الرئيسية - أخبار محلية - ماذا تريد الإمارات من وراء الاتفاقية الأمنية مع وزيردفاع المجلس الانتقالي ؟

ماذا تريد الإمارات من وراء الاتفاقية الأمنية مع وزيردفاع المجلس الانتقالي ؟

الساعة 01:38 صباحاً (هنا عدن / خاص )

 

عادل الشجاع 



نحن نعلم أن دولة الإمارات العربية المتحدة جعلت من نفسها منصة متقدمة لتنفيذ السياسة الإسرائيلية في المنطقة ، لذلك تبنت النموذج الفوضوي في المنطقة تحت ذريعة مواجهة الإرهاب ، وذهبت بعيدا في تلك المواجهة حتى وصلت إلى أفغانستان وجنوب ووسط أفريقيا ، والهدف من ذلك هو تسهيل وصول إسرائيل إلى موانئ وأعالي البحار في هذه المناطق ، وقد رأينا كيف هرولت إلى التطبيع مع إسرائيل وحولت الفلسطينيين إلى إرهابيين والإسرائيليين إلى أصحاب حق .

ما يهمنا هنا ، هي تلك الاتفاقية الأمنية التي سرب خبرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين الإمارات من جهة ووزير دفاع المجلس الانتقالي الذي يعمل تحت لافتتة الشرعية من جهة أخرى ، مع العلم أن الإمارات تعلم علم اليقين ، بأن هذه الاتفاقية ليس لها صفة قانونية ، لأن مثل هذه الاتفاقيات لابد أن تمر عبر مجلس النواب للمصادقة عليها ، لكن الإمارات تعلم يقينا بأن مجلس النواب لن يصادق على مثل هذه الاتفاقية التي تريد الإمارات من ورائها تحويل اليمن في الأيام القادمة إلى ساحة لتصفية قوى سياسية تحت مظلة الإرهاب .

مازالت صورة تنظيم القاعدة وهو يقتحم مدينة المكلا في حضرموت ماثلة أمام الرأي العام المحلي والدولي وكذلك صورته وهو يغادرها بعد سنة وبحوزته مئات الملايين من الدولارات والأسلحة الثقيلة بعد اتفاق مع الإماراتيين الذين تركوه يعيد الانتشار واستوعبوا الكثير من قياداته للعمل تحت مظلة المجلس الانتقالي ، ففي الوقت الذي كانت طائرات الإمارات تقصف وتقتل الجيش الوطني ، كانت تتجنب توجيه ضربات 
لتنظيم القاعدة وهو ينسحب من المكلا التي تحولت إلى قاعدة عسكرية للإماراتيين .

يدعي قادة الإمارات أنهم يواجهون الإرهاب ، لكن الصورة مختلفة تماما على أرض الواقع ، فهم الداعم الرئيسي للإرهاب وتنميته وزعزعة استقرار الدول والمجتمعات وأمنها ، فالإرهاب ينمو في ظل غياب الدولة ، والإمارات تحرص على تدمير الدولة اليمنية وتفكيكها وزرع المليشيات المسلحة في رحمها وتعمل بكل قوة لمنع قيام الدولة في اليمن .

قد يكون من الصعب التنبوء بمستقبل مشروع الفتنة الإماراتي في اليمن ومآلاته ، ولكن ما يمكن استنتاجه أن الإمارات ستحقق بعض النجاح في الأشهر القادمة ، خاصة على صعيد الفوضى ، لكن مصير هذا المشروع الفشل ، لأن اهتمام الناس في اليمن بدأ يتحول من كراهية الإرهاب الذي يصنع وقت الحاجة إلى كراهية الإمارات نفسها ، وبالطبع 
لا يعقل أن تدخل الإمارات في بلدان كثيرة وبعيدة لمواجهة الإرهاب ولا يصيبها شيء منه ، مع العلم أن الإرهاب طال جميع بلدان العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ، لكنه لم يطال بلدين ، هما إسرائيل والإمارات ، وهذا يؤكد رعاية الدولتين له .

ففي الوقت الذي كان وزير دفاع المجلس الانتقالي يوقع الاتفاقية مع الإمارات ، كانت وسائل الإعلام تمطرنا بخبر دخول شحنة من اليورانيوم إلى اليمن ، وهذا التزامن بين الخبرين يؤكد ما تخطط له الإمارات في المرحلة القادمة من إنبات داعش والقاعدة ولن تعدم الحيلة ، فحزب الإصلاح موجود من السهل تحويله إلى جماعة إرهابية ، في الوقت الذي تمارس عصابة الحوثي كل أوجه الإرهاب ، لم تسع الإمارات إلى مواجهتهم ولم يسعوا هم لمواجهتها ولم يقتربوا من دبي العصب الاقتصادي الحساس ، وهنا على اليمنيين أن يستعدوا مجددا للتضحية بجيل كامل من أجل أهداف الإمارات ، طالما وأنهم لم يحسموا أمرهم بعد في استعادة قرارهم الوطني .