ياسر الزعاترة |
""ترامب يتبنّى مقولات "بن غفير وسموتريتش""
انتبهوا جيّدا لهذا التصريح..
قال ترامب أمس للصحفيين على متن طائرته الرئاسية:
"أودّ أن تأخذ مصر الناس (يقصد مواطني قطاع غ•زة). أودّ أن يأخذ الأردن الناس. أنت تتحدث عن، ربما مليون ونصف من الناس، ونحن فقط (clean out) ننهي هذا الأمر برمّته"، أو "نط•هّر المنطقة برمتها"، حسب الترجمة.
كلام في منتهى الخط•ورة، سينسحب تاليا على الضفة الغربية، وهي الأهم (ي•هودا والسامرة، بتعبير الصه•اينة)، وضمن مشروع الضمّ والتهج•ير الذي ينتظر اليمين دعمه من قبل ترامب (لا قيمة هنا لقوله تعقيبا بأن هذا الأمر "قد يكون مؤقتا أو طويل الأجل"، فالكل يعرف الحقيقة).
ما عجز الصه•اينة عن تحقيقه بـ"حرب الإبا•دة"، يريد هذا الكائن أن يحققه بالبلطجة والابتزاز (المساعدات ستكون أداة بالطبع)، ثم ينقل اللعبة بعد ذلك إلى الضفة الغربية.
النتيجة أن ترامب الجديد يأتي بما هو أسوأ بكثير من "صفقة القرن" التي جاء بها في ولايته السابقة. إنه يتبنّى مشروع أقصى اليمين الصهي•وني، أي الضمّ والتهج•ير وتصفية القضية الفلس•طينية برمّتها.
ونقول أقصى اليمين بالمعنى المرحلي فقط، لأن السيطرة الكاملة على (يهو•دا والسامرة)، أي الضفة الغربية هي مشروعهم جميعا، وإلا فما معنى الإجماع في "الكنيست" على "رفض الدولة الفلسطي•نية"؟!
ماذا يريد "باعة الأوهام" في رام الله وبعض عواصم العرب أكثر من هذا الوضوح، أو الوقاحة بتعبير أدق؟!
من جهتنا، لن يصيبنا الرّعب من هذه الوقاحة، حتى لو افترضنا قدرته على فرض ما يريد على الدول، وهو أمر مُستبعد، لأن الوضع الدولي يسمح برفض إملاءاته.
نعم، لن يصيبنا الرّعب، فكما سقطت "صفقة القرن"، سيسقط المشروع الجديد، وشعبنا ليس قطيعا من الأغنام يسوقه ترامب إلى حيث يشاء، كما أن زمن ما بعد "الط•وفان" ليس كما قبله.
والأيام بيننا..