"هواياتي صغيرة، واهتماماتي صغيرة، وطموحي أن أمشي ساعات معك تحت المطر"، صوت خافت يبعث الدفء في يوم قاسي البرودة، فتحت أمطاره الأبواب أمام العاشقين للغناء على أوتار قطراته، تبعث ألحان سيدة الحب الدفء في قلوبهم عندما تمتزج دندنتهم بصوتها العذب، الذي يبني لهم قصرا يسكنون فيه لحظات مع أسرار تأكلها الأفكار وتضربها الأمطار، لترسوا بهم قصص العشق في ميناء السلام الذي يحتاجونه.
ماجدة الرومي، بصوتها النقي الرنان، واختياراتها المنمقة لكلمات وألحان أنيقة، جعلت منها الأجدر بلقب "سيدة الشتاء"، فلا تلبث أن تسمع أغانيها وتشعر بدفئها في الأرجاء. ولدت ذات الابتسامة الجذابة في 13 ديسمبر 1956 في كفر شيما بلبنان، وسط أرضية فنية تأسست عليها، فكان والدها الموسيقار الشهير حليم الرومي، الذي قدم فيروز للأخوين الرحباني، ورفض فكرة غناء ابنته في البداية، ولكن ساعدها ابن عمها في الالتحاق ببرنامج "استوديو الفن" ففازت بالمركز الأول بغنائها "أنا قلبي دليلي".
قدمت أولى أغانيها "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" عام 1975، ولفتت بعدها نظر المخرج يوسف شاهين فظهرت رغم صغرها في فيلمها الوحيد "عودة الابن الضال"، وسجلت أسطوانتها الأولى عام 1980 وحازت بسببها على الشهرة، وتألقت بعدها في مهرجان قرطاج، وظلت تطل على جمهورها في مناسبات وحفلات ومهرجانات بأغان راقية تنوعت بين العامية والفصحى، حتى استطاعت أن تكسب ثقة الجمهور وتحجز مكانا خاصا في قلوبهم.
سنوات طوال من رقي الغناء وضعتها في مقدمة الفنانين العرب، وعلى المستوى الإنساني زارت مبنى "الإسكوا" التابع لمنظمة الأمم المتحدة في بيروت، وأعلنت عن حملة "الناس الموجوعين" عام 2012، كما قدمت تبرعات لصندوق المنح الدراسية بالجامعة الأمريكية ببيروت.