في عدن كل شيء أصبح بسعر خيالي بسبب زيادة سعر صرف العملات وهبوط العملة المحلية للحد التي لم تعد لها أي قيمة تذكر , حتى المواد الغذائية التي من المفترض أن تكون في متناول الجميع أصبح المواطن محروم منها ولا يستطيع شرائها.
فلو نذهب إلى أي محل أو بقالة للسؤال عن سعر أي مواد غذائية سنجد الضعف في كل مرة نسأل فيها والراتب هو نفسه لا يزيد بل تزيد معاناة المواطن يوما بعد يوم بسبب الغلاء الفاحش الذي يؤرق منامه.
من المفارقات العجيبة في عدن أيضا أن تجد سعر القرص الروتي في الأفران في كل فترة سعر مختلف وتسعيرة جديدة وكل الحجج والأعذار تأتي من ارتفاع سعر الدقيق الذي زاد سعره على التجار وبالتالي يباع للأفران بسعر مرتفع وملاك الأفران بدورهم يزيدون في سعر الروتي الذي يعد وجبة يومية للمواطنين في عدن أو حتى 3 وجبات بسبب غلاء الأرز وبقية المواد الغذائية الأخرى.
سعر الروتي اليوم 40 ريال قابل للزيادة في أي لحظة ولا أحد يمكن أن يصف حال المواطن اليوم بعد هذه التسعيرة وكيف سيتمكن من شراءه خاصة من يمتلك أسرة كبيرة ودخله محدود.
تقرير/دنيا حسين فرحان:
*ردود فعل غاضبة من المواطنين لزيادة سعر الروتي:
الكل يعرف بأن الروتي يعد وجبة يومية لعموم المواطنين في العاصمة عدن وأن هناك أسر تقوم بشرائه في 3 وجبات فمن سيصدق أن سعره في السابق كان ب10 ريال يمني فقط واليوم قد وصل ل40 ريال قابل لأن يزيد سعره في أي وقت وأي لحظة دون أن توجد ضوابط من قبل الغرفة التجارية لتحديد سعر معين وتعميمه على كل الأفران.
قرار محافظ عدن أحمد لملس بتحديد سعر الروتي بكل الأفران بسبب اختلاف سعره بين فرن وآخر مستغلين الأزمة الحاصلة من الغلاء وزيادة سعر الدقيق لكنه أيضا لا يرضي المواطن الذي كان يريد أن يعود لسعره السابق أو ابقاء سعره ثابت ومحاسبة كل المخالفين وإيجاد حلول ترضي التجار والأفران والمواطنين على حد سواء.
لكن مع الأسف في كل مرة يخيب ظن المواطن المسكين الذي يفكر فقط في كيفية الحصول على لقمة العيش الذي أصبح الحصول عليها صعب جدا في كل مرة تزيد فيها الأسعار ويصبح هو الضحية.
20 ريال لنصف القرص الروتي بسبب انعدام الصرف:
من الأشياء العجيبة والمضحكة في نفس الوقت أن عند شراء أكثر من قرص روتي ولا يوجد صرف ليتم ارجاعه للمواطن يتم اعطائه نصف قرص بدلا من 20 ريال وهذا أصبح وارد ومتداول في كل الأفران في الوقت الحالي.
فبعد محاولات عديدة للحصول على صرف كافي من أجل إرجاعه للمواطنين وجدل كبير لمن لم يكن يحصل على المبلغ المتبقي قرر ملاك الأفران أن يكون المتبقي هو نصف القرص الروتي الذي يقدم للمواطن.
مواقع التواصل الاجتماعي تداولت عدد من الصور والمنشورات التي عبر فيها المواطنون بمختلف فئاتهم عن استيائهم من زيادة سعر الروتي في أفران عدن في كل فترة ولا توجد أي ضوابط أو معايير أو لجنة لتحديد سعر وتعميمه أو تحرك من قبل الجهات المعنية من أجل ضبط العملية ومحاسبة الأفران أو التدخل في هذا الموضوع سوى صدور قرارات بالتعميم وأن أي مخالفة للسعر يتم التبليغ عنه ولا يتم تنفيذ أي عقوبة تذكر.
إبقاء سعره في بعض الأفران وتقليص حجمه:
من المفارقات الغريبة أيضا أن هناك أفران التزمت بنفس التسعيرة السابقة لسعر الروتي وهو 30 ريال يمني ولكن بطريقة أكثر ذكاء فقامت بتقليص حجم القرص الروتي وابقاء نفس السعر ولكن يظل السؤال هي سيكفي المواطنين فقد تداولت عدد من صفحات مواقع التواصل لشكل وحجم الروتي الجديد وهو بنفس حجم القلم أو كف اليد مما آثار السخرية من قبل المواطنين بكيف سيكفيهم لو كان عدد افراد الأسرة كبير وكم يحتاج لهم كمية من أجل الوجبات ال3 أو حتى وجبة واحدة على الأقل.
يقول محمد عبدالله موظف بالأجر اليومي منذ أن سمعنا بزيادة سعر القرص الروتي ونحن في تفكير كيف سيكون حالنا نحن المواطنين البسطاء وكيف سنوفر لعائلتنا لقمة العيش في ظل هذه الظروف الصعبة , أنا موظف بالأجر اليومي وافكر بأولادي وحالي بعد هذا الغلاء فكيف سيكون حال مواطن بدون راتب أو لا يمتلك أي مصدر دخل كيف سيتمكن حتى من إطعام نفسه.
لا ألوم الناس التي تأكل من القمامة ولا التي تشحت في الشوارع وأتوقع أن معدلاتهم سيتزيد خلال الأيام القادمة إذا استمر الوضع هكذا والمواد الغذائية تزيد والروتي يزيد وهو وجبتنا الأساسية وصلنا لمرحلة صعبة جدا والحكومة في سبات عميق ولم تحرك ساكن في وضعنا.
نحن لا نلوم ملاك الأفران لأنهم مواطنون مثلنا وهم أيضا يشترون الدقيق بسعر غالي من التجار لكن نريد تدخل من الجهات المعنية لضبط العملة أولا ثم الأسعار واستقرارها عند سعر معين بدل التخبط الذي نعيشه كل يوم ولا نعرف ما هي نهايته.
وبين سعر الروتي الذي يزيد في كل فترة وبين تفكير المواطن بكيفية الحصول عليه أصبح الحصول على لقمة العيش صعبا ويقترب للمستحيل في ظل الغلاء الفاحش المحيط بنا والتجاهل الأكبر من قبل الحكومة والجهات المعنية للتدخل قبل انتفاضة الشعب.