الرئيسية - تقارير - معين الطامح وركلة الرئيس المنتظرة

معين الطامح وركلة الرئيس المنتظرة

الساعة 03:52 مساءً (بقلم: منتصر سالم)


يمر رئيس الوزراء معين عبدالملك بنفس دورة تطور رئيس الوزراء الاسبق خالد بحاح، فبعد مرحلة التشرنق التي قضاها معين خلال الاعوام الماضية بدأ الريش يظهر ويتشكل بصورته الكاملة.

اختير خالد بحاح رئيسا للوزراء على اعتبار انه تكنوقراط يتفرغ للتنمية والاقتصاد والخدمات وهو الملف الذي يلامس احتياجات المواطن مباشرة ويساهم في التفاف الشارع حول الدولة والشرعية، وبمرور الوقت تعرف بحاح على ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد وتم العبث باعداداته وبعد تصعيده لموقع نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء اعتقد بحاح انه فوق المس بذاته وبيده القدرة حتى على تجنيب الرئيس هادي، وكان يعتقد ان كرسي الرئاسة اصبح في متناول يده، هذا الشعور دفعه للتمرد على الرئيس لتتم الاطاحة به الى طي النسيان بشخطة قلم.



هذه التجربة لبحاح ماثلة أمامنا اليوم في معين عبدالملك، مع فارق أن معين نفش ريشه قبل أن يصل الى موقع نائب الرئيس الذي يطمح له ويعمل بكل قوته لازاحة الفريق الركن علي محسن من موقعه ليحل بديلا له مع احتفاظه بكرسي الحكومة.

بالنسبة لبحاح فقد دعمته قطر في بداية المشوار وفرضته على الريس هادي لكنه غير شريحة اماراتية وخرج من العباءة القطرية نهائيا، بعكس معين الذي دعمه وفرضه على الرئيس هادي السفير السعودي محمد ال جابر، وعلى الرغم من سخونة خطه مع بن زايد الا انه محافظ على علاقته بالسفير ال جابر.

 

يتتبع معين أثر بحاح وكأن المنتج واحد، ومؤخرا نبت لمعين شارب وامتلك الشجاعة للضرب بقوة من تحت الحزام وبشكل موجع للرئيس هادي ومؤسسة الرئاسة، حيث يوجه اتهامات مباشرة للرئيس بأنه يضع العراقيل في طريق الحكومة، وأنه يحول دون نجاحها ويقيد نشاطها، ويتهم العميد ناصر نجل الرئيس بأنه يتدخل في كل شي بل ويرفع ضده تقارير الى لجنة العقوبات والسفراء، وكان تشويه ناصر هادي من أهم المواضيع التي تمت خلال زيارته الاخيرة الى الرياض وابوظبي بالاضافة الى موضوع الشكوى المستمرة من الرئيس وأن الحل بتعيينه نائبا للرئيس كمقدمة لسحب صلاحيات الاخير وتجنيبه نهائيا.

ينسج معين علاقات مع الامارات العربية المتحدة منذ وصوله الى منصبه الحالي لكن هذه العلاقات ظهرت اكثر دفئا وحميمية مما كان يتوقع كل المتابعين، فالزيارة الاخيرة كشفت كثير من جوانب هذه العلاقات، إذ قام بترحيل كافة الطاقم المرافق له وبقي وحده لمدة 10 ايام، وتم جلب اسرته الى الامارات، وبالتاكيد ستبقى الأسرة هناك كبقية أسر السياسيين اليمنيين الذين يعملون لصالح الامارات، وسيتحول معين الى خاتم في يد محمد بن زايد.

واضح أن معين عبدالملك كسلفه بحاح خضع لعملية اعادة ضبط اعداداته، واستلم الكاتلوج، وتلقى وعود بدعمه ليحل بديلا لنائب الرئيس كمرحلة أولى، وهو الان بصدد تشكيل فريق لتنفيذ التعليمات التي استلمها.

خلال الفترة القادمة سيتم استهداف الرئيس بحملات مكثفة وسيتم تضييق الخناق عليه والضغط لتوجيه سلوكه وقراراته في سياق يخدم هذه التوجهات، وهنا تصبح الكرة في ملعب الرئيس هادي فهل سيكون قادرا هذه المرة على تسديد الركلة الاخيرة