لـ”يمن ديلي نيوز":
يجب ألا تتوقف الصحافة
حاوره/ محمد العياشي
في هذا الحوار يروي الصحفي اليمني "أحمد ماهر" لـ"يمن ديلي نيوز" جانبًا من التعذيب الذي تعرض له خلال احتجازه لدى السلطات الأمنية المعينة من المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن خلال عامين ونصف من الاختفاء القسري.
ويوم السبت الماضي، أطلقت السلطات الأمنية في عدن (عاصمة اليمن المؤقتة) سراح الصحفي “أحمد ماهر” بعد صدور حكم استئنافي بتبرئته من جميع التهم التي نسبت إليه واحتجز بسببها لقرابة 30 شهرًا.
يتحدث "ماهر" عن أساليب تعذيب قاسية أخضع لها بهدف إجباره على قول اعترافات بتهم لا علم له بها، ويوضح الصعوبات التي واجهها خلال احتجازه، بما في ذلك التهديدات الموجهة لأسرته والحرمان الكامل من التواصل معهم أو مع أي جهات حقوقية.
يؤكد الصحفي "أحمد ماهر" إن تجربته القاسية خلال الاحتجاز زادته إصرارًا على مواصلة مسيرته في مجال الصحافة والسياسة، فالصحافة هي صوت الشعب ولا يجب أن تتوقف.
إلى الحوار:
أولاً، تعرضت لتعذيب جسدي شديد أدى إلى كسر في فكي الأيسر، وكسور في بعض الضلوع إضافة إلى ضرر في معدتي أدى إلى خروج دم من سرّتي. ثم تعرضت للتعذيب النفسي من خلال حرماني من الزيارات والإخفاء القسري لمدة شهر كامل ومنعي من الأكل، حيث كان يُسمح لي بوجبة واحدة رديئة جدًا فقط. إضافة إلى ذلك، تم منعي من رؤية أشعة الشمس أو الهواء الطلق، وحتى ماء الحمام، كان يُتاح لنا فقط لمدة ساعتين كل أسبوع، فكنا نستخدم ماء الشرب الذي نشتريه لدخول الحمام مع الأسف.
كان يشرف على تعذيبي مدير شرطة دار سعد شخصيًا مصلح الذرحاني ومجموعة من المقنعين الذين لا أعرفهم.
كان يتم تعذيبي حتى أقبل بما يُطرح عليّ من أقوال وما أتحدث به وتهم لا أعلم عنها شيئًا.
لم يُقدم لي أي اتهام، فقط ضرب وتعذيب وطرح للجرائم التي يريدون فرضها ضدي.
عندما هددوا بتصفية أسرتي واعتقالهم، وعندما تعرضت للغرغرة، حيث كانوا يسكبون الماء على فمي وفيه قطعة قماش حتى أشعر أني سأموت.
لم يُسمح لي مطلقًا بذلك لأني كنت مهددًا بهم، ولو سُمح لي بالاتصال بأسرتي أو اللقاء بمحامٍ، لما وافقت على ما طُلب مني من اعترافات كاذبة.
استهدافي سياسيًا وتشويه صورتي إعلاميًا، ولكن جميع الإجراءات التي تمت معي غير قانونية وتتعارض مع الشرع والقانون كليًا.
لا، سوف أستمر في العمل السياسي والصحفي.
هذه الحملات كانت تساعدني على تسريع إجراءات محاكمتي التي استمرت لأكثر من عام وثمانية أشهر، مع العلم أن هناك سجناء لهم أكثر من 7 سنوات لم يصدر بحقهم حكم مع الأسف.
رسالتي لهم: كونوا أصحاب مبدأ وكلمة حرة مهما ازداد الوضع سوءًا، فالصحافة هي صوت الشعب ولا يجب أن تتوقف.
يمكنه الضغط على الجهات المعنية لاحترام حقوق الصحفيين والتقيد بالقانون الدولي الذي يوفر الحماية المدنية لكل أصحاب الرأي العام.