لم تعد المصاعب التي تواجه جهود مكافحة الجراد الصحراوي في سهل تهامة تتوقف عند الإمكانيات المادية والفنية المحدودة، بل تعدت ذلك إلى جوانب أخرى تتعلق باحتجاز سيارات المكافحة من قبل نافذين قبليين.
وأصبحت أسراب الجراد الآخذة في التكاثر والاتساع تنذر بكارثة اقتصادية محققة على اليمن، وبالتالي ستأتي آثارها المدمرة - كما يقول مسؤولو وزارة الزراعة والري - على دول الجوار والمنطقة بأسرها, ومع نفاد مبيدات المكافحة وهطول الأمطار الغزيرة في
تهامة، التي توفر بيئة خصبة لتكاثر الجراد وتواصل احتجاز عشر سيارات من أصل ( 40 ) سيارة فقط تواجه جحافل الجراد المنتشر في سهل تهامة الغربي, والتي احتجزها رجال قبائل بمنطقة عزان بكحلان عفار بحجة أخذت المخاطر تزداد في وقوع كارثة كبيرة على مستوى الأمن الغذائي والمحاصيل الزراعية.
ويقول وكيل قطاع الخدمات الزراعية بوزارة الزراعة والري الدكتور محمد الغشم : إن الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخراً على تهامة وفرت بيئة خصبة لتكاثر الجراد في الوقت الذي نفدت فيه وسائل المكافحة.
ويضيف الغشم - وهو رئيس غرفة عمليات مكافحة الجراد إن الفرق الميدانية تعكف حالياً على التشطيبات النهائية للمرحلة الأولى من المكافحة في منطقة شمال ووسط تهامة،والتي شملت مكافحة الأسراب" الدبا"وهو الجراد، قبل مرحلة الطيران قبل أن تنفد المبيدات.
مشيراً إلى أن هذه الفرق تقوم حالياً بتنفيذ المسوحات للجراد بعد هطول الأمطار في كل تهامة عن طريق دراسة مناطق سقوط الأمطار وخصوبة التربة والغطاء النباتي وكل العوامل المساعدة في زيادة تكاثر هذه الحشرة المدمرة في انتظار وصول الدعم من مبيدات الرش وقطع الغيار اللازمة للمعدات ووسائل السلامة للعاملين.
ويوضح الوكيل الغشم أن وزارة الزراعة وجهت رسائل عاجلة إلى كل من منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" والبنك الإسلامي للتنمية ووزارة الزراعة والري الأمريكية طالبت فيها بدعم سريع وما تزال تنتظر الرد، مؤكداً أن من شأن تأخر وصول هذه المساعدات الضرورية أن يفاقم المشكلة التي باتت تهدد الأمن الغذائي في اليمن وبلدان المنطقة عموماً.
ودعا وكيل قطاع الخدمات الزراعية وزارة الداخلية والسلطات المحلية بمحافظة حجة التحرك السريع للإفراج عن السيارات العشر التي احتجزت قبل أيام بمنطقة غزان بكحلان عفار عندما كانت عائدة إلى صنعاء بغرض الصيانة.
مشيراً إلى أن المفاوضات التي ما زالت جارية منذ أيام وحتى كتابة هذا الخبر لم تصل إلى أي نتيجة، وما تزال السيارات محجوزة في مدرسة عزان، وهو ما يضيف مصاعب أخرى أمام جهود مكافحة الجراد الصحراوي الذي ستشمل آثاره السلبية كل أبناء الشعب اليمني..المصدر( الثورة نت)