الرئيسية - أخبار محلية - أنيس منصور لـ "أخبار الغد": تجاهل "العليمي" عن حضور قمة جدة إهانة كبيرة واستفزاز لكبرياء الشعب اليمني

أنيس منصور لـ "أخبار الغد": تجاهل "العليمي" عن حضور قمة جدة إهانة كبيرة واستفزاز لكبرياء الشعب اليمني

الساعة 09:11 مساءً (هنا عدن ـ متابعة خاصة)

أجرى موقع "أخبار الغد" حوارا مع رئيس مركز "هنا عدن" الكاتب والصحفي أنيس منصور، فيما يلي نصه:

 



كيف تنظرون إلى المشهد اليمني حاليا بعد مرور أكثر من 7 سنوات على اندلاع الحرب؟.

 

الحرب في اليمن مشهد ضبابي بين تصعيد وهدنة ودعوات سلام وفقر ومآسي إنسانية تستفحل لتدمير كيان شعب اليمن، وأتضح أنها حرب لا تتعلق بالصراع الطائفي، بل تتعلق بمخزونه النفطي وصراع دولي على الساحة اليمنية بسبب لعنة الجغرافيا والموقع الاستراتيجي لليمن.

 

 

ما أبرز الإنجازات التي حققتها الثورة اليمينة اليوم؟.

انجازات الثورة اليمنية كبيرة يطول استعراضها، ولكن المؤامرة كانت أكبر، والدليل أن حرب اليمن كانت مصطنعة ومُخطط لها في اليمن وسوريا وليبيا، وصُممّت خصيصا ضد ثورات الربيع العربي والشعوب العربية التي تطّلعت للحرية والمشاركة السياسية والتغيير، ورغم أنها تختلف فقط في التفاصيل لكن الخلاصة واحدة مؤداها التخيير بين الأنظمة العربية المستبدة أو الحروب الطائفية والذهاب لمشروع التطبيع والتركيع والتطويع.

 

كيف ترون تحميل البعض للثورة مسؤولية "الدمار والخراب" الذي حلّ في كل ربوع اليمن؟.

 

الحروب والدمار لا علاقة لها بالثورة، إنما من صنيعة أعداء الربيع العربي الذين يؤرقهم رؤية مجتمع عربي يتمتع بالديمقراطية ويكسر نظريتهم التي تقول بأن "العرب لا تليق بهم الديمقراطية"، ومَن يتابع بدقة نقاء وطهارة الثورة اليمنية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق تطلعات الشعب يدرك مخطط الحرب، وأن أعداء الربيع العربي حلف واحد في تنظيم دولي يعمل بتنسيق ويُدار من تل أبيب، وهذا الحلف الشيطاني يسعى لضمان عدم تكرار ثورة الربيع بالقضاء على روادها، ويعيد الأنظمة الساقطة، ويُغيّر هوية المنطقة إلى (الإبراهيمية) وصنمية الأنظمة المستبدة.

 

كيف تنظرون لتجاهل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، عن لقاء الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بجدة؟ وهل تعتبرون ذلك تهميشا يعكس تراجع دور ومكانة اليمن؟.

 

تجاهل الرئيس العليمي استفز كبرياء الشعب اليمني، واستنفر دبلوماسيون وسياسيون يمنيون للمطالبة بالتحقيق ومحاسبة مسؤولين بتهمة المساس بمركز رئيس مجلس القيادة الرئاسي وتعريض الدكتور رشاد محمد العليمي لإهانة في مدينة جدة السعودية، على هامش المباحثات السعودية الأمريكية وقمة جدة للأمن والتنمية.

 

وكانت تلك الإهانة "الكبيرة" مُخطط لها في حقيقة الأمر، خاصة أن السعودية قدمت نفسها كوصي وحاكم على اليمن، واعتبروا الملف اليمني ملف سعودي بحت، وهذه الثغرة تكشف بجلاء مصادرة التحالف للقرار السياسي والسيادي اليمني وفق مصالحهم وأهوائهم، وأن اليمن يعاني من أزمة قيادة تمتلك الحرية المطلقة. ولهذا ظهرت أصوات إعلامية وسياسية يمنية تضع المجلس الرئاسي بين خيارين إما الاستمرار تحت وصاية الكفيل والاستمرار في خدمته على حساب اليمن أو الانتقال الفعلي إلى مجلس يمتلك السيادة ويستمد قوته من قوة شعبه ووطنه.

 

هناك أنباء تفيد بتراجع السعودية والإمارات عن إرسال ودائع للبنك المركزي اليمني.. ما صحة ذلك؟.

الوديعة السعودية - الإماراتية أكبر أكذوبة مُررت فيها مشاريع سياسية؛ فقد تم تغيير وإقالة محافظ شبوة محمد بن عديو مقابل وديعة مالية سعودية للتخفيف عن الوضع الاقتصادي وتبخرت الوديعة ثم أعلنت عن وديعة في مشاورات الرياض وتشكيل المجلس الرئاسي، بينما لم يتم منها شيء سوى السراب ومواعيد عرقوبية، واكتفى السفير السعودي بتغريدات وعرض صور قافلة تمور منتهية الصلاحية كمساعدات.

 

وبالتالي، ما دلالة ذلك من وجهة نظركم؟.

دلالة عدم وفاء السعودية والإمارات هي إفشال المجلس الرئاسي والجهود التي وعد بها باحتواء الأزمة الاقتصادية، ومثل تلك الممارسات تفضح دور التحالف التخريبي والتدميري، لتصفية الوحدة الوطنية، وتقسيم اليمن، وإلهاء اليمنيين بمشاكل جانبية وسياسية تجويع على قاعدة (جوّع كلبك يتبعك)، وجعل الفوضى مستمرة وقطع الطريق على أي محاولة لإنقاذ اقتصاد اليمن.

 

بعد انقضاء نحو 3 أشهر على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي باليمن.. ما تقييمكم لأداء هذا المجلس؟.

 

 

عزيزي حتى الان لا يوجد انجاز حقيقي لمجلس القيادة ولم يشعر الشعب والوطن والاقتصاد باي بصيص امل وقد نزلت وسائل اعلام الشارع اليمني لرصد انطباعات الشعب عن مجلس القيادة وكان ثمة اجماع وشعور بسلبية وفشل مجلس القيادة في ظل تدخل الأطراف الإقليمية وتصاعد الصراع الداخلي والانشقاق بين القوى السياسية المشكلة للمجلس كون كل عضو بالمجلس يحمل مشروع سياسي بعيد عن المشروع الوطني وبرز ذلك بفشل تطبيق اتفاق الرياض وفشل توحيد المؤسسات الامنية والعسكرية وفشل في توحيد الايرادات المالية وخصومات ومشاحنات بعضها حزبية وأخرى مناطقية ووصل الامر إلى احتكاكات بين الاعضاء والمليشات التابعة لهم وانقسام حتى في الزيارات الخارجية لبعض الدول هناك من غاب متعمد في القاهرة مصر ومن غاب في زيارة المجلس الى الدوحة قطر وهذا يعطينا نتيجة انهيار المجلس وتشكيل تحالفات جديدة وسيناريوهات اخرى

 

كلها اخفاقات والمنجز الوحيد ان الحكومة والقيادة السابقة للشرعية كانت في فنادق الرياض خارج اليمن وهذا المجلس حالياً يدير شئونه من عدن داخل اليمن وهذا جانب ايجابي  لمسه الشعب والساسة والاعلام والمراقبون الدوليين للشأن اليمني

 

ما مدى إمكانية بدء حوار وطني شامل لإنهاء الأزمة كما قال رئيس المجلس الرئاسي؟ وهل سيشارك الحوثي في هذا الحوار المأمول؟.

كل الخيارات واردة لإجراء حوار وطني يمني، وتدشين سلام دائم، خاصة أن كل الأطراف أُرهقت وتعبت بالفعل، والشعب يتجرع الويلات كل يوم، ويمكن تحقيق مصالحة وطنية يمنية – يمنية، وطبيعة وسجية الشعب اليمني تاريخيا كانت مثخنة بصراعات تنتهي بسرعة وبمصالحة، لكن مشكلتنا اليوم في إطالة أمد الحرب، وإفشال مساعي السلام يرجع بالأساس للعامل الخارجي الأجنبي الذين لهم مصالح إقليمية دولية في اليمن ولن تتحقق إلا باستمرار الحرب، إضافة إلى سوء إدارة الأمم المتحدة للملف اليمني، وهناك تجار الحروب الذين يشعرون بأن وقف الحرب نهاية مصالح ومكاسب كبيرة جنّوها من الحرب؛ فمن خلال استمرار تلك الحرب حققت المملكة العربية السعودية والإمارات الأهداف الخفية التي تدخلت لأجلها في اليمن بحربها على الحوثيين؛ فنجحوا بتوقيف تصدير النفط والغاز ومنع التنقيب عن النفط، خصوصا بحقول الجوف التي قد تتسبّب بنضوب آبار النفط بالمملكة.

 

وقامت السعودية بفرض واقع احتلالي بمحافظة المهرة وحضرموت، وفي الموانئ والمطارات والجزر التي لا يتواجد فيها الحوثيين، خصوصا جزيرة سقطرى التي أصبحت تحت احتلال إماراتي بالكامل إدارةً وقيادةً وإشرافا، وبفضل استمرار الحرب تحقق السعودية أكثر من ثلاثة مليار دولار شهريا كأرباح من خلال إجبار الخطوط الملاحية بالذهاب لميناء جدة للتفتيش قبل التوجه لميناء عدن، وأخذ رسوم طائلة على هذا الإجراء، ومنعت السعودية والإمارات التجار من استيراد المواد الغذائية للبلدان المنافسة، وأجبرا التجار على استيراد المنتجات السعودية والإماراتية وبيعها بالأسواق اليمنية، ودخلت بريطانيا بنفس النهج من خلال إنزال قوات في محافظة المهرة، وبالتالي لن يتحقق السلام في اليمن إلا بمغادرة التحالف السعودي الإماراتي نهائيا ثم مصالحة داخلية يمنية - يمنية.

 

 

 

أما مشاركة الحوثي أعتقد جازما أن الحوثي سيقبل بالسلام ومع السلام، وقد قبل بالهدنة الأممية، وهم حاليا في وضع أسوأ من حيث الخدمات، وعليه ضغط داخلي، ناهيك عن استنزاف مقاتليه وعوامل كثيرة ستجعله يرضخ ويقبل بالسلام.

 

الأمم المتحدة حثت الأطراف اليمنية سابقا على تقديم "تنازلات" من أجل "بناء الثقة" وتجنب كل ما من شأنه عرقلة الجهود الدولية لإنهاء الحرب.. فما التنازلات المطلوبة التي يمكن تقديمها برأيكم؟ وما تقييمكم لدور الأمم المتحدة في هذا الصدد؟

 

الأمم المتحدة جزء من توسيع دائرة الصراع في اليمن، وظلت جهودها في رحلات مكوكية وبيانات إنشائية وحديث عن شعورهم بقلق بالغ ودعوات ضبط النفس، وفي الأيام الأخيرة تحدثت عن "تنازلات" و"بناء الثقة"، ونجحت في الاتفاق على هدنة إنسانية، والآن تحركات لتمديدها ورفع الحصار عن تعز، وهذا النجاح فرضته متغيرات دولية بما فيها أزمة الطاقة والحرب الروسية الأوكرانية، ويُحسب النجاح أيضا للدبلوماسية العمانية عبر حوارات في مسقط التي جمعت الحوثيين والجانب السعودي وتمكنت سلطنة عمان من إنجاح الهدنة باعتراف وإشادة المبعوثين الأممي والأمريكي بدور إيجابي فاعل للعمانيين من خلال رسم خريطة ومضامين الهدنة وإقناع الحوثيين بالقبول والترحيب والتوقيع، وخلال الأيام القادمة ستكون العاصمة مسقط مع موعد اتفاق تمديد الهدنة.

 

فيما يخص التنازلات فالحوثي يقدم نفسه على اعتبار أنه الدولة وسلطة أمر واقع تحت سيطرة بعض المحافظات لا بد تحترم إرادته والاعتراف به أنه هو الدولة رافضا بعض الضغوطات بما فيها فك حصار تعز إلا بمقابل مكاسب أخرى، وكذلك طرف الشرعية يُقدّم نفسه بالدولة المعترف بها دوليا، وأن يتحوّل الحوثي طرف من الأطراف السياسية اليمنية في إطار ديمقراطي يترك السلاح ويلتزم بمسار الانتخابات الداخلية، وبالتالي جميع الأطراف بحاجة للتنازل والتوافق، ويمكن اختزال نداء الأمم المتحدة أنه محصور حاليا في الجوانب الإنسانية التي تشمل تبادل الأسرى، وفتح الطرقات، ووقف أي معارك ميدانية فقط، وليس الحل السياسي الشامل.

 

ما استشرافكم لمستقبل الأوضاع في اليمن؟

 

قد أبدي نوعا من التفاؤل والإيجابية إذا ما حدثت تحولات خارجية، لكني أعتقد أن الأوضاع ستزداد سوءا بكل أسف إذا ظل الوضع كما هو، خاصة في ظل مخطط السعودية والإمارات وايران لضرب الدولة اليمنية، وخلق شبه دولة فاسدة تتنازعها مليشيات انقلابية صنعتها الرياض وأبو ظبي، وخلق شبه دولة فاسدة ومختلة وظيفيا، ومعززة بالمناطقية، واختيار شخصيات هزيلة لإدارة الحكومة اليمنية جنوبا ودعمها في نهب البلد وتحويله إلى واحد من أكثر بلدان العالم فسادا ومأساةً، والقضاء على التجمع اليمني للإصلاح باعتباره حزب إسلامي كبير وله تأثير قائم على فكرة التغيير والنضال السلمي، ورفض الاستبداد وشرك الحاكمية، وقد كشرت أبو ظبي أنيابها على هذا الحزب في وقت مبكر، ومازالت مستمرة، لأنها تسعى جاهدة لتدمير الإصلاح، وأيضا تخطط لبقاء الشمال اليمني بيد الحوثيين وفق نهج ومخطط السعودية الساعي إلى إلغاء الدولة والتعددية السياسية والديمقراطية وإسقاط الوحدة الوطنية كي تبقى اليمن بؤرة اضطراب في سياق ما جرى تسويقه من فوضى خلّاقة، وتشكيل ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد.