*كتب / علي منصور مقراط*
كل يوم، وسلطة الأمر الواقع، المجلس الانتقالي الجنوبي، ترتكب حماقات ومغامرات وانتهاكات لا تُحتمل ضد هذا الشعب المكلوم المطحون الفقير المنهك. عمليات سلب ونهب وفساد وثراء لفئة من المجتمع والشعب يموت جوعًا. الذي لم يستطع نظام الرئيس الأسبق الراحل علي عبدالله صالح أو يجرؤ على المساس به في مدينة عدن الحبيبة، تم نهبه والبسط عليه وباسم المجلس الانتقالي الجنوبي وباسم القضية الجنوبية والعلم والشعارات الزائفة. يتم استباحة الأراضي والممتلكات العامة وحتى الخاصة وبقوة السلاح والأطقم، والناس تتفرج.
اليوم صحونا على جريمة جديدة، البسط على حوش وحرم مؤسسة النقل البري في حي الشهيد عبدالقوي بالشيخ عثمان. ويا أسفاه، أمر مباشر من المناضل اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، إلى المحافظ الغائب عن المدينة إلا ما ندر، أحمد لملس. بحجة وذريعة الاستثمار لشخص يدعى فهد العبادي، يتم تأجير هذا الموقع الاستراتيجي ربع قرن قابلة للتحديد نصف قرن بمبلغ سنوي مليون ونصف ريال، يعادل ألف ومئتي ريال سعودي. الحوش 300 في 200 متر.
السؤال هنا: من حق من يصرف ويتصرف؟ المناضل اللواء الزبيدي وأحمد لملس؟ هناك شعب لم يفوضكم بصرف الأراضي والممتلكات العامة وجباية المواطن. فوضوكم للتفاوض لاستعادة دولة قبل ثمان سنوات.
كان الجنوبيون يقولون: “النظام السابق محتل”. اليوم، لم تبقِ سلطة الأمر الواقع ما يُذكر في عدن.
كان النظام السابق ظالمًا وفاسدًا، لكن شكل الدولة كان موجودًا والخدمات متوفرة: الكهرباء والمياه والعملة مستقرة، والسيادة لم تنتهك والقرار مستقل. اليوم بعتم الجمل بما حمل، ودخلتم التاريخ الأسود والنفق المظلم. تستهترون بالشعب وتتلذذون بجحيم معاناته مستغلين فقره وضعفه.
نصيحة لوجه الله للمناضل عيدروس الزبيدي أن يسمع هذا النقد ويأخذ به، ويرحم ناس عدن والجنوب، فالمقربون منه أكلوا الأخضر واليابس وغير مبالين بالمستقبل المجهول الذي ينتظرهم، وأن الزمن غدار والتجارب ماثلة أمامهم.
أخي اللواء عيدروس الزبيدي، أخاطبك اليوم بالمناضل، وأخشى أن تتحول هذه الرمزية من الشعب إلى كلمة الخائن العميل، وما إلى ذلك من تلك المسميات. فهل تقرأ؟ هل تسمع أصوات الأحرار الصادقين؟
آخر كلمة: ارفعوا هذا المقاول من حوش مؤسسة النقل البري، فالجريمة صارت قضية رأي عام. أجزم أنه ليس هناك من يعترض على ما نقوله. والله على ما نقوله شهيد.
حتى نلتقي سلااااااام.