سمع إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات ليل الأحد الاثنين في محيط ثكنتين عسكريتين في جوبا عاصمة جنوب السودان، وفق ما أفادت سفارات وشهود.
وذكرت السفارة الأميركية أن هناك "تقارير واردة من مصادر عدة جديرة بالثقة، تفيد عن حوادث أمنية جارية وإطلاق نار متقطع في مواقع عدة من جوبا".
وقال دبلوماسي إن "الوضع مثير للارتباك نسبياً"، رافضاً التحدث عن أسباب إطلاق النار. وأضاف إنه "لم يعد يسمع أي إطلاق النار منذ الساعة 9:00 (6:00 ت.غ)، فيما تنتشر قوات الأمن في المدينة بكثافة".
ورفض وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي لويث، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، التعليق على الوضع، مكتفياً بالقول إن "الرئيس سالفا كير لا يزال في مهامه".
وتحدثت قناة "العربية"، عن "محاولة انقلاب"، وأشارت إلى "تمرد مجموعة من الجيش الشعبي، قيل إنها تتبع للحرس الجمهوري، واشتبكت مع مجموعة أخرى داخل القيادة العامة للجيش الشعبي، وسط أنباء عن استيلائها على مخزن السلاح والذخيرة في القيادة العامة".
وأفاد مسؤول عسكري القناة، أن "ما يجري هو تمرد تقوده مجموعة من العسكر حاولت السيطرة على وزارة الدفاع، وسط إطلاق نار مكثف". وتفيد المعلومات أن "هناك قتلى في صفوف الجيش الشعبي الذي ينتشر بكثافة في شوارع العاصمة جوبا".
ودعت السفارتان الأميركية والبريطانية في جوبا مواطنيهما، إلى "تفادي أي تنقلات غير ضرورية".
وأوضح الديبلوماسي أن "إطلاق النار بدأ الساعة العاشرة مساء (19:00 ت.غ)، واستمر حتى الثانية فجراً. ثم ساد هدوء واستؤنفت النيران مجدداً عند الساعة السادسة فجراً في حي عسكري آخر". وأشار إلى أن "المعارك كانت محصورة حتى الآن في منطقتين في المدينة".
وقال مصدر أمني إن "المعارك يبدو أنها جرت بين عناصر مختلفة من جيش جنوب السودان، الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي قاد التمرد سابقا خلال الحرب الأهلية ضد الخرطوم (1983-2005)، والذي أصبح الجيش الوطني عند استقلال جنوب السودان في 2011".
وأشار إلى "استخدام رشاشات ثقيلة وقذائف هاون في المعارك".
من جانب آخر قالت وكالة سفر في نيروبي لوكالة فرانس برس: "لقد أبلغنا أن مطار جوبا مغلق لمدة غير محددة".
ودعت مبعوثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إلى "وقف القتال الذي اندلع الليلة الماضية بين الجنود"". وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة هيلد جونسون في بيان: "أحث كل الأطراف في القتال على وقف أعمال القتال فوراً وضبط النفس".
وأضافت: "أنا على اتصال مع كبار الزعماء، للدعوة إلى الهدوء".