بقلم - #عادل_الشجاع " قيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام"
بعد استهداف سفينة نفط في خليج عمان، كشفت صحف بريطانية عن إرسال المملكة المتحدة قوات خاصة إلى محافظة المهرة لمطاردة من وصفتهم بالمسؤلين عن الهجوم في إشارة لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران، كانت الإمارات قد سبقتها إلى سقطرى وميون والمكلا وبلحاف في شبوة وعدن، لإسقاط انقلاب الحوثي في صنعاء .
ذهبت التقارير الصحفية إلى أن الفريق البريطاني وصل مطار الغيضة بمحافظة المهرة وأنه سيعمل بالاشتراك مع فريق من القوات الخاصة الأمريكية المتمركزة بالفعل في المنطقة لتدريب نخبة من الكوماندوز السعودية، وليست اليمنية، كان رئيس البرلمان اليمني قد ظهر في المهرة قبل وصول هذه القوات،لا نعلم سبب هذا الظهور المفاجئ هناك .
كان قائد القوات المسلحة البريطانية قد صرح بأنه لا بد من الرد القوي على الهجوم على ناقلة النفط ميرسر ستريت وأن ما يحتاجون إلى القيام به هو محاسبة إيران على سلوكها المتهور، فكلما فعلت إيران شيئا في البحر أو اليابسة يجيئوا لينتقموا منها في اليمن، فقبل ذلك احتلت إيران جزر إماراتية، فردت عليها الإمارات باحتلال جزر يمنية .
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد صرحت أن الهجوم انطلق من الأراضي اليمنية وتحديدا منطقة المهرة، ثم تراجعت ونفت أن يكون الهجوم من الأراضي اليمنية، الاتحاد الأوروبي أصدر بيانا أدان فيه الهجوم، قال في البيان إن كل الأدلة المتوفرة تشير بوضوح إلى إيران، طيب ،لماذا تذهبون إلى المهرة وسقطرى وميون والمكلا وبلحاف ولا تذهبون إلى إيران ؟
والسؤال الذي يطرح نفسه: القوات الأمريكية، كما عرفنا من التقارير الصحفية البريطانية موجودة في المهرة وتدرب قوات سعودية، فلماذا تدرب قوات سعودية وليس قوات يمنية، وطالما موجودة قوات أمريكية وسعودية، كيف تسلل الحوثيون إلى المهرة ؟ وبمعنى آخر، أليس هذا عملا إرهابيا صريحا ،يمثل تهديدا عالميا، ويجب الرد على الجهة التي تدعمه ؟
هاهي بريطانيا تكشف عن نواياها تجاه اليمن، فقد وضعت أقدامها مجددا على الأرض اليمنية بعد أن طردها اليمنيون من أرضهم بعد احتلال دام 128 عاما، وهي تتذرع اليوم بامتلاكها نظام التشويش على انظمة الطيران المسير وان الدول الحدودية مع اليمن لا تمتلك هذه التكنولوجيا، إذا كان الأمر كذلك، لماذا لا يكون الجيش اليمني هو المعني بذلك ؟
الوجود الامريكي البريطاني في اليمن وتحديدا في المهرة يعزز الدور السعودي في مد أنابيب النفط إلى البحر العربي، ويؤكد العلاقة الوطيدة مع عصابة الحوثي الإرهابية التي تخدم الصهيونية العالمية، فنحن مازلنا نتذكر في عام 2001،كانت أمريكا ترد علي هجمات الحادي عشر من سبتمبر في افغانستان وكانت القاعدة هي حصان طروادة وازاحت طالبان التي كانت تسيطر على البلاد وتعهدت بدعم الديمقراطية والقضاء على التهديد الإرهابي، وفي عام 2014،أنهت قوات الناتو مهمتها القتالية وتركت مسؤلية حفظ الأمن للجيش الأفغاني الذي ترك بلا سلاح، ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية محادثات سلام مع طالبان بدون الحكومة الأفغانية .
بعد قتل أكثر من 80 ألف جندي افغاني وضعفهم من المدنيين وأكثر من خمسة ملايين نازح عادت طالبان باتفاق مع أمريكا ولم تحقق للشعب الأفغاني الديمقراطية بل عززت الكراهية ومزقت النسيج الاجتماعي، وهاهي طالبان تتعهد بأنها لن تسمح بأن تصبح أفغانستان قاعدة للإرهابيين الذين قد يهددوا الغرب، وهو مافعلته عصابة الحوثي الإرهابية حين زعمت أنها تحارب الإرهاب .
سقطت صنعاء بحجة محاربة تنظيم القاعدة وهاهي طالبان تتعهد بمحاربة القاعدة، فانتظروا سقوط كابول، وقد سقطت الموصل بنفس الآلية، كل ذلك يشير إلى جرائم الولايات المتحدة الأمريكية وصناعتها للجماعات الإرهابية أمثال الحوثي والحشد الشعبي وطالبان وداعش، ثم تدعي محاربتها
هاهو المشروع الصهيوني يتبلور أمام أعيننا، يتم استهداف ناقلة نفط، المتهم فيها عصابة الحوثي، ويعد ذلك عملا إرهابيا بالمفهوم الدولي للأعمال الإرهابية، وبدلا من معاقبة هذه العصابة الإرهابية وملاحقة قياداتها، يتم احتلال المهرة، وبدلا من تدريب الجيش اليمني، يتم تدريب جيش آخر على الأرض اليمنية، فمتى سيتحرك اليمنيون الذين مازالت جيناتهم نقية لم تتلوث بالدونية والتبعية لكي ينتصروا لبلدهم ويعتزون بيمنيتهم ؟