أكد مصدران يمنيان وجود نشاط استخباراتي واسع لدولة الإمارات في محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، وصل حد اختطاف واستهداف ضباط عسكريين وقيادات المقاومة الشعبية الموالية للجيش التابع للحكومة المعترف بها دوليا.
ونقل موقع "عربي21"، عن مصدرين أحدهما أمني قولهما إن "الإمارات تنفذ وتشرف على أنشطة استخباراتية في محافظة مأرب (شرق اليمن)، واتخذت مؤخرا أدوارا هجومية ضد قيادات عسكرية، بما يمكنها من ممارسة نفوذ سياسي وأمني هناك في المحافظة الغنية بالنفط".
وأشارا إلى أن الإمارات أسندت هذه المهمة الاستخباراتية لنجل شقيق صالح، العميد، عمار محمد عبدالله صالح، نظرا لخبرته في هذا المجال، حيث شغل منصب وكيل جهاز الأمن القومي خلال فترة حكم عمه، الراحل علي صالح، الذي قتله الحوثيون أواخر 2017، بعدما تحالفا معه منذ العام 2014.
وأكد المصدران اليمنيان أن أبوظبي عينت عمار صالح، شقيق العميد طارق صالح، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية"، المتمركزة في الساحل الغربي، قائدا لوحدة المهام الخاصة التي تديرها منظمة الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن.
وبحسب الموقع فإنه حصل على وثائق خاصة تابعة لمنظمة الهلال الأحمر الإماراتي، تفيد أن عمار صالح، كلف بقيادة وحدة استخباراتية خاصة ضمن شعبة "المهام الخاصة" في المنظمة، في محافظتي مأرب والجوف، شرق وشمال اليمن.
وتكشف المعلومات أن المنظمة الإماراتية التي تتخذ من النشاط الإغاثي والإنساني واجهة لها، خصصت مبلغ 5 ملايين ريال سعودي، بما يساوي مليون و300 و32 ألف دولار أمريكي تقريبا، لتشكيل بيئة استخباراتية تنشط معها بين محافظتي مأرب والجوف.
وتفيد بأن 34 عنصرا رشحوا من قبل عمار صالح وشقيقه طارق، للعمل ضمن الخلايا الاستخباراتية التابعة له، حيث تلقوا تدريبات على أيدي الإماراتيين في هذا الجانب.
وكشف المصدران أن عمار صالح شكل 8 فرق رصد في محافظة مأرب الغنية بالنفط، كل فرقة مؤلفة من 8 أشخاص، في سياق النشاط الاستخباراتي الممول من أبوظبي.
ولفتا إلى إنه تم الكشف عن خلايا ناشطة تتبع عمار صالح، قائد الوحدة اليمنية الخاصة في منظمة الهلال الأحمر الإماراتي، التي يشرف عليها ضباط مخابرات من الدولة الخليجية.
فيما أوضح أحد المصدرين أنه تم الكشف عن 400 فرد تابعين لعمار صالح، يعملون في مواقع عسكرية مختلفة بمدينة مأرب، وسط شكوك بموقف رئيس أركان الجيش، الفريق، صغير بن عزيز، من هذه الاختراقات.
وبحسب المصدرين، فإن أنشطة عمار صالح، لم تتوقف عند مستوى جمع المعلومات الاستخباراتية، بل تعدتها إلى تنفيذ عمليات استهداف ضباط وقيادات في المقاومة الموالية للجيش الوطني، وفي ذروة المعارك التي يخوضها ضد مسلحي جماعة الحوثيين.
وقال مصدر أمني حكومي: "إنه في 12 يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، تم اختطاف ضباط استخبارات بالجيش الوطني مع اثنين من قيادات المقاومة الشعبية، بعد استدراجهم إلى خارج مدينة مأرب (المركز الإداري للمحافظة ذاتها)، عبر اتصال من هاتف رئيس أركان الجيش، صغير بن عزيز".
وأضاف أن ضابط الارتباط بين الجيش اليمني والتحالف الذي تقوده السعودية، رؤوف الحربي، تواصل هاتفيا مع رئيس أركان الجيش، للقاء به، كما هو معتاد في فترات سابقة.
وأفاد المصدر بأنه عقب ذلك، تم التواصل مع "الحربي" الذي كان بمعية اثنين من قيادات في المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء (وسط) من نفس رقم الهاتف الخاص بالفريق بن عزيز، للحضور إلى مكان اللقاء وزمانه.
وأوضح أنه فور وصول ضابط الارتباط بالجيش والتحالف "الحربي" إلى مكان لقاء رئيس أركان الجيش، الذي كان خارج مدينة مأرب، كما هو محدد في المكالمة الهاتفية، تم أخذه والقياديين في مقاومة البيضاء، إلى جهة غير معلومة حتى الآن.
المصدر الأمني ذاته، أكد أنه جرى ملاحقة الخلية، وألقي القبض على أحد عناصرها، مع سيارة تويوتا، رباعية الدفع، من نوع "لاند كروزر 4*4"، التي قامت بأخذهم إلى سيارة أخرى.
وقال المصدر إن الخلية التي قامت باختطاف الحربي، والقيادي في المقاومة بالبيضاء، والذي يدعى "أبو سمية"، تبين أنها تابعة لعمار صالح، قامت باستدراجه من هاتف رئيس أركان الجيش، بن عزيز.
فيما اعتبر المصدر الأخر أن اختطاف ضابط الارتباط بالجيش اليمني "رؤوف الحربي"، يعد أخطر عملية في تاريخ مأرب، واختراقا استخباراتيا كبيرا تنفذه الإمارات لمسؤول مهم في القوات الحكومية.
ووفقا للمصدرين فإن هذه العملية لم تكن الأولى من نوعها، فقد سبق اختطاف "الحربي" عمليات مماثلة، خلال الشهرين الماضيين.