الرئيسية - عربي ودولي - إسرائيل تدق ناقوس الخطر.. "غاز قطر" في طريقة إلى أوروبا عبر "سوريا وتركيا".."وتبخر" حلم تل ابيب بنقله عبر ميناء "حيفا"

إسرائيل تدق ناقوس الخطر.. "غاز قطر" في طريقة إلى أوروبا عبر "سوريا وتركيا".."وتبخر" حلم تل ابيب بنقله عبر ميناء "حيفا"

الساعة 10:51 مساءً

هنا عدن | متابعات
خط أنابيب طاقة جديد يهدد بتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط ويُثير قلق إسرائيل. فقد عاد مشروع نقل الغاز الطبيعي القطري عبر سوريا وتركيا إلى أوروبا ليطفو على السطح من جديد، وسط تقارير تفيد بأن تل أبيب تُعد لخطوة دبلوماسية حاسمة لعرقلة تقدم تركيا في هذه اللعبة الإقليمية.

وتشير المعلومات إلى أن السلطات الإسرائيلية تشعر بقلق بالغ إزاء احتمالية نقل الغاز القطري عبر سوريا وتركيا وصولاً إلى أوروبا، خاصة مع التغيرات التي طرأت مؤخراً على موازين القوى داخل سوريا.

أحلام إسرائيل تتبخر

لطالما وضعت إسرائيل نصب عينيها مخططاً استراتيجياً يقضي بنقل مصادر الطاقة الخليجية إلى أوروبا عبر موانئها، حيث كان ميناء حيفا يُشكل حجر الأساس لهذا المشروع الطموح. إلا أن التحولات التي فرضتها الحرب الداخلية في سوريا ألقت بظلالها على هذه الخطط، وأحبطت الكثير من تطلعات تل أبيب في هذا الشأن.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، في تحليل كتبه الصحفي نداف أيال، أن الحديث عاد ليتجدد حول مشروع نقل الغاز القطري إلى أوروبا عبر الأراضي السورية والتركية، في خطوة من شأنها أن تعيد رسم خارطة الطاقة في المنطقة وتُربك الحسابات الإسرائيلية.

التقارب التركي-السوري يثير قلق إسرائيل

أبرز التحليل الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن عودة الاستقرار إلى سوريا وتشكّل إدارة قريبة من أنقرة هناك، يثير قلقاً متزايداً لدى حكومة تل أبيب. وأشار التحليل إلى أن “تركيا لن تترك الساحة السورية لإسرائيل بأي حال”، معتبراً أن تل أبيب تفتقر إلى استراتيجية واضحة في المنطقة.

كما لفت التحليل إلى أن التقارب الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق قد يعيد إحياء مشروع خط أنابيب الغاز القطري – التركي، الذي تم تجميده عام 2009 بسبب اندلاع الحرب في سوريا، وهو أمر من شأنه أن يهدد بشكل مباشر خطط إسرائيل في قطاع الطاقة.


“ليس الصراع بل التواصل مع تركيا هو المطلوب”

من جهتها، صرحت السفيرة الإسرائيلية السابقة في أنقرة، أميرة أورون، لصحيفة “يديعوت أحرونوت” قائلة: “تركيا تلعب دوراً محورياً في استقرار سوريا، وعلى إسرائيل أن تعتمد الدبلوماسية لإقامة تواصل مع أنقرة بدلاً من المخاطرة بصدام عسكري”.

وأضافت أورون أن بعض دول المنطقة تساورها الشكوك حيال مساعي إسرائيل لتفكيك سوريا، بينما تسعى تركيا في المقابل إلى بناء هيكل مستقر داخل الأراضي السورية.

المأزق الاستراتيجي لإسرائيل: خطر فتح جبهة جديدة

كما انتقد التحليل تل أبيب بسبب افتقارها لخطة استراتيجية واضحة في سوريا، رغم تكثيف هجماتها الجوية ومحاولاتها للتواصل مع الطائفة الدرزية والأقليات الأخرى هناك. ولفت إلى أن أي خطوة خاطئة من قبل حكومة بنيامين نتنياهو قد تؤدي إلى إشعال صراعات طائفية وفتح مواجهة مباشرة مع الجيش التركي.

واختتم التحليل بالقول: “في وقت ما زالت فيه الجبهات المفتوحة في غزة ولبنان بلا حلول، فإن فتح جبهة جديدة في سوريا هو مغامرة لا يمكن لإسرائيل تحملها”.

خط أنابيب قطر-تركيا يعود مجدداً إلى الطاولة

التحليل أشار أيضاً إلى أن مشروع خط الغاز الطبيعي القطري – التركي، الذي تم طرحه عام 2009 ثم جُمّد بسبب الحرب السورية، عاد مجدداً ليُطرح بقوة على أجندة الطاقة الإقليمية بفضل المستجدات الدبلوماسية. ومن المتوقع أن يشكل هذا الخط جسراً للطاقة بين أنقرة ودمشق، بما يحمله من أهمية استراتيجية كبرى لأمن الطاقة الأوروبي وتنويع مصادره.

 المصدر | تركيا الان