�وفي نيلسون مانديلا، الرئيس الجنوب افريقي السابق وأيقونة النضال ضد الفصل العنصري، مساء الخميس بعد صراع طويل مع المرض، مختتماً حياة حافلة بالإنجازات التاريخية جعلت منه أحد أبرز رموز التحرر والمقاومة.
وأعلن رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما وفاة مانديلا، قائلاً في كلمة مقتضبة وجهها عبر التلفزيون الرسمي مباشرة على الهواء إلى شعب جنوب افريقيا إن مانديلا توفي عن عمر 95 عاماً بهدوء في منزله في جوهانسبورغ محاطاً بعائلته.
وأشاد زوما بالرئيس السابق لجنوب إفريقيا المناهض لسياسة الفصل العنصري التي كانت سائدة في بلده. وأكد أنه "سيكون للغالي ماديبا (تعني الرجل العظيم والمبجل وتستخدمها عشيرة مانديلا للأرفع شأناً فيها) مراسم دفن رسمية"، معلنا أن الأعلام ستنكس اعتباراً من الجمعة وحتى الدفن.
وبدأت التحضيرات لجنازة رسمية للراحل لم يتحدد موعدها بعد ولكن يتوقع أن يحضرها الرئيس الأميركي باراك أوباما وكبار زعماء وشخصيات العالم.
وذكرت وسائل إعلام جنوب افريقية إن الجنازة الرسمية قد تجري السبت في الرابع عشر من الشهر الجاري، وأن دعوات بدأت تصدر لإجرائها في السادس عشر منه الذي يصادف "يوم المصالحة" وهو يوم عطلة.
ومن المتوقع صدور تفاصيل أكثر عن الدفن في وقت لاحق اليوم.
ونقل جثمان الراحل إلى مستشفى عسكري في بريتوريا ويتوقع أن تقام فعاليات تأبين رسمية في أنحاء جنوب افريقيا بينها في استاد كرة القدم في جوهانسبرغ الذي شهد آخر ظهور رئيسي له على الساحة العالمية عام 2010 عندما حضر مباراة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم.
وستجري الجنازة الرسمية في بريتوريا قبل نقل جثمانه إلى الكاب الشرقية وتحديداً إلى مسقط رأسه، قرية كيونو الريفية حيث سيدفن بناء على طلبه في مدافن العائلة في مراسم خاصة إلى جانب أفراد من عائلته بينهم أبناؤه الثلاثة الذين نقل رفاتهم إلى المدفن في تموز/يوليو الماضي
ولا يزال الآلاف يتهافتون على منزل الزعيم الراحل في جوهانسبرغ منذ سماعهم بنبأ وفاته، حيث ينشدون الأغاني الثورية المناهضة للفصل العنصري ويرقصون بعفوية احتفالاً بحياة من يعتبرونه بطلهم.
وهزّ نبأ وفاة أيقونة النضال الافريقي، العالم بأسره حيث تصدّرت صوره الصفحات الأولى لصحف العالم وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي. كما أثارت ردود فعل من كبار زعماء العالم الذين أشادوا بشجاعته وتصميمه وإلهامه.
وكان مانديلا يعاني من مشاكل صحية والتهابات في الرئة ربما كان سببها إصابته بالسل خلال فترة سجنه 27 عاماً في جزيرة روبن أيلاند قبالة كيب تاون.
ونقل الزعيم الراحل إلى المستشفى في الثامن من حزيران/يونيو بسبب اصابته بالتهاب رئوي، ثم بعد انتكاسة في الأول من أيلول/سبتمبر ومضاعفات أخرى على الأرجح. وأعلن في نهاية حزيران/يونيو ان حالته حرجة، لكنه نقل الى منزله في جوهانسبرغ لمواصلة علاجه.
وشغل نيلسون مانديلا، منصب رئيس جنوب أفريقيا في الفترة الممتدة بين 1994 و1999، وكان أول رئيس انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق.