:
بعد استشهاد القائد يحيى السنوار، ترك للأمة الإسلامية والأجيال الفلسطينية إرثا غنيا بالدروس والعبر التي تُلهم الأجيال القادمة، والتي تُجسد أيضا معاني العزة والصمود .. هذه الدروس تركز على الالتزام بالمبادئ، وقيمة التضحية، وقيادة الشعوب بروح القائد الحقيقي، إضافة إلى الثبات في وجه الأعداء والتضامن بين الفصائل .. والقائد السنوار قدم نموذجا نادرا في الصبر وتحمل المحن، والاستعداد لتقديم أعظم التضحيات في سبيل القضية.*
*ولأن موت القادة دروس وعبر .. فقد حصرتُ (عشرين درساً) ينبغي أن تتعلمها الشعوب الحرَّة، والأمة الإسلامية على وجه الخصوص من القائد يحي السنوار .. وإليكم هذه الدروس فيما يلي:*
*1- علّمنا السنوار الثبات على المبادئ: فقد تمسَّك بالمبادئ والقيم، رغم كل التحديات،حتى آخر لحظة في حياته، لأنه كان يعلم أن التمسك بالمبادئ هو الأساس في بناء المقاومة وحماية الدين والمقدسات والأوطان.*
*2 - علمنا السنوار قيمة التضحية: فاستشهاده يذكرنا بأن الحرية والكرامة تتطلب تضحيات كبيرة، وأن كل قطرة دم تُسفك من أجل الوطن تزيد الأمة إصرارا على المقاومة حتى النصر.*
*3- علمنا السنوار كيف تكون القيادة الحقيقية: فقد جسّد القيادة الشُّجاعة والمسؤولة التي تُشارك شعبها في كل معركة من معاركها، لا تختبئ خلف المكاتب، بل تقود الميدان بروح الفدائي الشجاع.*
*4 - علمنا السنوار الالتزام بالقضية الفلسطينية : حيث عاش حياته كلها مخلصا للقضية الفلسطينية المقدَّسة، ولم يُبدِّل أو يتراجع قيد أنملة؛ رغم الصعوبات، مما يعلّم الأجيال قيمة الالتزام الحقيقي بالحق.*
*5 - علمنا السنوار الصمود في وجه العدو: فقد برهنَ استشهاده على أن المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال، وأن الصمود والمقاومة لا يعرفان الهزيمة؛ طالما وُجدَ الإيمان القوي الذي لا يتزعزع.*
*6 - علمنا السنوار أن القوة في الوحدة: لقد كان السنوار رمزًا لوحدة كافة الفصائل الفلسطينية، ودعواته المستمرة للتكاتف تبرز أهمية التلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة العدو المشترك.*
*7 - علمنا السنوار الإيمان بعدالة القضية: حتى آخر لحظات حياته، كان السنوار مثالاً على الإيمان العميق بعدالة القضية الفلسطينية، مما يجعل الأمة تستمر في دعم هذا الحق، ويدفعها للتمسك به مهما طال الزمن.*
*8 - علمنا السنوار الصبر والثبات في المحن: حيث أن سنوات السجن والملاحقة لم تزده إلا قوة وثباتا، ليعلّمنا أن المحن تصنع القادة العظام، وتزيدهم صلابة في مواجهة التحديات.*
*9 - علمنا السنوار ضرورة انتقال روح المقاومة للأجيال القادمة : فارتقاء السنوار شهيدًا يؤكد أن المقاومة ليست مجرد فعل مسلح، بل هي روح تسري وتنتقل من جيل إلى جيل، لكي تدفعهم للتمسك بحقوقهم، والمضي قدماً في مواصلة مسيرة قادتهم.*
*10 - علمنا السنوار الاستعداد للتضحية الكبرى: فقد قدّم هذا القائد البطل روحه فداءً للدين والمقدسات وللوطن، وهذا درس واضح بأن القائد الحقيقي مستعد لأن يقدم كل شيء حتى حياته؛ من أجل دينه وشعبه وأرضه.*
*11- علمنا السنوار العزة في مواجهة الظلم: فاستشهاده بتلك الصورة العظيمة يعلّمنا أن العزة لا تأتي بالتنازل، بل بالوقوف في وجه الظلم والعدوان مهما كانت الكلفة، وأن المقاومة هي الطريق الوحيد إلى الكرامة.*
*12- علمنا السنوار استراتيجية الصبر الطويل: فقد كان مثالًا للصبر الاستراتيجي؛ سنوات من العمل الجاد والنضال المستمر، دون استعجال النتائج؛ تثبت أن التحرير يأتي لمن يتحلى بالصبر الطويل.*
*13 - علمنا السنوار القدرة على التحمل: فبرغم مآسي وعذابات السجون؛ لم يضعف السنوار أو يتراجع، بل خرج أقوى مما كان، ليعلّمنا أن القدرة على التحمل تصنع الرجال والأبطال.*
*14 - علمنا السنوار التفاني في خدمة الوطن: كان السنوار متفانيا في خدمة شعبه وقضيته، ليُظهِرَ لمن بَعده أن خدمة الوطن تتطلب التفاني التام، والالتزام بالقضية حتى النهاية.*
*15- علمنا السنوار عدم الرضوخ للمغريات: فرغم الضغوط الهائلة، والمغريات الكبيرة التي تعرَّض لها، إلا أنه حافظ على صلابته، ولم يساوم على حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته، مما يُعدُّ درساً في النزاهة والتمسك بالمبدأ.*
*16 - علمنا السنوار أن القيادة في الأمام: فقد كان السنوار دائما في مقدمة الميدان، ليعلمنا أن القائد الحقيقي هو من يقود شعبه بنفسه، ويشاركهم في المحن والتحديات.*
*17- علمنا السنوار كيف يتم تحويل المحن إلى فرص: فتجربة السجن القاسية التي مرَّ بها لم تكن نهاية، بل كانت بداية جديدة لقائد أكثر قوة وحكمة، وهو درس في كيفية تحويل التحديات إلى فرص للنمو.*
*18 - علمنا السنوار التواصل مع الجذور والحاضنة الشعبية: فلم يكن السنوار بعيدا عن شعبه، بل كان دائما قريبا منهم، يستمع إليهم ويعمل من أجلهم، مما يعزِّز أهمية التواصل بين القائد والشعب.*
*19 - علمنا السنوار الاستعداد للمواجهة الحاسمة: فقد كان على استعداد دائم للمواجهة الكبرى مع الاحتلال، ولم يتردد في اتخاذ قرارات مصيرية، ليعلمنا أهمية الجاهزية للتحديات الكبرى في الوقت المناسب.*
*20 - علمنا السنوار أن الاستشهاد أشرف وأفضل وأجمل وسيلة للخلود: لقد ارتقى يحي السنوار شهيدا مجيدا، لكن تضحياته جعلت اسمه خالدا في ذاكرة الأمة، وفي سجل صفحات التاريخ الناصعة .. مما يعلمنا أن الاستشهاد في سبيل الحق ليس نهاية؛ بل بداية لخلود القادة العظام في وجدان شعوبهم، والأهم من ذلك الخلود الأبدي في فراديس الجنان أحياء يرزقون عند ربهم، فرحين بما آتاهم الله من فضله.*
حصرها|| عبد المؤمن شرف*