تنعي علامة اليمن والأمة
========
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )
تنعى الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح إلى الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية، فقيه اليمن وعلامتها وأحد رموز العلم والدعوة والقضاء، وجهابذة الحديث والتاريخ، فضيلة القاضي العلامة المجدد محمد بن إسماعيل العمراني، الذي وفاه الأجل بعد حياة حافلة بالعلم والتعليم والدعوة إلى الله وإصلاح المجتمع.
لقد كان القاضي العمراني رحمة الله تتغشاه، واحداً من العظماء منارة الفقه والحديث، فهو القاضي الأجل والعلم الشامخ، والطود الباذخ والقمة السامقة، والشعلة الوقادة والهمة العالية، علم الفقهاء وبقية الفضلاء، عرفته الأمة الفقيه المحدث، واللغوي والمحقق، شيخ القضاة، وإمام الدعاة.
ولقد كان فقيدنا الراحل العالم العلم المجتهد واحداً من رموز اليمن والعالم الإسلامي وسليل أسرة العلم والمعرفة، ويتصل علمه بالعلمين العظيمين محمد بن علي الشوكاني ومحمد إسماعيل الأمير الصنعاني رحمهما الله تعالى، وبرحيله تكون اليمن قد خسرت أحد أبرز رموزها المخلصين، وفقدت قامة علمية كبيرة وعلما من أعلامها وجبلاً من جبالها عاش مجيداً نافعاً لغيره معلماً في الجامعة والجامع وفي الإعلام، فاستفاد من علمه الكثير.
وكما كان أحد رواد العلم والدعوة والقضاء فقد عاش حكيماً لطيفاً، ومتواضعاً نشيطاً نافعاً لغيره ومرحبا للعلم وتدريسه، وهو الذي لا يخضع لمستبد أو ظالم ولا يخاف في الحق لومة لائم، وقد برزت عبقريته لكل من لازمه وتتلمذ على يديه أو عرفه عن قرب.
إن خسارة اليمن فادحة ومصابها جلل في هذا الشيخ الجليل، لا سيما في هذه المرحلة حيث أنها بحاجة إلى الفقيه المعتدل والداعية الوسطي والمحدث الحصيف، في سنوات طفحت فيها مخلفات الخرافة الإمامية وظهر فيها زيف الدجالين وفاحت فيها السلالية المقيتة متترسة بالبارود وفارضت أفكارها الظلامية بالدماء والأشلاء، ونالت من كل أبناء الشعب وفي مقدمتهم العلماء والفقهاء والدعاة والمفكرون وقادة الرأي، غير عابئة بقيم اليمنيين وأخلاقهم ومعتقداتهم وهويتهم.
إننا في التجمع اليمني للإصلاح ونحن ننعى أحد المؤسسين العظماء وعضو الهيئة العليا السابق فضيلة القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني، لنعبر عن فداحة الخسارة لرحيل هذه العلم الأشم، الذي لم يبخل بفكره وعلمه وحكمته وآرائه السديدة، لكن عزاؤنا أن اليمن ولادة بالعظماء وأن لفقيدنا الكبير تلاميذ نجباء يحملون مشعل الفقه والتاريخ والدعوة الوسطية ويبددون من رسب من مخلفات الجهل والإمامة الظلامية، وينيرون لليمن دروب الخير والحرية.
ونتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى أبناء فقيدنا الراحل وكافة أسرته، وجميع تلاميذه ومحبيه، في هذا المصاب الجلل، وإلى كل أبناء الشعب اليمني الكريم والأمة العربية والإسلامية، سائلين الله تعالى أن يتغمد فقيدنا العمراني بواسع رحمته مغفرته وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان وأن يخلف على الجميع بخير إنه سميع مجيب.
صادر عن/
الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح
الاثنين 2 ذي الحجة 1442هـ
الموافق 12 يوليو 2021م