتب عن .. الذكرى الـ 31 لإعلان الوحدة اليمنية

الساعة 08:42 مساءً (هنا عدن / خاص )

الذكرى الـ 31 لإعلان الوحدة اليمنية
22 مايو 1990م
علي ناصر محمد     

يصادف تاريخ 22 مايو الذكرى الـ 31 لإعلان قيام الوحدة اليمنية ورفع علم الجمهورية اليمنية في ملعب الشهيد الحبيشي بعدن الذي شارك فيه كبار المسؤولين في صنعاء وعدن. وقد رحبنا حينها وباركنا قيام الوحدة التي كان لنا شرف التوقيع على أول اتفاقية لها في القاهرة عام 1972م مع الأستاذ محسن العيني رئيس الوزراء في صنعاء، كما شاركنا وساهمنا في إنجاز بقية الخطوات اللاحقة على طريق تحقيق الوحدة سلمياً عام 1990م..
ومن المفارقات أنني لم أتمكن حتى كمواطن من المشاركة في هذه المناسبة التي ناضلنا مع شعبنا وكل المخلصين في سبيل تحقيقها، بسبب أن قادة الحزبين الحاكمين عندما اتفقا على الوحدة بتلك الطريقة اتفقا أيضاً على إخراجنا من اليمن قبل إعلانها، وكنا نأمل أن الوحدة ستكون مفتاحاً للقوة والتطور والرخاء والمواطنة المتساوية لدولة تملك كل عناصر النهوض المادي والبشري والجيوسياسي، ولكن كما اتضح من سير التطورات والأحداث بعد ذلك أن الهدف لم يكن تحقيق الوحدة بحد ذاتها وإنما العبور الى اقتسام السلطة والثروة والزمرة، ما حدث كان الهروب إلى الوحدة من قبل الطرفين عام 1990م والهروب منها عام 1994م، وكما عبر الشاعر البردوني عن هذا الحدث بأن كلّا من العليين كان يعتبر نفسه الفاتح لتحقيق طموحاته الشخصية.
كنا نأمل ومعنا الكثير من القوى الوطنية والشعب أن يتجاوز الطرفان خلافاتهما بعد الوحدة وبعد توقيع وثيقة العهد والاتفاق مع أكثر من ثلاثين حزب إضافة الى شخصيات سياسية واجتماعية وقبلية، في عمّان برعاية العاهل الاردني الملك الحسين، وقد كنتُ حاضراً وشاهداً على هذا التوقيع كغيري من القيادات اليمنية، ولكنهما لم يكونا صادقين لا في التوقيع على الوحدة عام 1990م ولا في التوقيع على الوثيقة عام 1994م، بدليل الحرب التي سرعان ما اندلعت ولم يجف بعدُ حبر الوثيقة.. ومازال شعبنا إلى اليوم يعاني من آثار هذه الصراعات والحروب والمؤامرات والتي يدفع شعبنا ثمنها، وصولاً إلى حرب 2015م التي دخلت عامها السابع وأوصلت البلد إلى وضع كارثي لم يسبق له مثيل في تاريخه الحديث وأصبح في اليمن اليوم أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من جيش..
وفي ختام كلمتي هذه أوجه التحية والتهنئة بهذه المناسبة لشعبنا العظيم ولأهلنا في عدن الذين ارتفع في سمائهم علم الوحدة لأول مرة في الساعة الثانية عشر ظهراً في 22 مايو عام 1990م تقديراً لدورهم التنويري والسياسي والثقافي، فقد كانت عدن وحدها تمثل رمزاً للوحدة اليمنية والوطنية ولهذا نطالب برفع الظلم عنها وتسليم الحكم فيها لأبنائها كغيرها من المحافظات بعيداً عن وصاية بعض المحافظات الأخرى.
وتأتي هذه المناسبة وعدن تشهدُ وضعاً مأساوياً لما آلت إليها الأوضاع فيها من انقطاع للكهرباء والماء والدواء والمرتبات وانتشار الفوضى الأمنية ووباء كورونا، ضمن ظروف الحر والرطوبة المرتفعة والخانقة، والكل مسؤول عما جرى ويجري في عدن وجميع المحافظات في ظل غياب الدولة ومؤسساتها وعدم محاسبة المسؤولين جميعاً عن هذا التقصير والإهمال، بسبب انشغالهم بالحرب أكثر من اهتمامهم بالشعب والتخفيف من معاناته.
وبهذه المناسبة نحيي الشعب الفلسطيني العظيم الذي سجل أروع الملاحم في حرب الأيام العشرة التي هزت العالم وهزمت الجيش الذي لا يقهر، وأثبت الشعب الفلسطيني أن إرادة الشعوب لا تقهر.. ونحن نحيي هذا الشعب الصامد وشهدائه ونؤكد وقوفنا الى جانبه في نضاله من أجل تحقيق استقلاله وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.



‎            وكل عام وأنتم بخير