تقارير وتحليلات
يؤكد طارق صالح موقفه الداعم لمعارك الشرعية في مأرب، فيما يبدو أنه مجرد مراوغة ومغالطة للرأي العام اليمني وللسعودية التي يخطب ودها هذه الأيام "لحاجة في نفس يعقوب"، ولا تتوقف آلته الإعلامية –بالمقابل- عن الترويج الحوثي وضرب صفوف الشرعية هناك.
يقول طارق صالح في تغريدة له على تويتر يوم 13 أكتوبر: "نعتز بالعبدية ونعتز بكل مأرب وهي تقاتل الكهنوت الايراني الامامي شبرا شبرا"، وفيما يشيد بمعارك مأرب وبطولاتها يضخ وزير إعلامه "نبيل الصوفي" الخطاب الذي ينفي حصول معارك في مأرب وشبوة رغم الحرب القائمة هناك حصريا منذ سنتين.
لم يتوقف نبيل الصوفي في مقابلاته التلفزيونية ونشر التغريدات المكثفة الداعمة للحوثي والموجهة ضد الشرعية وشخص الرئيس هادي، بل يعيد نشر تغريدة تتضمن صورة نشرتها قناة المسيرة الحوثية، وينص التعليق المرفق مع الصورة: "هذه الصورة من فيديو نشرته قناة المسيرة الحوثية أثناء انسحاب قوات محور بيحان في عملية الاستلام والتسليم"!!
توقفت المعارك في كل البلاد منذ سنتين، وتفرغ الحوثي لمأرب، وفي مقدمة المتوقفين عن المعركة ضد الحوثي تشكيلات طارق صالح في الساحل الغربي.
ويتذرع طارق باتفاق استوكهولم الموقع بين الحكومة الشرعية والحوثيين، ولا يعترف بشيء من الشرعية إلا بهذا الاتفاق، وما يزال يكرر في كل ظهور ومناسبة أن هذا الاتفاق سبب توقفه وتقييده وإلا لكان الآن على مشارف صنعاء، فيما الحقيقة أن هذا الاتفاق يختص فقط بمدينة الحديدة والصليف، ولا يشمل مئات الكيلو مترات الممتدة من تعز حتى الحديدة.
ويعلق أحد الناشطين على الفيس بوك: الحوثي طرح الساحل الغربي أمانة عند طارق صالح، وطارق رجل أمين ومحافظ على الأمانة.
ورغم حديث طارق عن معارك مأرب التي يقول إنه يعتز بها، فإن نبيل الصوفي يؤكد باستمرار أنه لا معارك هناك، وأن ما يحدث منذ سنتين هو مجرد "استلام وتسليم"، وهذا الذي ينقل صورا من قناة المسيرة الحوثية، ويروج لما تورده من كذب أو صدق، ليس شخصا عاديا يملك حسابا على الفيس بوك وتويتر، وليس شخصا يجهل التعامل مع الإعلام، وإنما هو وزير إعلام طارق صالح وموجه أدواته الإعلامية، والذي يحمل هذه الصفة وينقل عن المسيرة الحوثية فيما معارك شبوة ومأرب على أشدها لا يمكن النظر إلى ما يفعل بحسن نية، أو اعتبار أن ما يقوله موقف شخصي بعيد عن طارق وأجنداته وما يخفيه أو يحاول أن يخفيه.
وفي نموذج لا يقل سوءا، يرفع نبيل الصوفي وتيرة الهجوم على الشرعية ويفقده حماسه القدرة على التحكم بأعصابه، ليرسل نصائحه المباشرة للحوثيين: "لن تتحرر مارب الا بتحرر بيحان، وتحرير بيحان يبدأ من عتق. من سيسبق لعتق سيحكم البادية كلها، إما الحوثي أو الجنوب". هو في ظاهره تحريض مزدوج، ينصح الحوثي والانتقالي بشحذ الهمة والاجتهاد في السباق من أجل "تحرير عتق" لأنها الطريق لكسب مأرب كما يقول.
ورغم أنه ينصح هنا الانتقالي بسرعة التحرك نحو شبوة ويحثه على نقض اتفاق الرياض التي يراوغها طارق صالح، وتعد اتفاق الرياض واحدا من أكبر منجزاتها، لكن ذكر الانتقالي هنا مجرد محاولة منه حتى لا تبدو نصيحته للحوثيين فجة وصادمة، وهي نصيحة خالصة لوجه الحوثي، كون الانتقالي لا يريد مأرب ولا يسعى لها، والذي يسعى لها ويرمي بكل ثقله عليها هو الحوثي، إلا إذا كان يقصد أن دخول الانتقالي شبوة هو مفتاح مأرب بالنسبة للحوثي في إطار التنسيق بين الطرفين وثالثهما طارق صالح!!