تهاوى منزل الأم ’’صابرين‘‘ مع إضرام النار فيه بعد ساعتين من إحراقه من قبل جنودًا يتبعون المجلس الانتقالي الجنوبي بجبل الفرس بكريتر لتبدأ معه معاناة الشتات لأسرة عدنية إلى جانب مئات الأسر الأخرى التي هُجرت من منازلها عنوة.
وما إن استكمل الجنود إحراق مئات النازل؛ لم تتملك صابرين دموعها وهي أم لأربعة أيتام لتبك إحراق منزلها بمرارة وهو الذي بنته قبل ’’10‘‘ سنوات –أي- بتاريخ 2012م بعد وفاة زوجها ناجي سالم بعامين.
على إيقاع اللهب تروي ’’صابرين‘‘ بعينين مغرورقتين بالحزن ذكريات منزلها وكيف أنه استطاع أن يلم شمل أسرتها لسنوات بعد فراق الزوج الذي كان يعاني من مرض القلب قبل أن يموت وهو الذي عمل حمالًا في ميناء عدن؛ فحملت الزوجة مسؤولية تربية الأبناء وذهبت إلى المنازل للعمل كمنظفة لتستطيع الإنفاق على أبنائها الأيتام.
كانت الأم ’’صابرين‘‘ حريصة كل الحرص على تربية أولادها فضلًا عن تعليمهم وقاتلت من أجل الحفاظ على أسرتها بعد وفاة والدهم؛ استطاعت الأم أن تزوج ابنها الأكبر حيث كان المنزل العش الذي احتضن الفرحة لكن الفرحة قتلت في المهد ما إن طاله الهوكست؛ فلا منزل أضحى يأويها ولا أحفادًا سيزدان بهم المنزل.
بصوت خافت وقلب مكلوم تقف الأم بلا حيلة؛ تتحدث متمتمة؛: ’’بأي حق يشردنا الانتقالي من منازلنا الذي هو بمثابة قطعة منا؛ اليوم بات أبنائي على مقربة من المجهول؛ بحرق المنزل وتهجيرنا تحت تهديد السلاح ضاعت تلك الأماني التي كنت أنشدها والعيش مع ابنائي تحت سقف واحد‘‘.
عادت الأم ’’صابرين‘‘ إلى منزل والد زوجها؛ منزل صغير يعج بالساكنين –إخوان زوجها المتوفي- لا فراش تتوسد عليه إذن ولا لحاف يضمها وأبنائها المشردين؛ ثمة وجع يأكل قلب الأم وهي تحملق في أولادها الأيتام ومنزلها الذي تحول إلى اطلال.
تتسأل الأم: بأي حق تُشرد الأسر والعوائل من منازلها في لحظة يرفض فيها المجلس الانتقالي تعويضنا؛ لم نتوقع حتى ولو بمجرد الحلم أن يجرؤن على إحراق منازلنا وهدمها وتسويتها بالأرض من أجل إقامة معسكرات على رفات منازلنا.
ويخلق هذا الإجراء الذي اتبعه الانتقالي حالة من السخط في أوساط المشردين من منازلهم والدفع بهؤلاء إلى المجهول يجعلهم لقمة سائغة لتجنيدهم مع الجماعات الإرهابية؛ بحسب متابعين؛ وينحدر سكان جبل الفرس من المهمشين والنازحين وابناء عدن.
هذا وكان المجلس الانتقالي قد أحرق أكثر من 200 منزل بجبل الفرس بكريتر قبل أن يقوم بتهجير مئات الأسر بقوة السلاح من منازلها؛ مما خلق تذمر عام لدى الناس فضلًا عن المنظمات الحقوقية ويسعى الانتقالي إلى اتخاذ منطقة ’’جبل الفرس‘‘ منطقة عسكرية وهي التي تطل على مدينة كريتر.