يواجه البنتاغون تحديًا كبيرًا يتمثل في نقص بعض أنواع صواريخ الدفاع الجوي مع ارتفاع الطلب عليها في مناطق الصراع حول العالم، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن استعداد الولايات المتحدة لمواجهة الأزمات المحتملة في المحيط الهادئ وسط تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط وأوروبا، بحسب تقرير “وول ستريت جورنال” الأميركية، نشر اليوم الثلاثاء.
وذكر التقرير أن هذه الأزمة في المخزون أصبحت ملحة مع تزايد الاعتماد على الصواريخ الاعتراضية في الدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة مثل “حكومة الاحتلال” لمواجهة التهديدات المتزايدة من الطائرات المسيرة والصواريخ التي تطلقها إيران وحلفاؤها في المنطقة.
ويخشى المسؤولون الأمريكيون من أن يتفاقم هذا النقص بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع إيرانية، ما قد يؤدي إلى تصعيد جديد من قبل طهران ووكلائها في المنطقة.
الصواريخ الاعتراضية من طراز “ستاندرد” – التي تطلق عادة من السفن وتستخدم بشكل أساسي في التصدي لهجمات القوات المسلحة اليمنية على السفن الغربية في البحر الأحمر – تمثل أحد أكثر الأسلحة المستخدمة من قبل الولايات المتحدة في الدفاع عن “حكومة الاحتلال”، حيث أطلقت واشنطن أكثر من 100 صاروخ منذ بدء هجمات حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023.
ووفقًا للتقرير، فإن الصاروخ الواحد يكلف ملايين الدولارات، ما يجعل هذه الاستراتيجية الدفاعية مكلفة للغاية بالمقارنة مع الأسلحة الإيرانية الأقل تكلفة.
وأضاف أن البنتاغون واجه صعوبات في تعزيز الإنتاج نظرً لاحتياج الشركات لفتح خطوط إنتاج جديدة وتوسيع المنشآت، مما يتطلب التزامًا طويل الأمد من البنتاغون لشراء كميات متزايدة.
وبحسب مسؤول دفاعي أمريكي، يمكن لشركة RTX، المنتجة لصواريخ “ستاندرد”، إنتاج بضع مئات منها سنويًا فقط، مع العلم أن الإنتاج ليس حكرًا على البنتاغون وحده، بل يمتد إلى 14 دولة حليفة على الأقل.
وفي ظل هذه التحديات، يسعى المسؤولون في البنتاغون، مثل وزير البحرية كارلوس ديل تورو والجنرال سي كيو براون رئيس هيئة الأركان المشتركة، إلى دراسة تكنولوجيا بديلة وزيادة التعاون مع شركات جديدة لتعزيز إنتاج الصواريخ الاعتراضية.
ويشير المحللون الذين تحدثوا للصحيفة الأميركية، إلى أن نقص هذه الذخائر قد يضعف قدرة البنتاغون على الاستجابة لأي تصعيد محتمل مع الصين، مع توقعات بتراجع مستوى الاستعداد البحري الأمريكي في المحيط الهادئ.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة نشرت أنظمة دفاع صاروخي إضافية من طراز باتريوت في الشرق الأوسط لدعم عملياتها في المنطقة، كما تم إرسال نظام “ثاد” إلى “حكومة الاحتلال” لتعزيز دفاعاتها ضد الهجمات المتكررة.
وعلى الرغم من خطط الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية لصواريخ “ستاندرد”، أُعلنت تخفيضات في بعض الإصدارات القديمة لصالح تمويل الإصدارات الأحدث، وفق الصحيفة.