تعيش محافظة الضالع، الواقعة في وسط اليمن والخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، حالة من الانفلات الأمني غير المسبوق، الذي يضاف إلى سلسلة من الإخفاقات الأمنية التي باتت تطال مناطق واسعة من الجنوب. في الساعات الأخيرة، شهدت الضالع محاولتي اغتيال استهدفتا اثنين من مشايخها البارزين، في دلالة جديدة على عمق الفوضى التي تعصف بالمحافظة، وسط صراع مستمر بين الميليشيات المتناحرة تحت قيادة التحالف.
المصادر الإعلامية أفادت بأن أولى المحاولات كانت تستهدف الشيخ مسعد الجنيد، حيث قام مسلحان يرتديان زي القوات الأمنية ويستقلان دراجة نارية بإلقاء قنبلة يدوية أمام منزله في قرية الدوكي بمنطقة حجر. أما المحاولة الثانية فاستهدفت منزل الشيخ منصور علي صالح النقيب، الذي تعرض لإطلاق نار مباشر من قبل مجموعة مسلحة مجهولة.
ويأتي هذا الانفلات الأمني في وقت تتواصل فيه الصراعات الداخلية بين الفصائل العسكرية والأمنية الموالية للتحالف، التي باتت تفتقر إلى أي رؤية مشتركة أو إمكانية للتقارب. هذه الفوضى، التي طالت كبار الشخصيات في الضالع، تعكس بشكل جلي مدى عجز التحالف السعودي الإماراتي عن فرض الأمن والاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها.
ويبدو أن الفصائل المدعومة من التحالف، التي لا تملك القدرة على ضبط الأوضاع الداخلية، أصبحت تمثل عبئًا إضافيًا على المدنيين في الجنوب، ما يفضح حقيقة الوضع في مناطق سيطرة التحالف: انفلات أمني، صراعات دامية، وغياب كامل للسلطة الفاعلة.