أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية، حماس، أسامة حمدان، أن ما حصل مؤخراً في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة كان تقديم أفكارٍ لا توصل إلى المطالب التي حدّدتها المقاومة الفلسطينية منذ البداية.
وقال حمدان في لقاء مع قناة الميادين، الجمعة، إنّ "ما تم عرضه علينا من تبادل جزئي لا يتحدث عن وقف شامل لإطلاق النار، فقالت حماس إن ذلك لا يتوافق ومطالبها"، مضيفاً أنّ الحديث عن هدنة جزئية ليس منطقياً لأن ما تريده المقاومة هو وقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وأعلن حمدان عن استعداد المقاومة للاستماع إذا كان هناك من أفكار جادة، واستعدادها أيضاً لمناقشة أي أفكار جديدة للوصول إلى اتفاق، مشيراً إلى أنّه سوى ذلك سيكون مضيعة للوقت.
وشدّد حمدان على أنّ ما تمّ تقديمه في المفاوضات لا يصل إلى ما هو مطلوب، لافتاً إلى أنّ قيادة حركة حماس تعمل بشكل كامل في اتخاذ آليات القرار وفق ما تم تحضيره مسبقاً من قبل رئيس مكتبها السياسي الشهيد يحيى السنوار.
وبشأن الدور الأميركي، قال القيادي في حماس إنّ الإدارة في البيت الأبيض كانت تهدف إلى استغلال موضوع المفاوضات في الانتخابات ولفصل المسارات بين الجبهات، مؤكداً أنّها لم تنجح.
ووصف ما تفعله الإدارة الأميركية بأنه شراكة كاملة في الجريمة، موضحاً أنّه "لو أرادت وقف آلة القتل لكانت توقفت عن مدّ الاحتلال بالسلاح".
وأكد حمدان أنّ المقاومة قدمت أثماناً كبيرة على هذا الطريق، وتوجّه إلى الإدراة الأميركية في حديثه قائلاً: عليها "أن تدرك أننا لن نقع ضحية الخداع"، ولافتاً إلى محاولات فصل مسارات المقاومة فشلت بعدما رفض، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التعامل مع المقترحات الأميركية من أجل لبنان.
وفيما يتعلّق بالمجتمع الدولي، أشار القيادي في حماس إلى إنّ عجز المجتمع الدولي عن القيام بأي دور وقف الجرائم الإسرائيلية دفع الكثير من الدول إلى إعادة النظر في كثير من الأمور.
وقال إنّ "المقاومة ومحورها يقدمان خطاباً مختلفاً يقوم على القيم والأخلاق كما في موضوع مقاربة إيران للملف النووي".
وعلى صعيد الوضع الداخلي الفلسطيني، رأى حمدان أنّ اللجنة التي ستتولى إدارة الشؤون العامة في غزة هي ضمن الاتفاق بين حركتي فتح وحماس وخطوة في اتجاه ترتيب البيت الفلسطيني.
وأعرب حمدان عن تفضيلٍ دائمٍ لدى حركة حماس بحكومة وفاق وطني ضمن أي اتفاق مع حركة فتح، مشيراً إلى أن الاحتلال يريد تمزيق المشروع الوطني الفلسطيني.
وشدّد القيادي في حركة حماس على أنّه "إذا تعذّر تشكيل حكومة وفاق وطني فإنّ هناك مصالح لشعبنا يجب أن نهتم بها بكل الطرق المتوفرة".
وقبل يومين، كشف قيادي فلسطيني معلومات خاصة للميادين بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أنّ "الاقتراحات الإسرائيلية والأميركية لا تتضمّن وقفاً دائماً لإطلاق النار"، أو "الانسحاب الكامل من قطاع غزة".
وأضاف المصدر الفلسطيني الخاص للميادين، أنّ ما تمّ اقتراحه هو "10 أيام هدوء مقابل إطلاق سراح أربعة من الرهائن بينهم سيدتان"، إضافةً إلى "إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، بحسب المفاتيح المعتمدة، وإدخال نحو 300 شاحنة مساعدات إنسانية يومياً".
وتحدث عن الوضع الداخلي، قائلاً إنّ "لقاءات قريبة ستجري بين حركتي فتح وحماس لاستئناف النقاش بشأن إدارة قطاع غزة، ما بعد الحرب، وتشكيل لجنة خاصة بتوافق الطرفين".